القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
حاوره/ عرفات مدابش
لا تقتصر الأزمة أو الثورة في اليمن أو الاحتجاجات على المعتصمين في الساحات أو المتظاهرين في الشوارع فقط، فهناك قوى أخرى لها مطالب سياسية أيضا، كالحراك الجنوبي الذي يطالب بما يسمى «فك الارتباط» أو «الانفصال» أو «استعادة الدولة».
وفي هذا الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» في صنعاء مع العميد علي محمد السعدي، أحد القيادات البارزة في الحراك الجنوبي، يتم تسليط الضوء على مواقف «الحراك» مما يجري من ثورة شعبية وأين يلتقي مع الثوار وأين يفترق، وأيضا التباينات في القوى والفصائل الجنوبية ومستقبل اليمن والرئيس علي عبد الله صالح.. فإلى نص الحوار:
* كيف ينظر الحراك الجنوبي إلى ما يحدث في اليمن، ولماذا لم يؤيد تشكيل المجلس الوطني للمعارضة والثورة؟
- ما يحدث في اليمن ثورة تغيير كتقليد لرياح التغيير التي هبت وما زالت تهب في بعض البلدان العربية، منها ما حسم الأمر وأسقط أنظمته الديكتاتورية، ومنها ما لا يزال يناضل بقوة وثبات للوصول إلى التغيير الحتمي لحكام بلدانهم المتغطرسين، أما اليمن فقد كانت ثورته التغييرية، وأعتقد أنها قبل ليبيا وقبل سوريا، وصلت إلى باب الجامعة في صنعاء وتسمرت، وأعتقد أنها تسمرت في مكانها ولم تتقدم أكثر من شارع الجامعة، لأن الإخوة في اليمن يريدون نصرا دون تضحية، وهذا من أصعب المستحيلات مع نظام لا يعرف إلا لغة القوة والغطرسة، فإن أراد شعب اليمن الانتصار فعليه أن يدرك أنه لا بد من تضحيات، فالشعب الليبي قدم الآلاف من الضحايا وها هو اليوم يطيح بطاغية ليبيا وينال حريته، ونحن في الحراك الجنوبي نبارك هذه الثورة في الشمال، لأننا ننظر إلى نجاحها بأنه سيأتي بعقلية جديدة في النظام الجديد بعد رحيل صالح، ولن يمارس نفس العقلية التي حكم بها صالح الجنوب، بل سيأتي من سيعطي الحق لشعب الجنوب في اختيار تقرير مصيره كما يريد، وإن لم يأت بعقلية جديدة تنظر إلى قضية شعبنا الجنوبي من منظور أننا دولة دخلت في وحدة سياسية مع الشمال وتم القضاء على هذه الوحدة والانقلاب عليها، وأن من حقنا اليوم أن نقرر مصيرنا بأنفسنا، فإنه لن يكون التغيير إلا مجرد تبديل الأشخاص على رأس الهرم السلطوي والعقلية هي نفس عقلية صالح، ولكني متفائل بأن الجديد سيكون متغير الفكر والسلوك، إن شاء الله، عن نظام صالح الإرهابي.
* هناك معلومات عن اجتماع جديد في القاهرة للمعارضة الجنوبية، هل سيضم كافة فصائل «الحراك» في الداخل والخارج؟ وما هي أجندته بشأن الوضع في الداخل؟
- نسمع عن هذا.. ونحن كجنوبيين نؤيد أن يلتقي أبناء الجنوب ويتبادلوا وجهات النظر في قضيتهم، ومهما كانت وجهات النظر، على الجميع من أبناء الجنوب احترامها، ولكن في النهاية الحق الأول والأخير هو لشعب الجنوب في تقرير مصيره كيفما أراد، أما أنه سيضم كافة فصائل «الحراك» في الداخل والخارج فنأمل ذلك أن يتم إن شاء الله، وأجندته سيخرج بها اللقاء، ولا أستطيع التحديد الآن، فاللقاء تشاوري والنتائج ستظهر بعد انتهائه وإقرارها من قبل الحاضرين لهذا اللقاء.
* الحراك في الداخل والخارج منقسم بشأن الموقف في اليمن، بين رفع شعار «الانفصال» والفيدرالية، أين يقف العميد السعدي؟
- العميد السعدي ينظر إلى أن هذه آراء جنوبية ويحترمها كلها، ولكن على أصحاب هذه الآراء أن يحترموا شعبنا الجنوبي، وأن لا يعتبروا اجتهاداتهم ملزمة بالتنفيذ، وبالتالي عليهم أن يتركوا شعب الجنوب وهو الذي سيحدد ماذا يريد من هذين الخيارين وما يجمع عليه الشعب الجنوبي.. والمجتهد إن أخطأ فله حسنة وإن أصاب فحسنتان.
* هل يمكن أن تتوحد الرؤى الجنوبية في النهاية بشأن هدف محدد؟
- نعم.. وهو تحت شعار أن يقبل الجميع بأن شعب الجنوب هو صاحب الحق الأول والأخير في تقرير مصيره، مع حق كل طرف بالاحتفاظ برأيه وما اختاره شعبنا هو الملزم بالتنفيذ.
* المراقبون يعتقدون أن الجنوبيين ينتظرون اللحظة الحاسمة وهي سقوط صالح ونظامه لإعلان فصل الجنوب عن الشمال، هل هذا الاعتقاد صحيح؟
- الجنوب كان دولة ذات سيادة، دخلنا في وحدة سياسية في عام 1990 وتم الانقلاب على هذه الوحدة بحرب الاجتياح للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية، وهذه الحرب أنهت الوحدة، ونحن لسنا جزءا من الجمهورية العربية اليمنية حتى نطالب بالانفصال، بل نحن دولة ومن حقنا استعادة دولتنا وخيار شعبنا الجنوبي لأنه هو صاحب الحق في تقرير مصيره كما يريد.
* هل من تطمينات في مسألة عدم السعي نحو «الانفصال» أم أنه خيار لا بد منه؟
- ما يريده شعبنا الجنوبي هو الذي سيكون.
* إذا افترضنا سيناريو فصل الجنوب، هل بوسع الجنوبيين في حال انقسامهم تنفيذ المشروع؟
- لماذا تفسير وجهات النظر على أنها انقسامات ما دامت كل وجهات النظر تخضع لرغبة شعبنا الجنوبي؟!
* البعض يقول إن المشكلة تكمن في نظام صالح، فإذا زال زالت معه الأسباب الداعية لفصل الجنوب، كيف تنظر إلى هذا الطرح؟
- المشكلة ليست بهذا التبسيط، شعب الجنوب تعرض لاستباحة ونهب وقتل وتشريد والوحدة انتهت ونتج عن هذا كله احتلال الجنوب، أرضا وإنسانا، وأصبح الإنسان الجنوبي غريبا في بلده، أرضه وهويته وتاريخه، ومن يصور المشكلة بهذه البساطة لا فارق بينه وبين نظام صالح الذي يناضل إخوتنا في الشمال للإطاحة به.
* ما هي السيناريوهات المحتملة عند عودة صالح إلى اليمن في رأيك كقائد عسكري؟
- لا أستطيع أن أتصور ما سيجري إن عاد صالح، لأننا نحن في الجنوب نعتبر أن ثورة التغيير تم احتواؤها ودخلت فيها أوراق سياسية متعددة الأطراف، والكل يعمل بأجندة سياسية تتنافى مع أجندة كل طرف من هذه الأطراف.
* تنظيم القاعدة سيطر على مدن كاملة في أبين، وربما يحضر للوصول إلى عدن، ماذا تقرأون في طيات ما يجري من نشاط لـ«القاعدة» في الجنوب ومن يقف وراءه؟
- أعتقد أن «القاعدة» لا وجود لها في الجنوب، وما يوجد اليوم على الساحة الجنوبية هو عمل منظم يقاد من مكتب واحد، وهذه المسرحية التي يقيمها النظام في أبين هي من إخراج المكاتب الأمنية التابعة للنظام.
* في النهاية.. ما هو مصير الجنوب وأيضا مصير الرئيس صالح؟
- مصير الشعب الجنوبي هو تقرير مصيره بنفسه دون وصاية أو تزوير، أما مصير صالح فهو مربوط بقوة وتماسك ثورة التغيير في الشمال، فإن غادروا ساحة الجامعة في صنعاء واتجهوا صوب القصر الجمهوري، فإن مصير صالح الهلاك كما هلك أمثاله من زعماء، وإن استمروا في عرض المسرحيات والأغاني على خشبة شارع الجامعة فستنتهي هذه الثورة وسيعود نظام صالح ليرجعهم إلى أسوأ مما كانوا عليه قبل إعلان ثورة التغيير.
*عن «الشرق الأوسط» اللندنية, 24/8/2011.