أنوثة المرأة
بقلم/ أسامه عبدالمهيمن
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 16 يوماً
السبت 25 إبريل-نيسان 2009 05:52 م

تضـيع أنوثة الـمـرأة أحـيـاناً

إن علا صوتها.. أو أصبح خـشناً فظاً

أو أدمنت «العـبوس» والانفعال

أو تعـاملت «بعضـلات» مفتولة

أو نطقت لفظاً قبيحاً أو فاحشـاً

أو تخلت عن الرحمة تجاه كائن ضعيف

أو أدمنت الكراهـية وفـضلتها عـلى الحـب

أو غلبت الانتقام على التسامح

أو جهلت متى تـتكلم.. ومتى تصمـت

أو قصر شعرها وطـال لسانها

*******

تضيع أنوثة المرأة

حين تهمل الرقة والطيـبة

وحين تنسى حـق الاحتـرام والإكبار للرجل

زوجاً وأباً وأخـاً.. ومعلّمــاً

وحين لا توقـر كبيـراً أو ترحم صغيـراً

جمال المرأة ليس في قـوامها.. أو ملامحها فحسب

ورشاقتها ليست في الريجيـم القاسي

الأنوثة شيء تشعـره.. ولا تراه غـالباً

*******

يقــول الرجـــل

أريدها ضعـيفة معي.. قـوية مع الآخرين

هذه هي الأنثى الحقيقية في نظـر الرجـل

والرجل يستطيع مساعدة المرأة على الاحتـفاظ بهذه الأنوثة بأن يحترم ضعف المرأة معه

ولا يستغله

وأن يمنحها القوة بعطـفه وحنانه واحتـرامه

وأن يعلّمها الضعـف الجمـيل وليـس ضعف الانزواء وفقـدان الثقة

*******

الأنوثة فــن

والرجل يستطيع بذكائه أن يعلّم زوجته هـذا الفن

فبعـض الرجال يتقن هذا الفـن

وبعض الرجال يدفع المرأة إلى أن تتخلى عن أنوثتها وضعفها

وتتمرد على الرجل لأنه استغل حبها وضعفها وأهانها

بدلاً من أن يثني عـليها

هنا بعض النساء يتغيرن إلى النقيض

والرجل الواثق من نفسه يستطيع أن يقود أقوى النساء

ويحيلهن إلى كائن وديع يحتاج منه لمسة حـنان

*******

والمرأة أيضاً قـد تعشـق لحظة ضعف يمر بها زوجها

إنها تراه طفلاً بحاجة لحنانها

وليس عيباً أن يبكي الطفـل.. الرجل

إنه يدفع زوجته للمزيد من العطـف والاهتمام والرعاية

لكن أكثر الرجال يرفض أن تراه زوجته في أي لحظة ضعـف

معتقداً أن قوته وحدها هي ما تجعلها تغـرم به

*******

كثيراً ما يكره المرء الأقـوياء

وبخاصة في المواقف التي تستدعي الضعـف واللين والرقة

للقوة مواقف لا يليق فيها الضعـف

وللضعف مواقف لا تليق فيها القـوة

ترى المرأة رجولة الرجل في طـفولته وبراءته وضعفه

ولو في لحظات محدودة

وترى رجولته أيضاً في قدرته عـلى حمايتها وحماية كرامتها وكيانها

وفي كرمه معها ومع أهلها وفي تسامحه مع بعض أخطـائها

*******

للأنوثة تفسـير لدى الرجل

وللرجولة مفهوم لدى المرأة

وكلاهما يتأرجح بين الضعـف والقـوة

إذا عـاد الإنسان يوماً طفلاً بأفكاره

ومشاعره وبعض تصرفاته

إذا بكى علناً كالأطفـال كان إنـساناً

المرأة تحب هـذه اللقطة

وتحب أيضاً فارسها قـوياً شجاعاً

والرجل يحب في المرأة طـفـولتها

ومشاعـرها البريئة

الخالية من الزيف

*******

كلنا بحاجة للأطفـال كي نتعـلم منهم البراءة

إننا قد نتعلم منهم أضعاف مايتعـلمون منا

في الأنوثة شيء من الطفـولة

وفي الرجولة شيء من الطفـولة

وفي الطفـولة أجمل ملامح البراءة والنقاء

هل تستطيع أن تعــود طــفلاً

أحـياناً؟

لا تخجل من ذلك

ففي هذا كل الجاذبية

وكل الصدق

*******