وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء
يؤكد النظام في اليمن ما وصفه به قبل أكثر من عام الدكتور مبارك الأشقر المتخصص في علم الفراسة والمحاضر في الجامعة الأمريكية حينما قال عن الرئيس اليمني: (الرئيس صالح كثير وسريع الحركة، ملول جداً، يتسم بالدهاء والمراوغة، صلب، متقلب، مفاوض جيد، لطيف لكن بقساوة، قاسي وقائد، يحب نفسه كثير، ويحب أن يتكلم أكثر مما يستمع، يحاول جذب الناس من خلال كلامه ، يحب الحوار مع الآخرين والتدخل في شؤونهم) هذا أهم ما وصف به الأشقر الرئيس اليمني وهو يقوم بتحليل شخصيته، وكان هذا قبل في العام 2009م ، ومن المواصفات السابقة استطيع القول أن الأيام الأخيرة أثبتت أن الرجل يعاني من اضطرابا داخليا، وانه مستعد لعمل مالا يخطر على بال احد لتحقيق أهدافه وبقائه في السلطة، كونه (يحب نفسه كثيرا)، لكن لم يكن يتصور أحد انه يمكن أن يصل به الأمر إلى تخييره للشعب اليمني بين (أحكمكم أو أقتلكم)فبعد أن كان قبل بنقل السلطة سلمياً أكثر من مرة وتناقلت ذلك الخبر وسائل إعلام مختلفة، عاد الرجل ليشن حربا نفسية على شعبه، وخصوا أولئك المعتصمين في ساحات التغير وميادين الحرية، وذلك عبر إطلاقه سلسلة من خطابات التهديد والوعيد، رغم أن الرجل ذاته هو من قال في خطابات متفرقة له أن (السلطة مغرمٌ وليست مغنم)، و(سئمنا السلطة) ولا أعلمُ إن كان يقصد السَلطة بفتح السين أم السُلطة بضمها، والعبارة الشهيرة أنه (يحكم على رؤوس الثعابين) وغيرها من العبارات والكلمات التي كان يطلقها الرجل بين الفينة والأخرى، أثبتت الأيام أنها كانت من قبيل المناورة السياسية، والاستعطاف لكسب التأييد الشعبي والاستمرار في الحكم ليس إلا، ثم أستقر به الحال قبل أيام عند تمسكه بالشرعية الدستورية، ولا نعلم أي شرعية يراهن عليها الرجل بعد قتله 98 شخصاً بسبب كلمة (ارحل).
ويبدو أن الرئيس صالح يعتمد في قراراته على ثُلة من المستشارين الذين يعانون انفصاماً حاداً في الشخصية،بل وزهايمر أثّر على أدائهم وعلى قدراتهم العقلية والفكرية، ذلك أن أسلوب المراوغة والتقلب بات السمة الأبرز له.
وبالتالي لا عجب أن يرفع الرجل شعار(أحكمكم أو أقتلكم) في وجه المطالبين برحيله، فقد سبقه إلى ذلك قذافي ليبيا، الذي يصر على إبادة شعبه لمجرد أنه تاق للحرية والغزو والكرامة، فما كان منه إلا أن أعطاه ذلك على صورة رصاص راجمات صواريخ وقذائف مدفعية ودبابات، ليذيقه الموت جزاء جريمته تلك.
وهنا في صنعاء خرج بلاطجة وقناصة هم في الأصل محترفون إجرام وسفاحين، وليسو دمويين فحسب بل عشاق قتل، ليزهقوا أرواح المناوئين لصالح ويسفكوا دماءهم، ليسقط إثر تلك المجزرة البشعة في جمعة الكرامة أكثر من 54شهيداً و216 جريحاً، وكل ذلك في سبيل البقاء في الكرسي.
وأمام هذا التعنت المصحوب بسيل من التهديد والوعيد، يكون الرئيس صالح قد وضع شعبه اليمني أمام خيارين لا ثالث لهما وهما: إما الإصرار على التغيير و(الآن الآن) مقابل تكلفة لن تكون كبيرة بالنظر إلى ما قدم الشباب في ساحات وميادين الحرية والتغيير خلال الأيام الماضية.
وإما أن يتم القبول ببقاء صالح في سدة الحكم حتى الزمن والتوقيت الذي يحدده هو وليس الشعب، وعندها سيدفع الشعب فاتورةً باهظة الثمن مقابل التغيير المتأخر الذي كان ينشده، ذلك أنه كلما تأخر التغيير كلما كان الثمن باهظاً والتضحيات جسيمة، وعلى الشعب أن يعي ويدرك هذا وأن يختار أحد الزمنين.
لان من لم يعترف بالحقوق المشروعة لأبناء شعبه طيلة 33عاماً لا يمكنه أبداً ترك السلطة دونما تضحيات يقدمها أبناء الشعب التواقين للحرية والعيش الكريم.
وأنا هنا لا أحرض على العنف ولا أدعو إليه بقدر ما أحاول فقط تحليل مواقف الرئيس صالح وخطاباته في الآونة الأخيرة التي بدت أقرب ما تكون بيانات إعلان حرب منها إلى خطابات هدفها الحفاظ على امن وسلامة واستقرار الوطن والمواطن.
مع انه كان ينبغي على مثل هؤلاء الحكام الذين يريدون إخضاع شعوبهم لنظريتهم السلطوية (أحكمكم أو أقتلكم) أن يفهموا أن الأوطان ليست مجرد خريطة ولا إعلام وسفارات وشعارات، وخطابات ومقابلات، بل هي روح ودم وملامح الإنسان، أما يمعنوا في قتل وتعذيب شعوبهم ، فسيصبحون لا إنسانية تستقبلهم ولا وطنية تشفع لهم، و ولاشك أنهم سيخسروا شعوبهم، التي كانوا بمثابة الوجع لها.
وكان جدير بهؤلاء الزعماء وهم يرون شعوبهم وقد خرجت تطالبهم بالتغيير والإصلاح ،أن يتصالحوا مع أنفسهم قبل أن يتصالحوا مع شعوبهم.ويدركوا أن الحياة لا تدوم ولا الثروة تدوم ولا السلطة أيضاً.. وما سيبقى لهم هو ما يسجله التاريخ بحقهم من مواقف فاضلة وشجاعة، بعيداً عن الظلم والطغيان والبلطجة، وإن كانوا يرون أن قيامهم بذلك تنازل ينال من هيبتهم ، نقول ليكن ذلك تنازل لكنه تنازل لحفظ ماء وجوههم، والتنازلات التي تقدم للشعوب دائما تردها الشعوب بأفضل منها لكنها إذا ثارت تنفض كل ذلك ، ويصبح التاريخ هو الحكم، لا وسائل القمع والإرهاب التي تمارس ضدهم، لذا ليكن شعار زعماؤنا، نتنازل لكم أيتها الشعوب لا نقتلكم، فالسلطة زائلة والمنصب والجاه زائل، والبقاء لله وحده.