القائد علي محسن صالح والموقف الشجاع
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الخميس 24 مارس - آذار 2011 10:35 م

أولاً يجب أن أسجل إدانتي للموقف الذي صدر عن بعض الناس في محاولة مكشوفة لاختطاف موقع مأرب برس في وقت دقيق حيث يضطلع هذا المنبر الإعلامي الحر بدور هام في دعم الثورة الشبابية السلمية إعلاميا وفي أحلك الظروف التي يمر بها اليمن وادعوا في هذا المقام كل الإعلاميين والحقوقيين إلى استهجان تصرف كهذا ومقاومته بكل الأشكال والوسائل وأعلن وقوفي إلى جوار إخواني في "مأرب برس" سائلا المولى جل وعلا أن يوفقهم لكل سبق وتميز وأن يحمي موقعنا الرائد من كل سوء ومكروه.

قبل أيام أتخذ اللواء علي محسن صالح الأحمر موقفا شجاعاً حين أعلن تأييده للثورة الشبابية السلمية وتعهد بحمايتها وهو الأمر الذي كان له صدى إيجابي كبير وارتياح شعبي واسع وعلى إثر قراره هذا سارعت عشرات القيادات العسكرية والدبلوماسية والمدنية إلى إعلان تأييدها للثورة السلمية لقد شعر شباب ساحات التغيير بالأمان وأن الثورة صارت بحماية جيش الوطن وبأنهم كسبوا رجلا كبيرا بثقل اللواء علي محسن الأحمر الذي ضحى بعلاقته القوية مع الرئيس وأنضم للشعب في لحظة تأريخية وفاصلة.

موقف اللواء علي محسن الأحمر رحب به الجميع باستثناء الحوثيين وشلتهم وهؤلاء يحقدون على هذا الرجل أنه حاربهم حين تمردوا على الدولة وقتلوا عشرات الآلاف من الأبرياء وشردوا مئات الآلاف في سبيل إقامة دولة لهم تكون فيها الرئاسة من البطنين وهؤلاء الحوثيين لهم نشاط على الإنترنت فبعض الكتابات في مواقع الكترونية معروفة باحتضانها للرأي والرأي الآخر وبكونها ساحة مفتوحة لكل التيارات مثل "التغيير نت" و"مأرب برس" انتقدت موقف اللواء الأحمر واتهمته بخطف الثورة وكان هذه الثورة هي شاة جلحاء سيتم خطفها من قبل أي أحد!!

اتهامات الحوثيين وموقفهم من اللواء الأحمر لا اعتبار لها كونها صدرت من حقد أعمى وما يزال مشتعل ضد هذا الرجل وتمت بأثر رجعي رغم أننا في مرحلة على جميع أبناء اليمن أن يعملوا فيه كيد واحدة ويعيدوا بناء دولتهم بعيدا عن الأحقاد القديمة والأمراض التي يطفح بها هؤلاء.

القول أن اللواء علي محسن الأحمر كان جزءاً من النظام هذا صحيح ولكنه أعلن موقفه وأتخذ قرارا شجاعا وأنحاز للشعب في أحلك الأوقات وأصعب الظروف فلماذا يبحث هؤلاء عن النيات ويفتشون على القلوب ويستبقون الأحداث؟!!

ولهؤلاء وغيرهم من الذين يكتبون وهم بعيدون عن صنع أحداث هذه الثورة الشبابية نقول لهم: إن هذه الثورة قد شبت عن الطوق ولن يستطيع شخص أو جهة أن يختطفها لأنها محروسة بإرادة الله ثم بوعي هؤلاء الشباب الواعون والذين كسروا حواجز الخوف ولن يستطيع شخص أو جهة أن تضحك عليهم وتلتف على مطالبهم.

موقف اللواء علي محسن الأحمر موقف مشكور ومرحب به من الجميع باستثناء بعض المرضى ولا يعني هذا أن اللواء علي محسن الأحمر ملاكاً منزها عن الخطاء أو شخص معصوم ومما يحسب على هذا الرجل أن هناك بعض القادة وغيرهم قاموا بنهب أراضي الناس محتمين بقوة هذا الرجل وقد تكون هذه الأشياء بغير علمه أو لبس عليه ولكن كل أرض منهوبة ستعود لأهلها بغض النظر عن الناهب والمنهوب وهذا ملف هام من ملفات التي سيتم تصحيحها بعد الثورة.

نحن الآن أمام لحظة تأريخية فاصلة وخطاب كهذا وفي هذا التوقيت يستجر أحداث حرب صعدة التي آل الجمل فيها بما حمل للحوثيين و"عادهم يتوسعون" ويضيق برجل مثل علي محسن أن يكون له دور من ضمن أدور الآخرين بعد الثورة هو خطاب إقصائي وصادر عن عقليات أبى الله إلا أن يكشفها للآخرين على اعتبار أن الثورة تصحيحية وهي ضد كل الفساد وفي كل الجهات.

كان الحوثيين يريدون من اللواء علي محسن الأحمر أن يكون مثل "خبرتهم" يسلم لهم المواقع والعتاد والبلاد والعباد ويبيع جنوده ورفاقه ويعطيها للحوثيين ويخون ضميره ووطنه مثل بعض الناس وحينها سيرضون عنه أما ما عدا ذلك فهو مغضوب عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو فعل ما فعل.

مرحى للموقف الشجاع من القائد علي محسن الأحمر حين أنحاز للشعب ورجح كفة الثورة السلمية وتعهد بحمايتها ولا نامت أعين الحاقدين والجبناء.