اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء طهران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق عمائم إيران ترد على بوتين: لهذه الأسباب لم نقاتل مع بشار الأسد ؟ من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية إيران في ورطة.. طهران تقف عاجزة أمام كميات مهولة من النفط المُخَزَّنة في ناقلات راسية في البحر
استطاع الرئيس علي عبدالله صالح خلال السنوات الماضية، ان يمارس سياسة المراوغة والهروب إلى الأمام تجاه كل المسئوليات والالتزامات والاتفاقات المتعلقة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي يتم التوصل إليها بين حين وآخر، سواء كان ذلك مع فرقاء الحياة السياسية أو كان ذلك مع الأصدقاء والمانحين، أو حتى مع نفسه هو في إطار ما يتقدم به من برامج ووعود يعلنها للشعب ثم يكون أول الناكثين لها..
وبالطبع فإن سياسة المراوغة والخداع هذه، بقدر ما أفقدته ثقة الناس به، فإنها قد جعلته يشعر بالغرور الذي حال بينه وبين التفكير بالعواقب والنتائج الوخيمة التي سيصل إليها. ولا شك أن كل الذين حوله قد ظلوا يزينون له أفعاله وخطاياه، فكانوا أول من أوقعه في الشَرَك، وجعلوه يعيش في وهم الانتصار المزيف والشعور بأنه قد أحكم القبضة على مختلف المفاصل والمنافذ والمغانم والموارد، وبالتالي لم يعد أمام الشعب بكل فئاته من خيار سوى الانصياع والخضوع الدائم والمستمر..
ورغم التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية حالياً فيبدوا أن الرئيس حتى الآن لم يفهم.. وما قيامه بطرح مبادرات متوالية خلال الأيام القليلة الماضية، إلاّ تأكيد بأن الرجل لازال يعيش في حالة الوهم الزائف، وكأن من حوله أرادوا له أن يأتي متأخراَ ليزداد تخبطاً وارتباكاً، لأن ما يجري على أرض الواقع قد تجاوز أية محاولات ترقيعية.. فكل المبادرات التي أخذ يعلن عنها الرئيس الآن كانت مطروحة عليه منذ أشهر، بل ومنذ سنوات ولكنه استمر في غيه، وأصبحت بالنسبة لمطالب وطموحات الثورة الشعبية الشبابية شيء من الماضي، ولم يعد بالإمكان التعويل عليها أو التعاطي معها. خاصة بعد أن أقدمت السلطات على ممارسة العنف المفرط ضد المعتصمين في الساحات والميادين، واستخدمت الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، والرصاص الحي الذي خَلّف عشرات القتلى ومئات الجرحى، بصورة وحشية عكست همجية بلاطجة النظام وما يضمرونه من حقد تجاه أبناء وطنهم الذين رفعوا شعار التغيير السلمي كمطلب حقوقي إنساني ودستوري كفلته كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
ولاشك أن الرئيس يتحمل على عاتقه وزر هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وهو بتوجيهاته ومباركته لها قد قطع كل حبال الوصل مع أبناء شعبه، وقدم نفسه كخصم وعدو لدود، ومن الصعب أن يستسيغ الناس بقائه في موقعه بعد أن فقد شرعيته بأفعاله وممارساته.
وإذا كانت الاستقالة والرحيل هي الخيار الأسلم وبحيث يُقال عنه الرئيس السابق، فإن عناده وعدم استجابته لهذا الخيار سيثبت للجميع أنه حتى الآن لم يفهم بأن كل الأوراق قد تساقطت من يده ولم يعد بإمكانه عمل شيء سوى الوصول إلى اللحظة التي يصبح معها وفيها الرئيس المخلوع..
Ahmdm75@yahoo.com