تساؤلات بين يدي أنصار الرئيس
بقلم/ احمد طلان الحارثي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 9 أيام
الأحد 13 مارس - آذار 2011 08:54 م

الحق والباطل ضدّان ، والعدل والظلم خصمان ، ولكل منهما مرتادون وأعوان ، وهذه سنة كونية يجريها الله سبحانه وتعالى على ما قدر وأراد.

وفي هذه التناولة نضع بعض الأسئلة لإخواننا المتسلحين بالسكاكين والهراوات والمستنجدين بالحجارة والمستخدمين للغازات السامة في مواجهة إخوانهم المواطنين العزّل والذين يطالبون بتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة التي يفتقدونها منذ عشرات السنين .

والغريب أن من يريدون نصرة الظلم والظالمين ومحاولة فرضه على غيرهم هم أساساً ممن يكتوون بنيران هذا الظلم ، ومع ذلك يتعمدون السير في الطريق المغلوط والذي لا شك سيوصلهم إلى المكان الذي لا يرغبون الوصول إليه ، هذا المكان حيث يجد أنصار الظلم والظالمين أنفسهم يتحسرون على أفعالهم التي يرتكبونها اليوم في مواجهة إخوانهم بكافة وسائل البطش والتنكيل ومناصبتهم العداء لمجرد الانتصار للأهواء والمصالح الشخصية.

ونحن هنا نتساءل مع هؤلاء هل الوضع الحالي مطمئن ويستحق الدفاع عنه بهذه الصورة التي يعبرون عنها بأفعالهم المشينة وهم يرفعون الشعارات المؤيدة لاستمرار الظلم والقهر ويناصرون الفساد والمفسدين ، وهل مستوى معيشة المواطن مرضية وهل يتوفر الأمن والاستقرار والطمأنينة ، وهل .. وهل .. وهل ..؟؟

أيها الإخوة أنصار الرئيس: إذا كان لديكم ما يكفيكم بحكم علاقاتكم الشخصية مع الحاكم وقربكم منه وتفضيله إيّاكم على غيركم من أبناء الشعب فلماذا تصرون على أن الشعب كله في وضع مطمئن وحالته مستقرة في حين أنه يعاني الأمرّين من سياسات الجرع السعرية المتلاحقة ، ويقاسي الويلات من سياسات الإفقار والتجويع وغيرها من المساوئ.

إن واقع الحياة ليؤكد مدى الظلم والقهر والاستبداد جرّى هذه السياسات الفاشلة التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار ، ولم يتبقى أمام النظام سوى التسول بأعراض الشعب اليمني لدى دول العالم ، ويا ليت هذا التسول ــــ مع كثرة مساوئه ـــــ قد أوجد شيء من الحلول ، ولكنه تسول ممقوت لم يوفر الأعراض ولا القوت ، فأين عقولكم التي جعلها الله في صدوركم لكي تفكروا بها وتعملونها فيما ينفع ويفيد بدلاً من التضليل والإضلال والاستمرار في الدرب الخاطئ وأنتم تعلمون أننا وإياكم على متن سفينة واحدة ، فلا تغالطوا الربان حتى تتلاطمها الأمواج العاتية وتغرقها في لجة البحر!!

مرة أخرى أرجو التفكير العميق وعدم النظر للأمور من زاوية المصالح الشخصية حتى لا نعرض أنفسنا وبلادنا إلى ما لايحمد عقباه بسبب مواقفكم المندفعة بحب الذات على حساب مصالح أمتكم وشعبكم ، وأنا على ثقة أن الكثير منكم ينتظر اللحظة المناسبة لإعلان انحيازه إلى جانب مطالب الشعب وهي اللحظات التاريخية التي ننتظر منكم المبادرة بها لكي تكون الفاصلة بين الحق والباطل ، فمن أحب الاستعجال بهذه المبادرة فهو السبّاق إلى الخير ومن تأخر فسيلحق بنا قريباً إن شاء الله وكلاً ميسر لما خلق له.