أهداف الحوثيين من إسقاط النظام
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
السبت 12 مارس - آذار 2011 08:12 م

دعا الحوثي أنصاره مؤخرا للعمل مع شباب التغيير لإسقاط النظام رغم أن بعض قيادات النظام البارزة تنضوي ضمن التيار الحوثي المتخفي في عباءة السلطة ووظائفها ورغم أن الحوثي عقد مع هذا النظام الذي يعمل اليوم لإسقاطه اتفاقية غامضة نال بموجبها من الامتيازات والمكاسب ما لم يكن يخطر له ببال فلماذا دعا الحوثي أنصاره للعمل مع بقية القوى لإسقاط النظام ؟!! وما أهداف الحوثيين من إسقاط النظام؟! هي المكاسب التي سيجنيها الحوثي من سقوط النظام أو حدوث فوضى ؟!!

في هذا المقال قراءة تحليلية يحاول كاتبها تقديم إجابات شافية للأسئلة الماضية.

1- يحاول الحوثي وأنصاره أن يظهروا كدولة لها مواقف في الأحداث وتأييد الهبة الشعبية لإسقاط النظام فضلا عن أهدافه المتعددة هو أولا إثبات وجود والخروج بموقف ينبئ عن تفاعل مع الأحداث.

2- يحاول الحوثي أن يكسب بهذه الخطوة شعبية لدى الرأي العام حتى يقال: الحوثي مع الشعب ومع التغيير وضد هذا النظام الفاسد.

3- رغم العلاقة الوطيدة للحوثي بقيادات في السلطة ووجود لوبي حوثي معروف في السلطة إلا أن هذا الموقف يعد انتقاما من السلطة فالسلطة رغم وجود لوبي وتيار حوثي فاعل فيها ولديه خططه وأجندته ورغم وجود الخيانات التي حدثت من بعض القادة أيام الحرب والتوجيهات التي كانت تخدم الحوثيين وتأمر القوات بالانسحاب وترك المواقع الهامة والمعدات الحربية غنيمة باردة للحوثيين ورغم عدم الجدية الكافية في مواجهة هؤلاء المتمردون رغم كل الشيء حاربت السلطة الحوثيين وقتلت الآلاف منهم وهذا الموقف يعد انتقاما كما صرح بذلك يحي الحوثي في اتصال مع قناة البي بي سي العربية.

4- يحاول الحوثي بخطوة كهذه أن يظهر على أنه تيار سلمي مدني ينخرط مع بقية القوى لتغيير النظام بطريقة سلمية حضارية.

5- يسعى الحوثيين لإسقاط النظام تنفيذا لتوجيهات خارجية فالمشروع الإيراني والمتمثل بتصدير الثورة الإيرانية وتعزيز الدور الإقليمي الإيراني يسعى لاستثمار أجواء الثورات العربية لتعزيز مكانة الأقليات الشيعة كما حدث في السعودية ومحاولة انتزاع أكبر قدر من الامتيازات والنفوذ كما يجري في البحرين ولتظهر هذه القوى على أنها في طليعة قوى التغيير في بلدانها فيعزز ذلك من رصيدها ويعطي انطباع على أن هؤلاء لا يصبرون على ضيم.

6- يسعى الحوثيين لإسقاط النظام فعلا ليس حباً في التغيير لأن التغيير قد يأتي بقوى تضع محاربة التمدد الحوثي في قائمة أولوياتها ولكن خدمة لأهدافهم وأجندتهم وهي: دخول اليمن في مرحلة من الفوضى هو سيناريو وارد ومحتمل جدا خاصة وأنهم يدركون مدى تصلب الرئيس وتشبثه الأسطوري بالحكم ومدى تشبث الشارع وتمسكه بخيار إسقاط النظام مما سيؤدي إلى وصول السلطة والشعب إلى طريق مسدود ويفجر العنف والفوضى (لا قدر الله) وحينها سيتمدد المشروع الحوثي وبقية المشاريع الصغيرة في ظل الفوضى ويتوسع أكثر مما في خارطتهم الذهنية للمساحة المكانية للمشروع الحوثي.

7- يدرك الحوثيين أن قبيلة حاشد قد انخرطت مع بقية القبائل والقوى في الساحة للعمل على إسقاط النظام ولذا فإن دخولها في أي مواجهات محتملة مع السلطة ومن معها من الجيش سيضعفها مما يشكل إزالة للحاجز القبلي الأخير في وجه المشروع الحوثي.

ولتفصيل نقول إن إسقاط النظام قد صار هدفا مشتركا لأبرز القوى في الساحة اليمنية كاللقاء المشترك والحراك والشباب الخارج للساحات التغيير بكل عفوية وبلا تنظيم رغبة في التغيير ونقمة من الأوضاع السائدة ولكل في النهاية أهدافه وأجندته والذين لا يعرفون اللوبي الحوثي في النظام يعزون قيام بعض وجوه هذا اللوبي كعبد الرحمن الأكوع وحمود عباد وغيرهم بقيادة مجموعات بلطجية للاعتداء على المتظاهرين من شباب ساحة التغيير وغيرهم وقتل بعضهم وجرح آخرين إلى رغبتهم في التجمل عند الرئيس وخوفهم على مصالحهم في حال سقوط النظام ولا يعلمون أنهم يريدون بهذه الخطوات أن يعملوا على إسقاط النظام خدمة لأهدافهم كتيار حوثي في النظام يعمل على تقويض النظام من الداخل من أجل قيام دولة الحوثيين وعودة الإمامة والولاية للبطنين لأنهم يعلمون أن خطوة كهذه لن تعيد شباب ساحة التغيير عند جامعة صنعاء الجديدة إلى بيوتهم وإنما ستزيد من عدد هؤلاء وستزيد من كراهية الناس للنظام مما يعني دفعة جديدة في طريق إسقاط النظام.

كلفت قيادة التيار الحوثي في السلطة بعض الخطباء والفقهاء بتبني خطاب يهاجم السلطة بشدة في الساحات والأماكن العامة وعلى منابر المساجد وما الحديث الذي ألقاه الديلمي في ساحة التغيير وهو المتهم بالتجسس لصالح على إيران والعضو الفاعل في هذه المجموعة إلا جزء من هذا الخطاب.

وقد أرسل الحوثي قبل أسبوع حوالي عشرون سيارة ممتلئة بأنصاره المسلحين ومرت على كل النقاط دون أي تفتيش مما يدل أنهم قد استخرجوا لها تصريحات شفهية أو خطية بالمرور وهؤلاء المسلحون سيعملون بحسب توجيهات القائد الحوثي كمندسين لإشعال الفتنة بين المتظاهرين وتصفية بعض المطلوبين للحوثي ودعم عصابات البلطجة التي يديرها رموز التيار الحوثي في صنعاء وقد يلبسون زياً عسكريا ويبدلوه قرب الميدان لإتمام المهمة القذرة وإلصاق التهمة بأفراد الأمن والشرطة ولا يعني هذا أنني أبرىء الأمن والشرطة من دم المتظاهرين ولكني أحاول كشف عض جوانب المخطط الحوثي الذي يعمل بكل جهد لإدخال البلاد في مربع الفوضى ليخلو له الجو ويتوسع كما يريد ويصفي حساباته كما يشتهي.