الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
تهانينا لقيادتنا السياسية وكافة أبناء الشعب اليمني بمناسبة ذكرى الـ 30 من نوفمبر عيد الذكرى الـ 43 لجلاء المستعمر البريطاني عن أرضنا الطاهرة ، حيث يمثل هذا اليوم يوما عظيما في حياة الشعب اليمني الذي ناضل وقدم قوافل من الشهداء للخلاص من ظلم الاستعمار وجبروته .. وقد جاء عيدنا الحالي – هذا العام – بحُلَة خاصة تزامنا مع تواجد الأشقاء من الجزيرة والخليج الذين قدموا يحملون الحب لليمن وشعبه ولأول مره في تاريخ الشعب اليمني فزاد هذا الحدث فرحتنا أفراح وإننا في هذا اليوم نحيي الأبطال من المناضلين وندعو الله أن يرحم شهداءنا الأبرار الذين استرخصوا دماءهم وأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن.
إخواني وأعزائي إنني انتهز هذه المناسبة الغالية علينا وأتطرق إلى واحد من أخطر السرطانات التي تنهش في جسد وطننا الغالي وهو موضوع في غاية الأهمية ،، موضوع بانعدامه تزدهر الأمم وبوجوده تسقط حكومات وأعلام وتتحول شعوب بأكملها إلى فقراء ومتسولين .. الا وهو الفساد ،، ولكن يبدو إن الحديث عن الفساد لم يعد ذا جدوى لكثرة ملفات الفساد التي نشاهدها بأم أعيننا ليلا ونهار حتى أصبح شيئاً معتاد لا يثير أي اهتمام فقد تحول إلى حالة عامه.
الفساد في اليمن لم يشمل مؤسسة دون سواها بل تمدد ليشمل كل مؤسسات الدولة دون استثناء . وأنا شخصيا أتطرق إلى واحد من نماذج الفساد المالي والإداري الذي أصبح وباء يصيب المنضمات والقطاعات الحكومية ويقضي على كل المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي بنيت من اجل خدمة الشعب ، حيث بدا الفساد بالواسطة والمحسوبية ومن ثم تحول إلى فساد مالي ، رشوه واختلاس ، وسرقه مباشره وبذا تدخل هذه الجهات في فساد مالي وإداري مزدوج حصد وما زال يحصد الموارد الطبيعية للبلد وكلما ظهرت بوادر التعافي من خلال الكوادر البشرية من أصحاب الأيادي النظيفة والوطنية كلما ازداد الفاسدون فسادا بابتكار آليات ووسائل جديدة أكثر فتكا من سابقاتها وكانت إنشاء لجنة مكافحة الفساد نموذج جديد لفساد من طراز نادر .. صحيح أن بلدنا ليس الوحيد الذي يعاني من هذه الآفة الخطيرة فالعالم العربي قد أصبح الفساد فيه يتحدث عن نفسه إلا أن الفساد اليمني يشيب منه الولدان ولم يعد بحاجه إلى وثائق وشهود ، فنجد دعوات محاربة الفساد لا تغيب عن خطابات الكثيرين الذين لا ينعدم من بينهم مفسدين يلبسون لباس النزاهة والأمانة ولم نسمع حتى اللحظة عن دعوات صادقه تطالب بمحاربة هؤلاء المفسدين والتصدي لهم وإسقاط كل الأقنعة التي يختبئون ورائها والتي تستر عوراتهم وفسادهم الذي اتخذوه منهجا في حياتهم ووسيلة تسلق وطريق للوصول إلى أهدافهم التي لا يمكن أن يصلوا إليها عبر مسارات الحق والعدل والنزاهة .
ولدي نموذج من نماذج الفساد الموجود في محافظة إب عندما طرحت وزارة الشباب والرياضة مناقصة بقيمة بلغت 600 مليون ريال يمني ، مبلغ خيالي الغرض منه تعشيب ميدان الكبسي في إب ومنه ترميم مدرجات نادي شعب إب الذي لا يتسع لألف مشجع بالكامل فهل يستحق هذين المشروعين الحقيرين لهذا المبلغ المهول، وإذا فرضنا فعلا أن هذا المبلغ وجد لهذين المشروعين ! فهل فعلا تم إنفاق كامل المبلغ حسب المناقصة ؟ هل لجنة مكافحة الفساد على دراية بمثل هذه المناقصات التي يصرف عليها أكثر مما تعمل .. أين هي..؟ ( أم انه أصبح حاميها حراميها ) لماذا تنفق كل هذه الأموال ولجنه مكافحة الفساد شاهد عيان ! أم أن اللجنة هي من ترسي المناقصات لكي تأخذ حصتها الموزعة بينها وبين المهندس والمقاول حسب المعيار الذي تسير علية كل المشاريع الحكومية سواء كانت طرقات أو مدراس أو سدود أو ملاعب أو غيرها ... وإذا ما تحدثنا عن هذين المشروعين فإنه بإمكان ( أي مقاول) إنجازها بثلث القيمة المذكورة (أي بـ200 مليون ريال) وبقية الأموال أين تذهب والتي تقدر بـ400 مليون ريال هل من محاسب هل من رقيب ؟ أجيبوني .. هل لجنة مكافحة الفساد وجدت فعلا لمكافحة الفساد أم أنها فساد بحد ذاته .
إن الدول لا تتقدم ولا تزدهر ولا تتطور الا بأيدي أبنائها الشرفاء الأكفاء النزهاء ومن هذا المنطلق فإن بلدنا كغيرها من دول العالم تعول على أبنائها في بنائها وتطورها وازدهارها فيجب على كل مواطن أن يكون شريك في بناء وطنه ومناهضا لكل الظواهر السلبية التي تنخر في جسد هذا الوطن الغالي والعزيز على قلوبنا وما الفساد المذكور إلا واحده من هذه الويلات التي اجتثت مفاصل الدولة ،، وعلينا أيضا أن نكون مساهمين بفاعلية كلاً من مكانه وكلاً حسب إمكاناته (إتباعا لقول المصطفى محمد صلى الله علية وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) . كما يجب على كل مواطن أن يؤدي دوره ويقوم بواجباته تجاه مجتمعه ووطنه وأن يساهم مساهمه جادة في مكافحة الفساد المالي والإداري والاقتصادي والقضائي والقضاء على جميع وسائله وصوره وأشكاله من رشوة واختلاس ومحسوبية ووساطة ووجاهة وغيرها ،، وكل عام والشعب اليمني وقيادته السياسية بألف خير .