هيئة الترفيه السعودية تكشف مواعيد حفلات رأس السنة 2025 في المملكه.. تعرف على قائمة أسعار التذاكر دولة خليجية تقرر سحب الجنسية من قرابة ثلاثة ألف شخص وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل الكشف عن تأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية بين السعودية واليمن مساحات الجريمة تتسع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. مقتل أب على يد إبنه وأربع إصابات أخرى في حوادث عنف متفرقة بمحافظة إب عاجل: المجلس الرئاسي يدين العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن ويناقش مع بن مبارك والمعبقي التسريع بخطة الإنقاذ الإقتصادي
يعتقد كثير من أهل الفكر والحصافة أن أعظم شيء أثر بشكل سلبي على وضع الأمة العربية على مدى تاريخها القديم والحديث هو مبدأ الفحولة الكاذبة، فقديما قالوا الشاعر الفحل، والخليفة الفحل والفارس الفحل، وحديثا الزعيم الفحل والعالم الفحل، والمفكر الفحل ،والناقد الفحل، وهكذا ارتبط كل شيء في الذهنية العربية بالفحل وإن كان بينه وبين الفحولة بعد المشرق والمغرب.
استذكرت هذا المبدأ / الفحولة الذي أصاب العقل العربي بوابل من الخبل والهوان والهامشية وأنا أرى وأسمع ما أحدثته قافلة الحرية من صدى لا يقبله العقل ولا المنطق ، فأي نصر تحقق من وراء هذه الرحلة سوى الموت والسجن والإهانة ، أي شيء خلفته هذه الرحلة حتى نصفق في الهواء ونزغرد بالأناشيد الحماسية ونجلجل بالخطب العصماء ... إنها عقلية الفحولة التي تحول الهزيمة انتصارا، والذل والهوان عزة وفخرا .
إن صورة الشارع العربي وهو ينتشي طربا وإعجابا بفرسان الرحلة، تعكس مدى تخلف هذه العقلية ، فهي تحتفي بالفراغ وتشغل نفسها بالأوهام، وكأن فرسان القافلة عادوا بمفاتيح فلسطين ..إنه وضع معيب للغاية ،إذ يفقد صواب الإنسان في التمييز بين الجوهر والقشور، بل يصيب البصيرة بالعمى فلا تستطيع رؤية الحقيقة من الزيف، كيف لا ونحن نشغل أنفسنا ببطولات مخترعة لا مثول لها في الواقع ؛ بدلا من الانشغال بالبحث عن أسباب الهوان الذي لحق بالأمة، وعدم امتلاكها إستراتيجية أو حتى مجرد رؤية تستطيع من خلالها التعامل مع معطيات السياسية الدولية الراهنة، على الرغم مما يشعر به الجميع من تحالفات وتشكل أقطاب وسطوع هويات تعمل جاهدة لطمس الهوية العربية، إن هذا الصنيع يعكس عقم الوعي لدى الإنسان العربي في التعامل مع قضاياه المصيرية التي لا يكفي معها الصراخ والتنديد وفن الخطابة، بل هي في أمس الحاجة للعمل المنظم الذي يستند إلى آليات محكمة الإعداد وقابلة للتنفيذ تشترك فيه كافة القوى المؤثرة في الوطن العربي، بدلاً من التقوقع وراء التحزب أو التمذهب أو التحالف غير القابل للاستمرارية. .
إن المواطن العربي العادي ـ للأسف الشديد ـ مدجن تتحكم في مصيره القوى الرجعية من مشائخ دين وسياسة وقبيلة، ولذلك فهو لا يعي مصلحته ولا يعرف أين وجه الصواب، وكان الأولى به أن يفكر في المسلمات والأساسيات وأن يعمل جاهدا من أجل تحقيقها على أرض الواقع باعتباره لبنة مهمة من لبنات البناء في المجتمع ، من ذلك التفكير في حقيقة وضع الأمة وموت هويتها مقابل تصاعد هويات تتصارع فيما بينها من أجل التسيد واستعباد الآخرين، التفكير في ضبابية الفكر العربي وتشظي عناصره، وعدم قدرته على مسايرة مستجدات العصر واستيعاب نواتجه، وقبل ذلك كله التفكير في شئون حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودوره ومدى فاعليته ، التفكير في كيفية نيل حقوقه المسلوبة ، ... إنه لا يستطيع أن يفكر في هذه الأشياء وسواها من أساسيات هي أحوج بالبحث؛ لأنه مسلوب الإرادة ولا يتحرك إلا بموجهات تخدم أرباب السياسة والدين .
إن الأمة العربية اليوم تعيش حالة هوان لا مثيل لها ، ومع ذلك فهي ما تزال تفكر بعقلية الفحل ، غير متوائمة مع الواقع وصوره وأحداثه والمتغيرات التي تتلاحق في الاتجاه المعاكس لسير الأمة وطموحاتها، فالأمم الأخرى بلغت مبلغا من القوة والعزة ، والأمة العربية تلهو بسفاسف الأمور وتشغل نفسها بأوهام كاذبة؛ ولذلك فهي لن تلحق الركب ما دامت تؤثر الدعة على العمل، والارتماء في حضن الآخر بدلا عن السمو الفكري والبحث عن أسباب العزة، إنها ستظل كذلك إلا في حالة نزع لباس الفحولة ، والابتعاد عن تحويل الهزائم إلى انتصارات ، أو تقديس الأشياء التي هي في الحقيقة السبب في هزيمتها وهوانها ، كتقديس الزعامات المحنطة من سياسيين وعلماء لا علم لهم بفقه الواقع.
وحتى لا يؤول الكلام ويوضع في غير مواضعه، فإن الغرض من طرح هذه الرؤية هو الاعتراض على تجاوب الشارع بطريقة مبالغ فيها مع عودة المشاركين في قافلة الحرية، وبتوجيه حزبي وسياسي لا صلة له بصدى القافلة أو ما أنتجته من ردود فعل، وإنما من أجل إظهار القوة وإرسال رسائل سياسية للداخل والخارج معا، وهذا زيف يكشف عن خواء في الفكر وجهل في تقدير الأمور.