إيران تعلق على الضربات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن تهديد مباشر من وزير دفاع الكيان الإسرائيلي باستهداف قادة الحوثيين.. ماذا قال؟ حصيلة بضحايا الغارات الإسرائيلية الجديدة باليمن وأين سقطوا.. الإحتلال يقول بأنها ''لن تكون الأخيرة'' الشعور بالبرد أكثر من المعتاد؟.. قد يكون السبب نقص هذا الفيتامين احذفه فورًا في هذه الحالة.. كيف تعرف أن حسابك في واتس آب مخترق الشرع يجري تعينات جديدة شملت محافظين في سوريا تفاصيل جديدة عن غارات جوية تستهدف صنعاء والحديدة و مقتل 9 اشخاص حملة عسكرية تستهدف أمراء الحرب المرتبطين بنظام الأسد في الساحل وحماة وحمص من خسر أسلحة أكثر.. روسيا في سوريا أم أميركا في أفغانستان؟ كشف بخسائر تفوق الوصف والخيال تصريح جديد للرئيس أردوغان يغيض المحور الإيراني
أحاول في هذا الموضوع أن أطل برأسي من نافذة الإنترنت لأبوح لقومي قراءتي الخاصة لتاريخ اليمن التعليمي الحديث، منذ ثورة 48 وحتى اليوم ،مروراً بثورة 62وما بعدها ،نظرة أردت أن أستخلص منها استراتيجيات للتعليم أثرت في قيام حكومات عديدة وتثبيت حكام لم يتوقع لهم الناس مكوثاً،وأزعم أن لي نظرة صحيحة خاصة وأن الواقع يصدقها ويؤيدها كل يوم.
إستراتيجية الإمام:
بعد نجاح ثورة 48 وقيام الثوار بتشكيل حكومتهم ،لم يكن أمامهم معيقاً إلا الشعب الذي ،من أجله أقاموا الثورة ،ومن أجل حريته سالت دماؤهم.وبعد نجاح الثورة لم يكن سبباً لسقوطها إلا الشعب الذي غلب الجهل عقله ،وامتزج بشرايين قلبه.
لقد كان شعبنا مغطى بأعشية من الجهالة كأغشية الذُرة ،تمنع نور العلم من الولوج إليه،ومن نقي الهواء أن يتخلله،حتى استفحل ذلك فيهم فأصبح كالطبع به عرفهم حاكمهم ،فأمِن حياته وأمِن بقاءه.لذلك يوم عاد الإمام أحمد من حجة إلى الحديدة على حين غفلة من حكامها الجدد،قال لهم إن هؤلاء القوم قد كفروا وأعلنوا الدستور نهجاً(الحركة الدستورية)،لهذا وجب علينا رد الكفر،فانتفض الناس مع إمامهم،ودخلوا صنعاء فخربوها عن بكرة أبيها .
وباستغلاله لجهالة قومة أقام حكم أبيه ثانية على دعائم أقوى فأعلنها مملكة متوكلية بقيت ردحاً من الزمان.
استراتيجية الثوار:
وهنا أدرك الثوار خطأهم فأصلحوا منه في ثورة ال26من سبتمبر ،خاصة بعد دخول الإعلام المسموع في الصراع القوي وتبوئ الزبيري منبراً عالياً فيه.
ثم بعد إدراكهم لعظيم الحمل وثقل الأمانة عهدوا إلى أنفسهم بإصلاح التعليم فأسسوا المعلم،وشيدوا المدارس ،وأصلحوا المنهج ،-هكذا قال تلميذ الزبيري الشيخ الزنداني( )-،حتى غذي الجيل بروح من الحرية تقوده نحو المستقبل ،وبزاد من الإيمان لا يزال يشد من أزره،فكان متكاملاً،وأنعم به من تكامل.
ثم رأينا المعاهد العلمية أقيمت في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي ،فأشعلت ثورة في الجيل الناشئ،رفعت من مقامهم بين الناس حتى ليخيل إليك أن الذي تراه منهم عالماً بعد مجالسته.لقد كان المنهج الذي تبنته المعاهد العلمية منهاجاً عظيماً في التأثير قوياً في الأداء ،وبشهادة الخبراء فقد كان المنهج الأول عربياً حينها ،فلا سلمت اليد التي اغتالته.
لقد أنتجت تلك المعاهد قوماً أخلصوا لربهم ثم لوطنهم .فضحوا بأنفسهم في سبيل ذلك.رأيناهم يجندلون (المخربين) في المناطق الوسطى ،ويدحرون الإنفصال ويعمدون بدمائهم الوحدة.رأيناهم في قائمة الأطباء والمهندسين والمفكرين أعلاها،وفي المساجد روادها وفي المجتمع قادته،وهم اليوم إلى جانب الأحرار من أبناء المجتمع من يقودونه نحو الحرية.
استراتيجية الرئيس الحالي:
لكن يا ترى ما الذي تغير اليوم في بلد مثل اليمن ،أولسنا نرى مدارس بنيت ،وجامعات شيدت ،وأساتذة استقدمت من أقطار البلاد؟ ،أولسنا نرى طلابنا يهطعون إلى المدارس كل صباح ،ويحملون على ظهورهم وتحت آباطهم أمهات الكتب؟.أوليست المدارس ممتلئة بطلابها؟.فلماذا إذا كل هذا التحامل ؟؟!!!!
إني أرى أن قادتنا أجادوا فناً ظن الناس أنهم قبروه مع الإمام،وأنهم لن يروه أبداً ،فلقد بعثت حكوماتنا المتعاقبة الجهالة من قبرها،وأعادتها مزينة للناظرين.
فمع هذا كله ،نرى جودة في التعليم هشة ،فالمنهج السابق استبدل تحت عباءة التطوير بمنهج لا يتناسب وإمكانيات الدولة .ولتنظر إن كنت لي مكذباُ كتاب العلوم للصف الرابع الإبتدائي فإن استطعت له فهماً دون معمل فلك مني الف شكر وتحية،وأكاد أجزم أن ثلاثة أرباع مدارسنا محرومة من المعامل مع أشد الإحتاج إليه.فكيف أراك بعد هذا تجيب.هذا إذا اعتبرنا أن كل طالب حاز كتابه.ثم إن مناهج القرآن والتربية الإسلامية واللغة استبدلت بمحتوى أقل كفاءة والحليم بالإشارة يفهم.
ثم رأيناهم حزبوا التعليم والمدرس،فمن كان من زمرتهم أبقوه ومن لم يكن غيروه وألقوه في قرى بعيدة أو حولوا مع بداية كل عام مكان دوامه ليذوق وبال أمره.
بل لم يكتفوا بهذا فشرعوا في تسهيل الغش وأساليبه،حتى أضحى ظاهرة، وما ألعنها من ظاهرة ،فغدى الأب صباح كل يوم اختبار يعطي إبنه إلى جانب مصروفه اليومي مصروف المراقب الذي سيراقبه،وأصبح الطالب يصيح بملئ فيه (إدي البراشيم والا باضربك بالرواحة) نعم ، إنه يقولها لأستاذه.
ثم انظر الى الأستاذ الذي ظلم في دراسته الجامعية، ماذا تراه يصنع لجيل قادم.مناهج أحدثها ألف بمراجع 1975 أثبت العلم خطأ بعض نظرياتها ونحن متمسكين بها بالنواجذ ,ولن نقبل أحداً أن يبدل تراثنا.!!!!!!
وإليك كارثة الأستاذ الجامعي الذي تخرج في السبعينيات أو الثمانينيات ولم يحضر مؤتمراً، أو لم يقرأ بحثاً منذ ذلك الحين ماذا تراه يصنع بجيل صاعد مع أن الدراسات تقول إن المختص الذي لم يقرأ جديداً كل سنة ونصف عد علمه في التراث.
ثم اتجه إلى أهل المعرفة والتخصص من العلماء المرموقين والمتخصصين المشهورين ترانا نرسلهم مع باقات من الورود إلى أوروبا لتستثمرهم لأبنائها ثم بعدها ترسلهم إلينا نعوشاً نقبرهم في (خزيمة) ( ).
ولمن تبقى منهم في البلد ترى حكومتنا تكرمهم بأرقى المناصب .فهذا سفير،وهذا وكيل محافظة ،وذلك مدير مشروع إنمائي سخيف.
ثم أخيراً، القرارات الإرتجالية (حسناً بالظن) من قبل وزارتنا الكريمة كالقرار المتخذ بتحديد الطاقة الاستيعابية للقبول في الجامعات،وهي آخر براعة خرجت بها حكومتنا الرشيدة في سلسلة من القرارات السيادية التي تهم المواطن وترفع من شأنه العلمي !!!!!
وحتى لا يتيه القارئ ألخصها في نقاط هي:-
1-ضعف المنهج.
2-استبال الأكفاء(بتسكين الكاف) من المعلمين بالأكفاء(بكسر الكاف).
3-القدرة الإستيعابية الضعيفة للمنشآت التعليمية (مدارس – معاهد – جامعات)وملحقاتها.
4-وضع الشخص المناسب في المكان غير الناسب.
5-طرد الكفاءات (بصورة مباشرة أو غير مباشرة)،أو إستنزاف العقول( ).
6-الغش الذ استشرى في التعليم فجله كهشيم المحتضر.
7-القرارات العشوائية والإرتجالية بشأن التعليم.
8-الحزبية المقيتة.
إني أكاد أقسم أنها استراتيجية تبنتها حكوماتنا المتعاقبة منذ 1997 لتجعل شعبنا جاهلاً لا يفكر وإن فكر ففي اللقمة (والبجمة) ( ).ولقد آتت هذه السياسة أكلها فرأينا شعباَ طيب القلب جهول العقل ينسى ظلم الأمس ولا يتطلع إلى حرية في الغد.
إنها نفس المعركة التي قامت عقب فشل ثورة 1948 لتتوج بثورة 1962 وليت الناس تفهم .لذا وجب على كل غيور على بلاده أن لا يقبل بقتل التعليم أمامه عياناً ،أن لا يقبل بابنه غشاشاً ، وإن كان من الكفاءات فلا يقبل أن يعمل في غير تخصصة، وأن لا يهاجر بعلمه الى الغرب إلا أن يذهب للإستزادة.
وهنا يجب على كل من ينشد الحرية أن يعلم أن لا حرية بدون علم ، إنها المعركة الأهم لنخرج من عباءة الظلم إلى واحة العدالة.
نعم إنها ثقيلة على الكاهل ،صعبة على النفس،لكنها معركة علينا الجد فيها لنخرج من نفق أدخلنا فيه على حين غفلة، والزمن جزء من العلاج ،والصبر عدتنا ،والله مع الصابرين.
والسلام ختام.
Mohammed.a90@hotmial.com