إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة رئيس دائرة الخليج العربي واليمن بجامعة الدول العربية يلتقي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع 4 دول عربية في قائمة الدول الأرخص عالميًا في أسعار فاتورة الكهرباء الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة
ننظر بكل فخر واعتزاز إلى أولئك الشباب في بلادنا، الذين بذلوا الغالي والنفيس، وتجشّموا الصعاب، وحملوا همَّ الوطن فوق أعناقهم؛ من أجل استنشاق هواء الحرية، وتذوق نكهة العدل، وقول كلمة الحق، وسماع أغاني الأخوة والترابط، والشعور بالمواطنة المتساوية، وترسيخ الوحدة الوطنية، واللحاق بركب التقدم العلمي والرقي الحضاري، وبناء الدولة المدنية الحديثة.
وتجدني أعجب أشد العجب من هؤلاء الشباب؛ حيث صاروا أكثر نضوجاً ووعياً، و تسلحوا بروح عالية ومتفائلة، وتمسكوا بنهج السلمية، في ثورتهم المباركة المسماة بـ"ثورة فبراير"، التي انطلقت شرارتها الأولى في 3 فبراير؛ وأشتعلت يوم الجمعة 11 شباط/ فبراير 2011م. وقد رفعوا العديد من الشعارات المعبرة عنها، مثل: (شعبي قرر التغيير.. لا تمديد ولا تصفير)، و(الشعب يريد إسقاط النظام)، و(ثورتنا ثورة شباب، لا حزبية ولا أحزاب)، و(إرحلْ). ومن ثم اعتصموا في ساحات التغيير وميادين الحرية، في معظم محافظات بلادنا (أمانة العاصمة، عدن، تعز، حضرموت، عمران، إب، حجة، الحديدة، لحج، البيضاء... إلخ)، وعزموا على المكوث فيها، حتى يتم تحقيق كآفة أهداف ثورتهم.
علماً أن تلك الساحات والميادين تتكون من مئات الحركات والائتلافات الشبابية الثورية، التي اتخذت لها مسميات مختلفة، وتضم في صفوفها عشرات الآلاف من الشباب، الذين يتفقون فيما بينهم حول بعض الأشياء، ويختلفون حول البعض الآخر؛ وهذا أمر طبيعي؛ لأن الاختلاف سنة من سنن الله تعالى بين البشر؛ نظراً لتنوع الأفكار والرؤى والمستويات العلمية فيما بينهم. زد إلى ذلك أنهم من مختلف المشارب والانتماءات الثقافية والسياسية والحزبية والدينية والحقوقية والشعبية.
وهذا الشاعر علي ناصر عبيد ينشد أبياتاً يصف فيها ثورة الشباب الشعبية السلمية، حيث يقول:
يا ثــورة الشعـب الأبـي تقدمــي بـإرادة الشعــب القــوي تقــدمــي
ثـوري على الباغيـن ثورة عـزة ثوري على الطاغين كي لا تندمي
الشعـب مصـدر قــوة وكرامـــة وبقـــوة الإيـمــــان دون تـشـــرذم
الشعـب ثار وجلجلـت صيحاتــه لا للفـســــاد وألــــف لا للـظـــالـم
هـي ثـورة ضد الفسـاد وخيلـــه تمحــو الطغــاة وكـل رمــز قائــم
هـي ثورة ضد النظـام ورجلــه تمحــو الظلام وكل عهـد الظـالــم
يــا أيهـا الثــوار لا تتراجعــــوا هــذا طريـــق نضالنــــا بتسالــــم
قصة معبرة
بينما كنت أطوف في إحدى ساحات التغيير التقيت بطفل لا يتجاوز عمره 12 عاماً بجانب إحدى الخيام المنصوبة وسط الساحة، فقلت له: ما الذي أتى بك إلى هنا؟ فنظر إليَّ باستغراب، ومن ثم أضاء وجهه بابتسامة مشرقة ومتفائلة، وقال بلهجة بريئة: جئت لأبني مستقبلي!! ومن ثم انصرف من أمامي، وذهب بعد حاله.
تعليق على هذه القصة: إن وجود مثل هذا الطفل الذي يخطط لبناء مستقبله؛ لاشك أنه سيسهم بشكل إيجابي في إقامة الدولة المدنية الحديثة.
مخاض ثوري
لعلَّنا نضطر هنا للتذكير بأن الأحداث تتسارع وتتابع على الساحة الوطنية بصورة ديناميكية؛ لتؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن بلادنا تمر الآن بمرحلة مخاض ثوري عسير؛ يوحي بميلاد فجر جديد لمستقبل أفضل لبلادنا الحبيبة (أرضاً وإنساناً وتاريخاً).
بناء الدولة المدنية الحديثة
من هنا؛ فإنني أدعو كل أبناء الوطن في الداخل والخارج، من مختلف الشرائح المجتمعية؛ من المواطنين العاديين والمثقفين والمفكرين والسياسيين والعلماء، والشخصيات الاجتماعية والحزبية والقبلية والعسكرية، ومنظمات المجتمع المدني، وعلى وجه الخصوص شباب الثورة السلمية في كل ساحات وميادين التغيير والحرية على امتداد وطننا الواسع، إلى البعد عن الاتهامات والتخوين فيما بينهم البين، أو التنظير والفلسفات المقيتة للرد على بعضهم البعض، بل الواجب عليهم إغلاق ملفات الماضي الأليم إلى الأبد، حتى لا يبقوا أسيرين فيه.
على ضوء هذا؛ أصبح من الضروري عليهم جميعاً أن يتعاونوا مع بعضهم البعض بصدق قبل فوات الأوان؛ بهدف تأسيس شراكة وطنية حقيقية غير مغشوشة، قائمة على أسس صحيحة (نوايا صادقة، صدور رحبة، القبول بالآخر، أخلاق إسلامية، رؤى وطنية، تطلعات تفاؤلية، شفافية مستقلة، أفكار عميقة، نظافة الوسائل)؛ حيث تُتَرجم إلى حيز الواقع لا حبراً على ورق، بعيداً عن المعالجات الرقعية والآنية والتي لم تَعُد تجدي اليوم نفعاً؛ للخروج بحلول ناجحة تتضمن قرارات صائبة واتفاقات سديدة؛ تعمل على حل الخلافات، وتغذية عوامل الاندماج الوطني والفكري، ووحدة النسيج المجتمعي، والاصطفاف مع الحق والعدل والحرية والمساواة، وتشكيل تكتل واسع ومتحالف يقدم مصالح الوطن على المصالح الشخصية أو الأسرية أو القبلية أو الحزبية أو المذهبية؛ لمواصلة طريق البناء والتنمية لبلادنا، وإرساء دولة النظام والقانون والمؤسسات؛ وحينئذ سيتم- بإذن الله تعالى- نجاح مشروع شباب الثورة الشعبية السلمية وهو (بناء الدولة المدنية الحديثة)، على أرضنا الطيبة (اليمن السعيد).