إصلاحي او حوثي
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 23 يوماً
الأربعاء 04 يناير-كانون الثاني 2012 09:19 م

alboox@gmail.com

هذه الأيام و على اثر ما تشهده البلد من مآثر التغيير الجذري،يجري الفرز على اساس النوايا في الظاهر والخفي.وان لم تكن إصلاحي فأنت حوثي،والعكس.

مغالبة مايجري على الساحة اليمنية مرير ومرير جدا.ليس لان حرس النوايا متشنجين بفعل المناخ الثوري،وثوريون حتى الحدود ألقصوى،يحرجون بأهوائهم في تجمعات النخاسة.

ولكن لان البلد يتغير،واليمنيون قرروا بالفعل ان يستبدلوا حياتهم الفضة بأفضلها.فيما دلالي الخردة في شارع البياعين والمشترين،منشغلين يبذلون جل جهدهم في ذم فلان من الناس؛لأنه ينتمي إلي التكتل القريب،ويحطون من آخر بسبب ميله للتحالف البعيد.

وفي المنتصف هناك من يرقب بعين الراي،يمحص التصنيفات والمنزلقات،وبالطبع(هم أغلبية الناس العاديين البسطاء)يناظرون إلي حيث يجري شد الاتجاهات وتجاذبها وفق الأهواء والمنافع الصغيرة.كأنهم يناورون من بعيد بالذود عن حقهم في البقاء بكرامة وشرف، ماضون في احتوى ما قد يصدر من الفرق الضالة او الناجية.لأنه وببساطة لو طفت على السطح الحقيقة في - الثورة او التثوير- التي يجري طمسها وتشويهها الآن؛سندرك ان غالبية من استشهدوا وقدموا أرواحهم،لم يكونوا منتمين لأحزاب او مجتمع مدني،لم يكون مؤدلجين او مؤطرين،لم ينتموا سوى لليمن الكبير اليمن الواحد.وهناك من يحاول الآن تفصيل الثورة على مقاسه او المزايدة من اجل الاحتفاظ بنصيب وافر من المنجز،فيما الآخر يجاهد لبلوغ النصيب (المستحق) المزعوم. 

والجميع يبتاع ويشتري لإفساد الثورة او النيل منها،وهذا ما يرفضه السواد الاعضم من الشعب.لأنهم لا يطمحون بعد كل هذه التضحيات ان يبقون عرضة لمزاج "المتحمسون الأوغاد". فاجئنا بمهازله التاريخية وركضه المستمر نحو الهاوية،ليس بالثورة والثوار والساحات؛بل وفي الوطن بأسرة. 

إنه لأمر يشبه المعجزة أن يسقط كل هؤلاء الضحايا ويلحق بالبلد ما لحق بها في الجنوب والشمال،من خراب ودمار،ويذهب أصحاب المشاريع الصغيرة إلي مبتغاهم بصبيانية جامحة.بغرض حجب حقيقة بسيطة قد لا تتجاوز جملة من مبتدأ وخبر،مفادها "الثورة تنتصر".

يا سادة لا تكره الناس على لبوس المذهبية والطائفية والحزبية والعصبية،إنفظوا عن ضمائركم غبارها وألاتربه العالقة،انظروا صوب هذا الفعل الثوري العظيم العميق المجيد،لا شك ستتخلون عن نزواتكم المكشوفة.ومصالحكم ومواقفكم المجحفة،هذا ليس الخيار الصعب،الثورة و اليمن يستحق المغامرة بالمكاسب الضيقة التي لاتدوم لأحد..وهو خيار صعب بالنسبة إليكم يحتاج الى جرأة وإحساس عميق بالوطنية.وما زلنا نعول عليه.

 إن الحكومة ورئيسها،والقيادات السياسية والثورية المخلصة في مختلف الساحات و مراكز القرار، مدعوة الى العمل وفق خيار سياسي صريح لإعادة توحيد قوى المجتمع،بعيدا عن التصنيفات الضيقة والنزوات الخبيثة،الخطيرة،المدمرة،وهو المدخل الموضوعي لوحدة اليمن المدماة،لأمنه واستقراره.والجميع مدعوا إلى ذلك،لأن فيه يتجسد أي توجه جاد لاستعادة سيادة اليمن المعاقب بأفكار القلة،بأموال الشياطين،من يوسّعون بها دائرة الحرائق لعلها تقوّم لهم الوضع ليتربعوا على كراسي الحكم،ويستحلبوا رفاهيتها وامتيازاتها.