أتموا ثورتكم !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 13 سنة و يوم واحد
الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:42 م

أيها الثائرون الأحرار .. أيتها الثائرات الحرائر .. في كل ميادين وساحات الحرية والتغيير .. أتموا ثورتكم .. لا تخونوا دماء الشهداء .. ولا تنسوا آلام الجرحى .. أو أنّات الأمهات الثكلى .. لا تنسوا أهات الأرامل وبكاء الأيتام .. لا تنسوا صورة أنس البريء الطاهر .. لا تنسوا جسد (عزيزة) الذي أردته رصاصات الغدر .. لا تنسوا كيف ذبح شبابنا في جمعة الكرامة وفي حي القاع وفي جولة كنتاكي .. لا تنسوا محرقة الحرية.. أتموا ثورتكم فما زال في الحكم كثير من أعوان الطاغوت .

لقد مرَّ أكثر من شهر على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ولم يتحقق من أهداف الثورة شيء حتى الآن ، ودعونا نتحدث بلغة الحقائق :

- فمن الحقائق أن صالح لا يزال في القصر يأمر وينهى ، يهنئ ويعزي ، يجتمع ويصرح ، ولا زالت أخباره تتصدر نشرات الأخبار الرسمية ، وكلماته المسماة (إضاءة) توضع في مقابل أهداف الثورة على الصحف الرسمية ، وصوره في في مكتب كل وزير من وزراء حكومة الوفاق ، بل حتى في مكتب اللواء علي محسن ... فهل تمّت ثورتكم ؟!!

- ومن الحقائق أن الرئيس بالإنابة واللجنة العسكرية والأمنية ووزارة الداخلية جميعهم عجزوا عن حماية مسيرة الحياة السلمية الراجلة من بلاطجة صالح وميليشياته وأمنه المركزي الذين أسقطوا أكثر من ثلاثة عشر شهيداً وعشرات الجرحى والمصابين .

- ومن الحقائق أن نصف الجيش وكل أجهزة الأمن لا تزال في قبضة صالح وأبنائه وأقاربه وبلاطجته ، ولا زالت أرحب تُقصف ، ونهم تُدك ، وتعز تُهدّد بالقتل .. فهل تمّت ثورتكم ؟!!

- ومن الحقائق أن مجلس النواب يرأسه زعيم عصابة ، ونصف حكومة الوفاق من بلاطجة صالح وفيهم ممن أيديهم ملطخة بدماء الشهداء ، وغالبية الجهاز الإداري والمالي – إن لم يكن كله – هم من القيادات الثانية أو الثالثة في نظام صالح الفاسد ، ولا يزالون يتحكمون بكل صغيرة وكبيرة .. فهل تمّت ثورتكم؟!

- ومن الحقائق أن رئيس حكومة الوفاق ووزراء المعارضة عاجزون عن ممارسة صلاحياتهم في وجود أعوان الطاغوت ، فرئيس الوزراء لم يستطع إقالة رئيس مجلس إدارة مؤسسة وطنية تتبعه مباشرة كاليمنية ، ونصف وزراء حكومته يحركهم صالح وأبناؤه ، ووزير المالية عاجزٌ حتى اللحظة عن السيطرة على المؤسسات المالية التي تتبعه كالبنوك والمصالح المالية ، ووزير الداخلية عاجز عن السيطرة على وكيله الأول الذي يأتمر بأوامر صالح ويرفض تنفيذ أوامر الوزير بإعادة المبعدين من أعمالهم إلى درجة أنّه كلف قوات النجدة التي يقودها بمنع دخولهم إلى مقار أعمالهم ، وبلغ به الأمر إلى أن يتطاول بالتهديد على هامة علمية ووطنية سامقة كاللواء الدكتور / علي حسن الشرفي رئيس أكاديمية الشرطة ، ووزير الكهرباء لا يزال عاجزا عن إعادة التيار الكهربي إلى منزل المواطن ، ووزير المياه لا يزال عاجزاً عن إعادة الماء إلى ماصورة المواطن ، ووزير الإعلام عاجزٌ عن تطهير مؤسسات الصحف الرسمية من المطبلين والمزمرين ... فهل تمت ثورتكم ؟!

- ومن الحقائق أن القتلة والمجرمين لا يزالون أحراراً طلقاء يسرحون ويمرحون ويُصرف على مخيماتهم وتجمعاتهم ومؤامراتهم المليارات من المال العام الذي عجز عن دعم البنزين والغاز المنزلي ، وعجز عن تمويل محطات الكهرباء بمادة الديزل ... فهل تمّت ثورتكم ؟!

- ومن الحقائق أن المئات من الثوار لا يزالون في المعتقلات والسجون حتى اللحظة، وأن الكثير من المبعدين عن أعمالهم بسبب تأييدهم للثورة لا يزالون مبعدين حتى اللحظة ، وأن الكثير من الشرفاء والأحرار خارج الوطن لا يزالون مهددين بالاعتقال فور وصولهم إلى أرض الوطن .. فهل تمّت ثورتكم ؟!

- ومن الحقائق أن دولتكم المدنية التي تنشدونها لم تر النور حتى الآن ، ولن ترى النور إلا بصمودكم ونضالكم وتضحياتكم حتى تتمَّ ثورتكم وتتحقق أهدافكم التي خرجتم من أجلها ، وضحى المئات من الشهداء بأرواحهم في سبيل تحقيقها ..

فأتموا ثورتكم .. نصركم الله وأيدكم وثبتكم ،،،