الرابحون بالتسلسل من هذه الثورة
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع
الثلاثاء 20 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:16 م

 تأتي في المقدمة

- العائلة الحاكمة والمتمثلة في علي عبدالله صالح وأقربائه، فهذا الرجل حكم اليمن حكما مطلقا لمدة ثلاثة وثلاثون عاما استطاع خلالها نقل اليمن من دولة فتية إلى دولة تقع خارج التاريخ والحسابات الإقليمية والدولية وانتهت في عهده بدولة فاشلة بكل المقاييس، وحين قامت ثورة ضد هذا الاستـــــــــــبداد المتـــخلف _ على اعتبار أنه هنالك استبداد تنويري _ أستخدم ضدها كل الوسائل الغير أخلاقية من مجازر جماعية وقتل للنساء والأطفال وتسبب في عاهات مستديمة، كما حرم المواطنين و كعقاب جماعي من وسائل أساسية تساعده على الحياة كالمياه والكهرباء والمحروقات، بمعنى أدق أنه لم يترك وسيلة إلا وأستخدمها ضد شعب خرج ليرفض بقائه أكثر على كرسي الحكم، ثم وفي نهاية المطاف يُمنح حصانة هو وكل المتورطين معه في تلك الجرائم من الملاحقة القانونية، ليس هذا وحسب، بل أنه فرض شروطه التي وضعها في بداية الثورة، والتي تنص على نقل بعض صلاحياته إلى أحد أكثر المقربين إليه وطاعة له مع بقاء أسرته مهيمنة على مفاصل الدولة الأساسية وعدم حرمانه من أية ممارسة سياسية في المستقبل حيث أنه مازال رئيسا للمؤتمر الشعبي العام الشريك الآخر في الحكومة الائتلافية مع اللقاء المشترك.

-صادق الأحمر، وهذا الرجل استطاع أن يرسخ وجوده داخل العاصمة صنعاء ويفرض وجوده على أرض الواقع مما يعني أنه حاضر في تخطيط مستقبل اليمن ولفترة ليست بالقصيرة، وقد سمع الجميع تصريحه بأنه خسر ما يقارب الثمانية مليارات ريال دفعها للمسلحين أتباعه، إلا أن الحقيقة التي قفز عليها هي أنه هنالك مواطنين هدمت منازلهم وقتلوا جراء الاشتباكات التي حدثت بينه وبين قوات صالح، كما أن الخسائر الأخرى هي في المنشاءات الحكومية التي هي ملك للشعب، ثم أن مبالغ مالية يتم دفعها لتعود عليه بأرباح مضاعفة لا يمكن يا صادق أن تسمى خسائر!

-علي محسن الأحمر، وهو رجل تصنع النزاهة، ووعد أكثر من مرة بأنه مستعد للمحاكمة أو مغادرة موقعه كقائد للفرقة الأولى متى ما رأي الشعب ذلك، لكنه الآن يجني ثمار هذه الثورة بأنه بات مركز قوي و أكثر رسوخا مما مضى، وأنه محط زيارات لكل السفراء من الدول العظمى والإقليمية، كما أن القرار السياسي في اليمن لا يمكن له أنه ينفذ دون موافقته الشخصية عليه، مما سيؤمن له ولأبنه القائد لأحد القطاعات العسكرية في حضرموت مستقبلا أكثر ازدهارا ورفاهية.

-حميد الأحمر، وهو الأكثر طموحا من بين أسرة الأحمر وهو أحد أهم المهندسين لتحوير الثورة من نهجها الشعبوي إلى مجرد خلاف سياسي يمكن تسويته متى ما تم كسب نقاط معقولة، وكنظرة أي تاجر فالحسابات لن تتعدي مقياس معدل الربح أمام ما تم دفعه.

-ياسين سعيد نعمان، هذا الرجل تحديدا كان يعول عليه كثيرا في صنع تغير إيجابي للأنماط الاجتماعية والفكرية، إلا أنه بدا لنا في هذه الثورة كرجل لا يختلف كثيرا عن أقرانه من متسلقي الثورات في القائمة أعلاه، فهو فرد ضمن منظومة متخلفة جدا من القبيلة المضادة للقبيلة الحاكمة، تقتصر جُل إهتماته على الحصول على شيء من الكعكة، وقد حصل عليها_ أو هو يعتقد ذلك _ من خلال توقيعه على المبادرة الخليجية، إلا أن ياسين سعيد نعمان قبل التوقيع على المبادرة ليس هو ياسين سعيد نعمان بعد التوقيع، إذ أنه فقد الكثير من شعبيته وايضا من وطنيته.

-عبد الوهاب الأنسى، وهو أمين عام التجمع اليمني للإصلاح، الذي يقتصر حضوره على مادة دسمة ومركزة من القيم الدينية تختفي أمام أي بارقة أمل في مشاركة طاغية في حكمه، ولأنها وصفة ناجحة مهما أعيد استخدامها، ولأنها الأقوى على الإطلاق، فها هو تنظيمه يقضم القطعة الأكبر من نصيب اللقاء المشترك في حكومة الائتلاف الحالية.

-عبده الجندي، رجل وان أغضب الكثيرين واستفزهم في الثورة اليمنية إلا أن التوقيع على المبادرة و التي بالتأكيد منحته هو الآخر حصانة قانونية، وربما أيضا وزيرا محتملا للسياحة، خرج من هذه الثورة بشخصية أكثر حضورا مما كان عليه من قبل، وهو يشكل الجهة الأكثر تماسكا في جبهة علي صالح والتي هي بالتالي شريكة اللقاء المشترك في حكم اليمن خلال المدة القادمة.

الأسماء في الأعلى، هي أسماء موجودة على الساحة السياسية في البلاد منذ ما يقارب الثلاثون عاما، وقد تولت مناصب متعددة أثناء حكم علي عبدالله صالح بشكل أو بآخر، وهي الان تعيد إنتاج نفسها دون أي تغيرات ثقافية أو فكرية، بينما الثورة الشبابية كان من المفترض بها أنها قامت ليست ضد علي صالح فقط _ الذي لم يرحل فعليا_ بل ضد ثقافة ومنظومة شاملة و غاية في التخلف.....إلا أن هذا وللأسف الشديد لم يحدث.

Yazn2003@gmail.com