مخضرية ....
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 5 أيام
الإثنين 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 12:46 ص

يقال بأن أول ضحية لأي حرب هي الحقيقة. فبعد قرابة عشرة اشهر من الصراع بين قوى التعمير وقوى التدمير، بين غواية التسلط وملكوت المعارضة لا يوجد في الافق نورٌ واضح عن قرب حسم هذه المعركة أوضح من الغموض الذي يلف المشهد برمته بعد ان سالت بالنهر مياه كثيرة تقاطعت والتقت فيه مصالح الفرقاء والشركاء التي تعج بهم الساحات. ابهى تجليات ذلك نراها في محافظة صعدة وباقي المحافظات التي يتمدد فيها بخطى متسارعة فكر المذهب الزيدي ممثلا بحركة الحوثيين .

 - الخليجيون عبر صحفهم ومواقعهم الإليكترونية يتحدثون عن تحالف حوثي سلطوي

- الحوثيون يتحدثون عن اعتداءات وتطاولات من قبل السلفيين المغروسين بخاصرتهم في منطقة دماج .

- احزاب المشترك تتحدث عن إعتداءات متكررة يقوم بها الحوثيين شملت الاستيلاء على مقرات حكومية وحزبية بل وطالت أرواح قياداتها كما تقول .

- السلطة الحاكمة هي ايضا لم تفوت عليها الزفة، فهي تتحدث عن تحالف حوثي إخواني شيعي انقلابي انفصالي، ان شات ان تقول ( مخضرية ).

- احزاب المشترك تقول ايضا ان تواطئ السلطة مع الحوثيين وتسليمهم مناطق بصعدة وحجة والجوف وتزويدهم بالأسلحة والعتاد بغية إضعاف قوى الثورة وبالذات الفرقة الاولى والمنطقة الشمالية عموما وتعمل على خلط الاوراق لإطالة عمرها والتملص من التوقيع على المبادرة الخليجية .

- الحوثيون مرة اخرة يتحدثون عن توغل سلفي وهابي بدعم سعودي وبمباركة من الشيطان الاكبر، واحياننا يضيفوا( الصهيونية ).

- السلفيون من جانبهم يتحدثون عن حصار (حوثي رافضي اثنى عشري خوارجي....) على معهدهم الشهير وفرض طوق عسكري على طلابه وتستغيث : واااااا اسلاماه ...!

  ألم نقول أن أوضح ما بهذا المشهد هو غموضه، بعد ان تاهت الحقيقة وتلاشت بين غبار تظليل إعلام المتصارعين ونقع خيول قبح السياسيين و وضباب نوايا الأوغاد المتدثرين بجلباب ديني سياسي، الدين بريء منهم ومن خبث نواياهم .

 - السلطة الحاكمة تخطب ود الحوثيين وتتودد اليهم ظنا منها ان من شأن اي تقارب معهم سيضعف من قوة اللواء علي محسن ومن حزب الاصلاح واولاد الشيخ الاحمر وهي اي السلطة تمارس هوايتها المعروفة بإثارة الوقيعة ونسج خيوط شيطنة فتنها بين خصومها ولا يهما النتائج وهي تراهن على الصدع الموجود منذ حروب صعدة الستة بين الحوثيين واللواء علي محسن، وهي على ما يبدو لا تفهم دهاء الحوثيين السياسي والعسكري وكياستهم على الرغم ان هذه السلطة المتهاوي عروشها قد تمرغت ستة حروب تباعا واُذلِت ايما إذلال ومع ذلك لم تستوعب امكانيات خصمها الحوثي وغبائها يغويها عن التحفظ السعودي عن هذا التمسح بالحوثيين بعد كل ما حدث من حروب باسم -مقاومة المد الشيعي الرافضي حد وصفهم- طيلة حرب ضروس لست دورات دموية. فالحوثيون وان اظهروا عدم وفاقهم مع اللواء علي محسن فهم يعرفون ان هناك بقصر الستين شخص يقبع وان كان في هزيع حكمه الأخير هو بالنسبة لهم بمثابة وكيل الشيطان الاكبر وشرطي اولاد سعود في ارضهم المستحيل التحالف معه مهما كانت درجة التباعد والتنافر مع غيره على الاقل في الوقت الراهن .

الحوثيون يعتقدون ان ثمة عناية سماوية من سابع سماء قد هبطت تحف بني هاشم ليردوا الصاع بصاعين لمن سامهم قهرا وقتلا وتنكيلا واستبد بهم وبدعم سعودي امريكي يهودي وهي بالنسبة لهم لحظة تاريخية تفرقت فيها ايدي الخصوم، ومن هذا الاعتقاد طفقوا يتمددون بالمحافظات ويستولون على مزيدا من الارض لمواجهة الترتيبات القادمة، وهل هناك فرصة سانحة اكثر من هذه؟ !

السلفيون وهم يرفعون عقيرتهم بدماج تشابهت عليهم بقر السياسة، فالسلطة الحليفة لهم على مدار عقود والتي غرستم بالديار الحوثية لغرض في نفسها اثناء مواجهة الحوثيين -مثلما اخذت بيد الحوثيين بداية تشكيل حركة الشباب المؤمن او ما كان يسمى بشباب الرئيس كنواة لحركتهم الحوثية زيدية الفكر- قد قلبت لهم ظهر المجن وهم من هول الدهشة التي تتملكهم يضربون كفا بكف لما يشاهدونه من تقرب سلطوي نحو الحوثيين مع رفض حوثي واضح لهذا لتقرب في النفس الوقت الذي تتوسل فيه هذه السلطة الدعم السعودي لإنفاذها من الهوة السحيقة التي تهوي فيها منذ عشرة اشهر، فضلا عن التقرب الذي تبديه هذه السلطة تجاه امريكا كشريك لكبح جماح التمدد الشيعي بالمنطقة. وهنا تزداد حيرة السلفيين ويضيق الخناق حول سور معهدهم (الوادعي) المحاصر .

( ومن يجعل الضرغام بازا لصيدهُ × تصيده الضرغام فيما تصيدا )

ومما تقدم شرحه يخال اليّ ان صعدة قد اضحت هي مركز الكون وان الحوثية هي مفتاح النجاح الذي يسعى كل طرف الظفر به ولجم خصمه بها .

وحدهم شباب الساحات الذين يتحركون بساحاتهم بنقاء سريرة وصفاء ذهن لم تلوثه مكبات السياسيين والعقائديين والمتأسلمين والمتحزبين ،ولم يصغروا على بلاط عتبات امراء النفط مثلما لم يتقزموا على ابواب البيت البيضوي، ولم تذل همة هاماتهم بسوق نخاس الارتهان الخارجي باسم السياسية او الدين والمذهب لانهم ببساطة لا يعتبرون انفسهم وكلاء الله بارضه وهم يهتفون :لله دينه ولنا ثورتنا حتى اسقاط اصنام العصر وفراعنته . وبهؤلاء الانقياء وحدهم بوسعك ان تتيقن ان شوكة الميزان ممكن ان تعود الى وضعها الطبيعي وإن في السياسة ايضا ممكن ان يكون الخط المستقيم أقصر مسافة بين نقطتين وتكون هي فن الممكن بامتياز، بعيدا عن الفكرة الفاسدة التي تقول بان السياسة خساسة .!

 * حكمة: من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الفضول … شاعر الخلود الوطني
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
سوريا: علمانية بمواصفات ذقن حليق
د. محمد جميح
كتابات
فيصل عليفؤاد القدسي
فيصل علي
هاني غيلان عبد القادرإرهاصات الثورة المنسية
هاني غيلان عبد القادر
مشاهدة المزيد