المبادرة الخيانة
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 6 أيام
السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 07:23 م

يحاول بن عمر ان يكن في صف الحقيقة،لكن مساعيه تذهب أدراج الريح،وكلما جاء وذهب،تباءس اليمنيين او ابتئسوا،وشعروا بأن الرجل قبل الدور على مضض.الخميس وصل جمال بن عمر إلي صنعاء،حينما كان يجري اتصالاته بكل الأطراف،باشرت كتائب الجريمة مهامها المفضلة،ليطل علينا بن عمر عبر الشاشة متأسفا على مايجري في تعز وأرحب"نأسف"قال.مضت ثلاثة أيام من العنف والقصف المستمر على تعز وأرحب ونهم وجمال يزور ساحة التغيير صنعاء خاصة المستشفى الميداني.فعاود الظهور عبر القنوات يقول"الأمم المتحدة ليست طرف بالمبادرة الخليجية"رد بن عمر بعد ان زار الساحة واستمع للجرحى والمصابين.يبدو مبعوث الأمم المتحدة وكأنه يمضي إلي خيبة أمله مع هذا النظام المراوغ،وبعد تهديده مغاضبا انه سيغادر صنعاء الأسبوع المقبل.وسيقدم تقريره في 21 من هذا الشهر،تنازلوا بمقابلته ظهر الثلاثاء في القصر الرئاسي.المبعوث لم يلقى أي ترحيب من قبل النظام،وذلك هو الظاهر،ينشغل جوارح القصر بملاحقة الثوار والتقتيل،غير آبهين بهذا الوسيط المراوح بين نيويورك وصنعاء.

بالطبع النظام لم يكن ليمتلك الوقت الكافي حتى للجلوس إلي المبعوث الخائب.منهمك يدير فرق القتل والقنص.لا يحترم مبعوث الأمم المتحدة،كما فعل منذ شهر،عندما رحب بالقرار 2014 وضرب به عرض الحائط.وظل يمارس هوايته المفضلة،القتل لمجرد القتل،أصبحت هذه هي الحقيقة الجلية،هذا النظام يغرق بالدم،و لا يحترم لا الأمم المتحدة او مبعوثها ولا قرارها و لا المبادرة التي تخون الثورة بالإخلاص لصالح ونظامه.

امتثال شباب الثورة للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي،لا يعني الرضوخ او الانحناء،اخذ الفعل الثوري مساره،واستشهد المئات،فتركت الساحات الخيار التالي للفعل السياسي،ليوفر الدم اليمني.

وهاهو على مايبدو– للعالم- يصطدم مرة بتملص النظام عبر أولاده،وأخرى،بطلب ضمانات وتعديلات.

استنفاد الخيارات السياسية من وجه نظر مئات الالآف من شباب الثورة قاسوا الأمرين منذ عشرة اشهر،لا يعني سوى شيء واحد التصعيد الممنهج،والذي كما قالوا بدأ واقترب الحسم.خاصة بأنهم يعزون ذلك إلي استفحال النظام بجرائمه.

إذآ لن تكن سنه أولى ثورة،كما يطمح النظام إلي تفكك الساحات،او استرخاء عزيمة الشباب.مقابل كل المخارج التي يتلقاها من دول إقليمية ودولية.من الواضح ان هذه الدول التي قدمت المبادرة او التي تخلص و تساند النظام لا يهمها وضع اليمنيين ولا إلي أين تتجه حياة الناس.لماذا لم يجري التعامل مع هذا النظام كما تعاملت جامعة الدول العربية مثلا مع النظام السوري.أصدرت القرار بتجميد عضويته،وهي في الطريق إلي تدويل جرائم الأسد.فيما تهدر هذه الدول فرص الاحتفاظ بعلاقتها بالشعب اليمني،الدم اليمني ليس رخيصا إلي هذا الحد.ولن تكن المبادرة الخليجية ملقحة للثورة او هي من نوع عقد الزواج.سيتم الفصل بين مواقفكم المتخاذلة وبين طموح الشعب التواق للحرية والكرامة رغما عنكم،ستدركون أنكم خسرتم الشعب اليمني والتهمتم خيبة نظام ساقط.

أحببنا خيار بن عمر بالرحيل والعودة،فضلنا قرص المبادرة المسكن؛مخرج مشرف لصالح كشهادة نهاية خدمة،وتعاملنا مع قرار الأمم المتحدة الجامد؛للفضح الكامل للنظام،لكن لا يعني كل ذلك أننا تناسينا دماء الشهداء من النساء والأطفال والشباب.اوغابت عنا مشاهد قصف الساحات والمنازل و اختطاف الأصدقاء والزملاء وتعذيبهم،نستطيع ان نكره،نحقد،ونرد.فالإنسان قليل إذا استسلم وكثير ككوكب مأهول إذا قاوم.