اليمنيون - والحرية الحمراء
بقلم/ عبدالعزيز الشلفي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 20 سبتمبر-أيلول 2011 02:23 م

بين ضفاف الكلمات وفي حنايا السطور،إستوقفتني مقولة رائعة للشهيد سيد قطب . حملت في طياتها معان عدة وأعادت إلي ذهني حلقات مفقودة أوشبه منسية من تركيبة العقل العربي (الطريقة التي يفكر بها العوام من الناس) منذ عقود طويلة مرت والي اليوم. وفي هذه المقولة تتلخص المشكلة العربية من ناحية الوعي الشعبي والعلاقة بين الجهل وضياع الحقوق أو بين الوعي وثقافة التخلف الممنهجة التي استمدت أنظمتنا السابقة في(مصر،تونس ،اليمن،...)ديمومتها واستمرارية حكمها منها. قال الشهيد سيد قطب رحمه الله : " لا بد من ضريبة يؤديها الأفراد وتؤديها الجماعات وتؤديها الشعوب، فأما أن تؤدي هذه الضريبة للعزة والكرامة والحرية، وإما أن تؤدي للذلة والمهانة والعبودية ،والتجارب كلها تنطق بهذه الحقيقة التي لا مفر منها ولا فكاك ". يتضح من هذا أن الشعوب التي تعيش في كنف الحرية وتحت لواء العزة والكرامة (التي تمثل الإنسانية الحقة). أنها دفعت لهذا الهدف السامي ضريبة أقل ما توصف به أنها ليست بالهينة. فقد تكون الحرية والعزة والكرامة التي تعيشها بعض شعوب العالم، هي استحقاق لنضال طويل وتضحيات كبيرة قدمتها هذه الشعوب فظفرت بما تريد. وعلى نفس المنوال فأن هناك شعوب دفعت ضريبة باهظة الثمن، لربما كانت هذه الضريبة هي ثروات البلاد ومستقبل العباد ، وأظنها دفعت بالتأكيد من أرواح أبنائها الكثير لصالح فئة مستبدة ، كانت في غنى عن ذلك لو أنها تدرك وتعي أن ثمن الحرية وإن كان باهظا إلا أنه أهون من ثمن الاستعباد وأرحم من نار المهانة ،وأفضل من انتقاص إنسانية هذه الشعوب . نستلخص مما سبق أن الشعوب تدفع دائماضريبة للواقع الذي تعيشه . وإنما يوجد الاختلاف بين هذه الشعوب في تحديد الغاية أو التطلعات التي تريد الشعوب أن تدفع الضريبة ثمنا لاستحقاقها . وهنا نعود إلي بداية حديثنا وكيف أن الطريقة التي يفكر بها العوام من الناس هي التي تحدد ماذا يريدون؟ وإلي أين سيصلون؟ بمعنى آخر أن الوعي الشعبي العام هو الذي يحدد المسار الذي تسير عليه الشعوب . وأعني بالوعي الشعبي العام طبقات الشعب بالكامل من عمال وموظفين ومثقفين وحرفيين وغيرهم ، فعلى مقدار وعي هؤلاء تكون الشعوب حية ،وتدرك أن الحرية وإن كانت منال صعب إلا أنها الأساس لكل تقدم وتطور . والحمدلله أن شعوبنا العربية أدركت هذا وبدأت تتحرك من هذا المنطلق وتعمل على كسر حالة الخوف ، وتتخلص من العبودية شيئا فشيئا ولسان حالها يقول : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق .