آخر الاخبار

القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة

الإخوان وأصول الحكم
بقلم/ محمد منير
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 7 أيام
السبت 16 يوليو-تموز 2011 06:05 م

معذرة لتشابه عنوان المقال مع عنوان البحث والكتاب الرائع للشيخ على عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم".. وأنوه أن اقتباس العنوان هنا ليس عن تشابه في الموقف والفكر بين الإخوان وفكر الشيخ على عبد الرازق الذي رفض في بحثه، وهو ما أحدث دويا كبيرا، فكرة الخلافة الإسلامية، ودعا إلى مدنية الدولة وفصل الإسلام عن السياسة.. بل إنه اقتباس راجع في الشكل إلى تناغم العنوان، وهى حالة إدمانية مهمة لدى صحفيي الديسك أمثالي، وفى المضمون للخلاف الشديد بين موقف الإخوان الآن وموقف الشيخ على عبد الرازق عام 1925م.

ما علينا.. منذ سنوات قد تكون بعيدة وقت ما, كنا طلاب في الجامعة. كان هناك خلاف جذري بين الطلاب المنتمين للاتجاهات التقدمية، والطلاب المنتمين للاتجاهات الإسلامية.. ولأن الحوار المفتوح بين الطلاب لم يكن قد مسه التحريم بعد فقد جمعتني مناقشة مفتوحة بين زميل لي من أتباع الاتجاهات الإسلامية السياسية وكان إخوانياً، ودار بيننا حوار طويل هادئ استفدنا منه الكثير واقتربنا من بعض أكثر.. إلا أن عبارة في خواتيم الحوار قالها زميلي أوقفتني طوال السنوات التالية لهذه اللقاءات حتى الآن.. قال زميلى "أنتم التقدميون تريدون الوصول للحكم بالجماهير.. ونحن نرى أن الجماهير يتم قيادتها بعد الوصول للحكم".

الإخوان يرون أن الجماهير ليست هي الطريق للحكم.. ربما في تفاصيل المناورات اليومية يكون للجماهير دوراً مهماً في تحسين وضع الإخوان وتقويته فى الصراع على الحكم، ولكنه ليس الوسيلة الرئيسية للوصول الحكم.

ولأن الجماهير والشعب عند الإخوان أدوات وليسوا هدفاً فالنهوض بوعيهم الثقافي والسياسي، ليس أمرا مهماً وتضليلهم بالوجدان الديني والعقائدي ليس جريمة (مثلماً حدث وقت الاستفتاء على الدستور).. والشعب أو الجماهير الواعية أكثر خطراً على الإخوان من النظم المناهضة لهم.. فمقتل الإخوان في المناقشة والفهم والوعي السياسي طبقاً لنظرية قيادة معدومي الوعي والإرادة أكثر يسراً من قيادة أصحاب الرأي.

إذاً الإخوان يضعون أنفسهم في مرتبة أعلى من الجماهير والشعوب ويرونهم أقل بكثير من مشاركتهم في الحكم، وهذا هو مربط الفرس في كراهية الإخوان لكلمة الديمقراطية والراجع أصولها إلى حكم الشعب بالشعب فهم يرون أن حكم الشعب لا يكون إلا بهم.

السند القوى الذي يلوى به الإخوان أذرع شعوبهم هو سند ثيوقراطي نابع من سلطة سماوية ودينية لاحق لأحد في مناقشتها أو الجدال معها، ولهذا فهم في غير حاجة إلى المنطق والحجة والديموقراطية التي يرونها كافرة، وكأنهم قد وقعوا مع الله عقد احتكار وساطة بينه وبين الشعوب.

ولأن الجماهير ليست هي وسيلة الإخوان للوصول للحكم فلابد من وسائل أخرى وهى الوسائل التي برع فيها الإخوان والتي تعتمد على المؤامرات والتحالفات المبنية على أسس وهمية ودعاية بقوة زائفة لا وجود لها ولهذا فإن أكثر المنجذبين للتحالف مع الإخوان هم من الاتجاهات التي يغلب عليها الطابع الانتهازي والوصولي والقافزون على الحبال والأوتار بين السلطات الفاسدة والاتجاهات الانتهازية حتى لو كانت متدثرة بعباءات التدين.. وهذا أيضا ما يفسر رفض جماهير التحرير المحتشدة في ميدان التحرير للإخوان لأن الثوار في حالة نقاء وصعود لا يسمح لهم بأن يكونوا مقودين وإنما قادة.

*عن "الحوار المتمدن", العدد (3428), 2011/7/16.