حول اغتيال الرئيس مجددا
بقلم/ احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 30 يوماً
الخميس 23 يونيو-حزيران 2011 11:09 م

في عدد 5 يونيو من صحيفة الشرق الاوسط نقل عني مراسلها اعتقادي بان الولايات المتحدة وراء اغتيال الريس علي عبدالله صالح، وجا ء في المقال الموسوم "من الذي حاول قتل صالح" ما يلي:

" وعلى الرغم من أن أحمد الصوفي، سكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية الصحافية، اتهم في تصريحات صحافية في نفس اليوم الولايات المتحدة بالتورط في قصف الرئاسة اليمنية عبر التحريض، فإن هناك من يقول إن القذيفة التي أطلقت على القصر انطلقت من طائرة أميركية دون طيار، كما يقول الكاتب اليمني أحمد صالح الفقيه، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن الأميركيين هم الوحيدون الذين يمتلكون «القدرة على تنفيذ عملية من هذا النوع، خصوصا أن عددا كبيرا من ضباط الحرس الجمهورية والقوات الخاصة ومكافحة الإرهاب يتم تدريبهم في الولايات المتحدة، وهم على احتكاك مستمر بالجهات التي تتولى مكافحة الإرهاب في اليمن، وهذا الاحتكاك يجعلهم قادرين على مجاميع يمكن أن تنفذ ما يريدونه».

وعن الأسباب التي ستدعو الولايات المتحدة، افتراضا، إلى القيام بهذه الخطوة، يضيف الفقيه: «صالح يخرج كثيرا عن السيناريوهات المتفق عليها، وربما في معظم المسائل المتفق عليها سواء في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتعامل مع الإرهابيين، وأبرز الأمثلة سياسة الباب الدوار، اعتقال ثم إطلاق سراح مطلوبين من (القاعدة)، وأبرز مثال على ذلك جمال النهدي، مدبر انفجار المدمرة (كول)، وهو ذو أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة، ومسألة جمع السلاح وكانت الولايات المتحدة وفرت مبالغ كبيرة لشرائه، وطلبت من صالح الحد من نشاط مهربي السلاح، ويقوم صالح بالمجيء بمهرب أو تاجر سلاح يشركه في اجتماع مع جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب»."

وضمن الأسباب التي يسردها الكاتب والسياسي اليمني أن الولايات المتحدة تضع أهمية كبرى لاستقرار الأوضاع في اليمن «لأن دولة فاشلة في مجتمع قبلي، بالقرب من منطقة نفطية وقرب خطوط الملاحة الدولية، تجعل من اليمن خطرا دائما، إضافة إلى المؤامرات لتنفيذ عمليات داخل الولايات المتحدة نفسها، وعلي صالح لا يقوم بدوره وأيضا يقوم بتشغيل مجاميع من (القاعدة) لحسابه، وهذا ما يجعله خصما مباشرا، والاغتيال ليس بالضرورة أن يتم بواسطة طائرة دون طيار، ولكن عبر وضع قنبلة عالية التقنية في المسجد ومن قبل شخص لديه سلطة لدخول القصر الرئاسي».

مالم يذكره المقال هو ان اكبر مخاوف ادارة اوباما، الذي التزم خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الامريكية من العراق وافغانستان، هو ان تضطر لوضع قوات على الارض في اليمن، وتحول اليمن الى دولة فاشلة من شأنه أن يجبرها على ذلك.

فلطالما اعلنت الولايات المتحدة خشيتها وتحسبها من انزلاق اليمن الى وضع الدولة الفاشلة، الامر الذي من شانه التمكين للقاعدة في البلاد، وقداعلنت مرارا انها تعتبر تنظيم القاعدة في اليمن من اكبر الاخطار التي تهدد امن الولايات المتحدة وحلفائها.

وقد كان صالح من الغرور والغباء والجهل بحيث تجاهل مخاوف الولايات المتحدة معتقدا انه قادر، وبالفهلوة دائما، على ازالة مخاوفها وان يفعل ما يشاء بحرية، على الرغم من مستوى الدعم المالي والعسكري المتصاعد الذي يتلقاه، وعلى الرغم من تموضع ضباط البنتاغون والسي آي ايه في قدس اقداسه أي في الحرس الجمهوري والحرس الخاص.

وقد ذهب صالح بعيدا في استهتاره بالولايات المتحدة من نواح عديدة. فمن جهة تجاهل نصائح الولايات المتحدة للوصول الى صيغة للاصلاح السياسي مع اللقاء المشترك من اجل توفير قدر معقول من الاستقرار السياسي وتنفيذ برامج تنموية تبعد الدولة عن تهديد الفشل، ولم يكتف بالتجاهل بل انه قام بتعطيل وتخريب مساعي الولايات المتحدة وحلفائها في هذا السبيل.

وقد بلغ استهتاره حد استخدام قوة خفر السواحل التي بنتها الولايات المتحدة لليمن في اعمال تجارية خاصة به وباقربائه، وتاجيرها كقوة من المرتزقة تعمل لتقدبم الحماية من القرصنة للشركات الملاحية التي تعبر بحر العرب وخليج عدن، وهو ما جعل كثيرا من الحواجب ترتفع دهشة واستنكارا في الكونجرس الامريكي الى درجة استجواب المعنيين في السلطة التنفيذية والمطالبة باجراء تحقيقات واتخاذ اجراءات. والاسوأمن ذلك كان افتضاح ان عصابة صالح في مشروع الخدمات الامنية الملاحية هذا ،كانوا وراء ازدياد نشاط القراصنة بما يقدمون لهم من تسهيلات بغرض ترويج تجارتهم الامنية.

ومن جهة اخرى استخدم صالح الاسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة خصيصا لاستخدامها في مكافحة الارهاب في غير ماخصصت لاجله، وذلك في تصفية حساباته مع خصومه الكثر، وكانت صعدة ابرز الامثلة فقامت الولايات المتحدة بالضغط عليه بقوة لايقاف تلك الحرب التي استمرت طويلا وكلفت الجيش والبلاد خسائر فادحة في الارواح والعتاد والاموال. والاسوأ من ذلك كله كانت سياسته للابواب الدوارة مع الجهاديين وعناصرالقاعدة، حيث يدخلون السجون ليخرجوا من ابوابها الخلفية وليظل صالح يستخدمهم حتى في تنفيذ اعمال ارهابية ضد مصالح امريكبة وغربية بغرض الضغط للابتزاز واستدرار الاموال.

ومع اندلاع الثورة الشعبية رات فيها الولايات المتحدة فرصة لخروج آمن لصالح ولكنه خروج مطلوب ومرحب به على اي حال. لانه يتيح تغيير الاوضاع نحو حكم اكثر فاعلية ويقدر على جلب الاستقرار المنشود. وقد نصحته ووجهته مرارا نحو سرعة تحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة في اسرع وقت. الا ان صالح كعادته ركب راسه وراح ياخذ البلاد نحو تفجير عسكري يتضمن الكثير من الاخطار على اليمن وعلى المنطقة وعلى الولايات المتحدة في آن معا. واظن انه عند هذه النقطة جرى اتخاذ القرار لتنفيذ احدى السيناريوهات العديدة، التي توضع مسبقا عادة، للتخلص من صالح فكان ما كان. ماسبق ذكرته في مقالة سابقة اثر محاولة الاغتيال بعنوان "اخفاء حالة الرئيس تآمر وخيانة عظمى"

المحاولات المحمومة لالصاق عملية الاغتيل باوساط محلية ترمي الى تبرئة الولايات المتحدة من الجريمة عن طريق الكشف عن معلومات تقنية حول نوع القذيفة كتقدمة لنيل الثقة في الجزء الآخر من الرواية المتعلق بالفاعل واللافت ان المروج لهذه الحكايات شركة امريكية استاجرتها السلطة للتحقيق في الحادث كما تقول وسائل الإعلام. ولكن الشركة أكدت أن العملية تمت من الخارج وبصاروخ فوجاز غير المتداول والذي لا تملكه إلا أمريكا وروسيا.

ومن جهتي لا زلت اؤكد اعتقادي بأن ما حدث في مسجد دار الرئاسة يوم اول جمعة من رجب اثناء اداء الرئيس صالح ومجموعته للصلاة هو كما يلي:

تم تنفيذ عملية التفجير وبالاصح القصف بطائره بدون طيار امريكيه الصنع وجهت الصاروخ الي شريحة كانت موجوده في المكان واثناء الركعه الثانيه وعند تاكيد وجود الجميع اطلق الصاروخ وكانت الاصابه دقيقه وبالغه... تفحمت بعض الجثث وقتل وجرح كبار القوم.. ومن ضمنهم طبعا علي صالح ومرافقيه من الحرس ورئيس مجلس النواب والعليمي ورئيس مجلس الشوري ودويد وغيرهم من كبار القوم . وصغارهم.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
أيها السوريون: لا تصغوا لهؤلاء المحرضين المفضوحين
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د . عبد الوهاب الروحاني
بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
د . عبد الوهاب الروحاني
كتابات
ابو الحسنين محسن معيضالثورة سبب كل بلاء
ابو الحسنين محسن معيض
مشاهدة المزيد