هذا الجيل قال
بقلم/ د. محمد أمين الكمالي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر
الأربعاء 22 يونيو-حزيران 2011 05:15 م

هذا الجيل كان ينظر إليه بسلبية كجيل منعدم المسؤلية لا ينظر أبعد من حاجاته الفردية لا أفق له همه كرة القدم وينشغل بمعارك وهمية بين ريال مدريد وبرشلونه ,وفي أفضل الاحوال اناني لايفكر الا في مصلحتة,فالنظم المنحلة كانها اتفقت أن تلهي هؤلأ الشباب فكل شيئ مسموح الا الامور العامه وحتى الانترنت كانت تشجعه كوسيلة لأستهلاك الوقت وربط الشباب وتفكيره في فضاء وهمي لا ترى فيه تهديدا لها.

هذا الجيل الذي تربى علي اليأس وحفظ صورة زعيم واحد يراة في كتب الدراسة واعمدة الصحف وشاشة التلفاز والكل يسبح بحمده تتغير كل ثوابت الوطن ولا يتغير الزعيم والقائد فأسم الدولة يمكن أن يتغير وعلمها , نشيدها الوطني ,توجهها السياسي حتى حدودها وترابها الوطني أشياء يسهل التنازل عنها وتغييرها الا الزعيم الرمز.

هذا الجيل الذي سمع ابائه يشتمون الزعيم في سرهم وينهرونهم اذا تحدثوا في السياسة, حشتهم مناهج الدراسة بانجازات الزعيم وكرروها في اسئلة التعبير كما يكررون (وجعلنا من الماء كل شيئ حيا) ,علموهم في المساجد بعد لا اله الا الله اطيعوا ولي الامر والسياسة ملعونة.

 هذا الجيل الذي تربى في زمن كل مافيه سباق علي لقمة العيش لا يدع مجال للالتفات يمينا اوشمال يعاني من تعليم سيئ وسوق عمل منفصل عما لاقاه من تعليم ,يسر له الغش حتى يستسيغ الغش في كل شيئ اوهموه ان كل ما يحصل علية لا يستحقه حتى يستسيغ ان يرى حقه يؤخذ فلا يبالي.

هذا الجيل الذي عانى الكثير واريد له الخنوع باخضاعه لمنهج مدروس من التهميش والتحييد الجيل الذي توقع منه ان ينفصل عن تاريخه وواقعه ليتقبل مشاريعهم ليرضى بالتوريث ويسعد بالفتات, وهم يرسخون فيه كل القيم السلبية من كره ومناطقية وفساد وغش ليصبح الخطاء هو الاصل وما عداه إستثناء.

هذا الجيل فاجئهم وقال كلمته ارحل تلك الكلمة التي زلزلت كل ما بنوه كلمة ارعبتهم هدمت مشاريعهم واحرقتهم , ارتهم ان هذا الشعب معدنه طيب وتظهره الشدائد كما تنقي النار الذهب ان هذا الجيل ليس اقل من اجيال سبقته ثارت ضد الظلم وضد الاستعمار لكن هذ الجيل تفوق عليهم بان ثار ضد المستعمر السري ولم ينخدع به وبالاعيبه هذا الجيل نفض غبار الوصاية وتفوق علي حسابات القوي ولم يشغل نفسه بتعقيدات السياسة بل اندفع نحو هدف واحد هو الحرية.

هذا الجيل قال انه لايريد الفساد ولا المحسوبية ولا الظلم ولا المناطقية ولا التمييز ولا الوصاية الاجنبية هذا الجيل قال نريد وطن حر مزدهر يتساوي ابنائه فية ولا يضطرون لهجره طلبا للقمة العيش هذا الجيل يريد قضاء عادل وامن يحميه لا ان يضطهده, يريد تعليم حقيقا ورعاية صحية وبنية تحتية حقيقة هذا الجيل يريد حقوقه البسيطه ويريد المستقبل.

هذا الجيل ابدى من الوعي والحرص علي الوطن والاستعداد للتضحية من اجله ما يوهله ليقول كلمته في مستقبل هذا الوطن ,هذا المستقبل الذي سيكون لهذا الجيل ولابنائه, مستقبل يصنعونه الان بنضالهم ووقوفهم ضد الظالمين وكل ما يمثلونه من منظومة فاسدة تم زرعها لتخنق حاضر هذا الوطن ومستقبله .

 

هذا الجيل قال كلمته فلا تكمموا فمه وتمارسوا الوصاية عليه ...دعوه يصدح بالحق المبين.