هل سيعود صالح الى اليمن؟ ومن الذي استهدفه؟
بقلم/ فهمي القباطي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 13 يوماً
الخميس 09 يونيو-حزيران 2011 06:44 م

على اسوأ الافتراضات يضل هذا احتمالا واردا.. بغض النظر عن مرضة من عدمه ولكن هذا الفرض يقود الى السؤال : من قام بالضربة؟ سواء كان صاروخا او قذيفة او عبوة ناسفة ...

للاجابة على هذا السؤال وعند غياب الجاني يتحتم البحث عن المستفيد او من لديه الدافع ...

الحقيقة ان حصر المستفيدين من تصفية صالح قد يكون معقدا للغاية ..ومن جهة اخرى قد يكون من السهولة بمكان البحث عن عدم المستفيدين اكثر من البحث عن عدم المستفيدين...

القاعدة؟

اتهمت مصادر حكومية القاعدة بالوقوف وراء العملية...مثل هذا الاتهام يبدو انه لا يأتي بناء على ادلة بدليل ان نفس المصادر الحكومية اتهمت جهات اخرى في نفس الوقت..ولكن هذا الاتهام يقوم على معرفة بأن صالح كان في السنوات الاخيرة قد قام بعمليات ضد القاعدة وتصفية عدد من عناصرها لصالح الولايات المتحدة ..

قد يقول قائل: أن القاعدة هي اساساً من صنع (صالح) .. وبالتالي لا يمكن أن تكون هي من قام بهذه العملية .. هذا من جهة .. ومن جهة أخرى .. لو كانت القاعدة لم تستطع إستهداف الرئيس في أوقات السلم .. فكيف تستهدفه في وقت تكون حالة الطواريء فيها في ذروتها.. وهذا قد يستبعد القاعدة ..

للرد على هذا نقول: هناك قاعدتين ..قاعدة صالح التي يقوم تحريكها متى استدعت الضرورة والحاجة

وقاعدة اخرى حقيقية وهي تلك التي يقوم بتصفية افرادها بطلب امريكي وهي ما قصدتها بدليل اتهام نظام صالح لها

والا مالفائدة من الاتهام جزافا؟

امريكا؟

ايضا نفس المصادر الحكومية اتهمت الولايات المتحدة بالوقوف وراء العملية وايضا وكماالاتهام السابق ليس بناء على ادله ولكن هذه المرة لاسباب منها قوة ودقة العملية من حيث التوقيت والتصويب وتعقيدات المكان الذي يعتبر الحصن الحصين للرئيس ...

الولايات المتحدة قد يكون لها من الاسباب ما يدعوها للاعتقاد بل الجزم بأن صالح اصبح هدفا رئيسيا لها خصوصا بعد قيام صالح ابتزازها عن طريق التلويح بل التنفيذ بتسليم ابين لمسلحي القاعدة او ارهابيين مجهولين .. كذلك قيام صالح بأخلاء عدن بما لها من اهمية استراتيجية قصوى من افراد الامن تمهيدا لتسليمها لمسلحين او التلويح بذلك على الاقل .. ويبدو ان صالح عند هذه النقطة كان فعلا قد تجاوز الخط الاحمر وبدأ اللعب بالنار .. عوضا عن كون صالح مستهلكا ونظامه المهترأ لم يعد مفيدا بعد تخلى الكثير من السياسيين ورجال القوات المسلحة والامن ورجال القبائل وغالبية الشعب اليمني عنه مؤخرا

وهنا ايضا قد يتسائل احدهم ويقول : أن الولايات المتحدة لن تجد من هو مثل (صالح) ليحل محله .. خصوصاً بعد أن سمح لطائرات الأمريكان بأن تتجوّل في سماء اليمن وكأنها في امريكا، وكان رجلها الأول في اليمن .. حيث اصبح من الممكن القول انه لم تعدهناك خطوط حمراء للولايات المتحدة للتدخّل في اليمن .. وقد سمعنا مؤخراً عن وجود قوّات لها لتدريب يمنيين في مكافحة الإرهاب .. ما الذي تريد امريكا اكثر من ذلك؟ ..

للرد على هذا الطرح نقول: صالح رجل امريكا الاول نعم ولكنه ليس افضل من مبارك بأي حال او مقارنة ...صالح (كان) رجل امريكا حتى وقت قريب

ولكن بعد الاحداث وثورة التغيير انقلبت الاحداث رأسا على عقب ..واصبح صالح يهدد مصالح امريكا وقد جائت تصريحات امريكية رسمية تعلن ذلك في الفترة القريبة الماضية

امريكا لا تريد صالح كشخص ولكنها مع مصالحها التي بدأ صالح بتهديدها

عوضا عن كونه رجل غير مقبول في البلاد مؤخرا ..امريكا تريد اليمن ولا يهمها ان كان صالح او غيرة يحكمها مادامت مصالحها مستقرة

وايضا هذا التحليل استند على الاتهام الموجه من نظام صالح لامريكا

اولاد الاحمر؟

رغم نفيهم لاي صلة لهم بالحادث ورغم تورع الرئاسة عن توجيه الاتهام لهم في التصريحات الاخيرة ..الا اننا لا يمكن ان نتجاهل ان الرئيس قد قام فعلا بمحاولة تصفيتهم مع عدد من كبار المشائخ واصحاب النفوذ مما حدى بالقبائل الى اهدار دم الرئيس ..

قد يقول قائل أن قدرات اولاد الأحمر لن تكون بمستوى تخطّي الحواجز الأمنية والعسكرية التي أحاط بها (صالح) نفسه .. وبالتالي لا يمكنهم إمتلاك تلك القذائف والتخطيط الدقيق الذي تمّت من خلاله العملية ..

وللرد على هذا التساؤل نقول:

يجب الاشارة الى صالح منذ ان عقد النية على توريث الكرسي لابنه احمد دأب حثيثا على تمهيد الطريق له وازالة كل العقبات التي يمكن ان تعترضه سواء كانت العقبات متمثلة في اولاد الاحمر او حتى اقرب الاقربين لصالح ممن كانوا بمثابة ذراعة اليمين طيلة فترات حكمة وخصوصا في مراحلها الصعبة..ولا ننسى ان الشيخ الاحمر الاب تعرض لمحاولة اغتيال او ربما كانت كذلك كما نشرت بعض الصحف

الحراك الجنوبي؟

قبل العملية بأيام قرأنا عبر الصحف خبر زيارة على سالم البيض للسعودية ومن ثم الى الولايات المتحدة وهذا طبعا لايدل على شئ ان استبعدنا توقيت الزيارة ..

قد يتسائل البعض ويقول أن الحراك الجنوبي بغض النظر عن طول الفترة التي نشأ فيها إلا أنه تأثيره لم يكن بتلك القوة، ولا يعدو كونه خروجا لمضاهرات سلمية، ليس لها تأثير حقيقيا على المناطق المجاورة عوضا عن العاصمة صنعاء .. وكذلك قدراتهم العسكرية والتقنية، لا يمكنها أن تخترق النطاق الأمني والعسكري للرئيس ( صالح) خصوصاً في هذه الفترة العصيبة .. حيث إشتداد المعارك بينه وبين آل الأحمر ..

 

وللرد على هذا الطرح نقول: نعم كان لدى الحراك وقت طويل ولكن لم تكن الفرصة مواتية مثلما هي الان حيث صالح في اوج ضعفة السياسي والعسكري

والتأييد الشعبي وهذا التحليل السريع استندعلى الزيارة الغريبة للبيض في هذه الظروف والتوقيت

دول الجوار؟

تعنت صالح واصراره على البقاء في السلطة ومحاولته جر البلاد الى حرب اهلية التى لا يستطيع احد التكهن بعواقبها حتى صالح نفسه .. هذه الاسباب تجعل من صالح خطرا اقليميا محدقا ..ليس على السعودية فحسب وانما على كل المنطقة ..

قد يعترض البعض قائلا: أن (صالح) هو الشخص الوحيد الذي تعتمد عليه السعودية في أخذ ما تريده من اليمن في علاقاتها .. فباع لها أراضي الشمال بثمن بخس.. ويعتبر درعها الحصين ضد أفراد تنظيم القاعدة .. ناهيك عن حربه ضد الحوثيين، ودعمه السياسي لها من خلال إتباعه لسياستها .. وما إنسحابه من قمة (قطر) الذي دعى هو نفسه لها، ببعيد .. وغيرها من مواقفه الداعمة لها ..

وللرد على هؤلاء نقول: نعم حقق صالح مكاسب كبيرة للسعودية ولكنه حاليا لم يعد صالح القوي

وبالتالي هو ورقة مستهلكة وانتهت صلاحيتها وكرت محروق

اقاربه؟

خلال فترة حكمة قام صالح بتصفية بعض المقربين منه او تصفية ابنائهم وانا لا اريد اوجه الاتهامات جزافا ولكن هؤلاء المقربين يعلمون اكثر منى بهذا الامر ..

قد يتفق معي كثيرون في هذا الطرح خصوصاً ان الضربة ربما أتت من الداخل .. حيث ان الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بها لديهم من المعلومات ما لا يمكن لغيرهم (المقربون) من معرفتها قبل تنفيذ العملية .. سواء كانت زراعة قنبلة .. أو قذيفة .. أو عبوّة ناسفة أو حتى صاروخ موجّه .. ..

واخيرا الحوثي وكلنا يعلم بأمر الحروب الستة ..

قد يرد البعض قائلين : أن الحوثيين تاثيرهم ضعيف في صنعاء، ولو كانوا يقدرون على فعل شيء لفعلوه في وقت أفضل من الآن .. كم أن قدراتهم الحربية والتقنية، لا يمكنها أن تخترق النطاق الأمني والعسكري للرئيس (صالح) خصوصاً في هذه الفترة العصيبة .. خوصا بعد إشتداد المعارك بينه وبين آل الأحمر ..

وللرد على هذا القول : الحوثيون قوة لا يستهان بها ... وقد اثبتوا ذلك على الارض ولا نحتاج الى برهان ..واذا ما فكرنا بنوعية الضربة ...وفكرنا بعلاقة الحوثيين القوية مع ايران!!!..لا ادرى !!..تظل تخمينات

من هذا كله نخلص الى ان صالح لديه من الاعداء مما يجعلنا نجزم بأن قرار تصفيته قد تم بالفعل وبموافقة عدة جهات وتوافق عدة مصالح ..وانها لم تكن بالعملية السهلة ..فلو كانت من خارج القصر فتلك مصيبة وان كانت من داخلة فالمصيبة ادهى واعظم..وعمليه مثل هذه تكلف الملايين من الدولارات

وان الذي قام بضغط الزر او سحب الزناد لا يزال موجودا ولا تزال في جعبته الكثير من القذائف او الصواريخ... وانه من المستحيل ان تكون جهة واحدة هي المسئولة وانما كانت الضربة كنتائج طبيعي لعداء صالح لكل هذه الترسانة القوية من الاعداء الاقوياء وكل منهم يمكن ان يؤدي دورا محددا في العملية سواء دعما لوجستيا او ماديا او سياسيا

قد يبقى احتمال واحد اخير ..يجعل من العملية سهلة وغير مكلفة حتى لو كانت من الداخل ..ولكني اترك التفكير فيها للقراء..

في ظل هذه الظروف ..قد تشير تلك العوامل والمعطيات الى أن عودة الرئيس صالح الى الحكم قد تكون بمثابة حكما بالاعدام او انتحارا ..