من اجل ان تظل ثورتكم سلمية
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 6 أيام
الإثنين 16 مايو 2011 10:58 م

 يا شباب الثورة لقد احسنتم صنعا عندما خرجتم في ثورة سلمية. فاحرصوا كل الحرص على ان تظل كذلك. فذلك هو خياركم الوحيد الاقل كلفة لكم و للشعب.

 صحيح ان ثورتكم طال وقتها مقارنة بالثورات الاخرى و لكن تاكدوا انها ستنجح في اخر المطاف و ستكون اكثر بهاء و اصالة و تمجيدا اذا ما حافظتم على سلميتها.

 الثورة العظيمة و الناجحة هي تلك التي تنجح في المحافظة على مشروعية مطالبها و سلامة وسائلها لتحقيق ذلك. فلا يهم الوقت الذي تستغرقه. فالمهم هو ان تكون نتائجها عظيمة.

 ان الحفاظ على سلمية ثورتكم يكمن في السعي لتحقيق مطالبكم المشروعة من خلال الوسائل السلمية. و ما من شك ان من اهم هذه الوسائل الاعتصامات و المظاهرات. بالاضافة الى ذلك فلا تستخدموا العنف حتى في حال الدفاع عن النفس.

 عليكم ان تدركوا ان سلاحكم القوي في ظل الثورة السملية هو استخدام العنف من قبل الطرف الاخر لمنعكم من ممارسة حقوقكم المشروعة و بالوسائل المشروعة. فاذا ما تم استدراجكم الى مواجهة العنف بالعنف فإنكم ستفقدون تميزكم الثوري و الاخلاقي.

 صحيح انه قد يترتب على ذلك التضحية بالأرواح لكن ذلك ضروي و لا مفر منه. فاذا ما قابلتم العنف بالعنف حتى في حال الدفاع عن النفس فإنكم ستكونون قد خرقتم اهم وعد قدتموه و هو النضال السلمي. و في هذه الحالة فإنكم ستبررون استخدام العنف من قبل الطرف الاخر.

 و اذا كان الامر على هذا النحو فانه ينبغي الحرص على عدم اقحام الجيش من الوحدات التي دعمت الثورة في نضالكم. ذلك ان عملا كهذا سيحول الثورة السلمية الى ثورة مسلحة. هذا من ناحية و من ناحية اخرى فانه سيحتم على هذه الوحدات ان توجه سلاحها الى صدور اليمنين أيا كانوا. و في هذه الحالة فإنها ستكون طرفا في الصراع.

 فاذا ما حدث هذا و لا سمح الله فان ذلك سيطيل فترة الثورة و سيزيد من تكاليفها و سيجعل معالجة ما بعدها امرا في غاية الصعوبة. فاذا ما تم الحفاظ على حيادية هذه الوحدات فإنها ستعمل في ما رحلت ما بعد الثورة على ملئ اي فراغ امني و ستحظى بثقة كل افراد الشعب. و لا شك ان ذلك سيسهل عملية بناء الدولة الحديثة.

 و من اجل الاستفادة من طول وقت الثورة فانه من المفيد لكم و لها ان تسعوا الى انجاز خارطة طريق لما بعدها. و في هذا الاطار فاحرصوا كل الحرص على ان تكون المرحلة الانتقالية متوافقة مع الممارسات الديمقراطية. ان عدم الحرص على تحقيق ذلك يعني ان ثورتكم ستكون ناقصة مما قد يحتم قيام ثورة جديدة. و لا شك ان ذلك غير مفيد و غير مرغوب لعدم قدرة البلاد على تحمل تكاليف ثورتين متتالتين.

 و فقكم الله الى ما فيه خير اليمن و تقدمه و ازدهاره و استقراره.