هكذا خدع السلاليون أمريكا والغرب
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و يومين
الجمعة 18 فبراير-شباط 2022 07:51 م
 

أكثر من أربعين عاما والاماميون السلاليون يجوبون أبواب سفارات الغرب والشرق والمنظمات الدولية وهم يتباكون على مظلوميتهم كطائفة دينية اقلية شيعية في اليمن.

ابتعثوا بناتهم وأبنائهم للدراسة في أشهر جامعات الغرب, وعادوا موظفين وعامين في عشرات من المنظمات الدولية والحقوقية والأممية, وظلت أكذوبة المظلومية حديثا يتعالى في سياق التقارير الصاعدة إلى مكاتب وأروقة الدول الأجنبية قبل انقلاب 2014م, حتي باتت فكرة الأقليات محل اهتمام من الإدارة الامريكية خلال العقدين الماضيين ليس في اليمن فقط بل وفي المنطقة بشكل عام , حيث تحولت هذه المفردة إلى ملف استخباراتي عالي الأهمية وتربع حتى أصبح ضمن الملفات التي تتعامل بعها الخارجية الامريكية ذريعة في التدخل مع حكومات المنطقة العربية تحديدا ومناطق العالم الثالث عموما.

وعبر خطاب المظلومية صعد الحوثيين إلى طرح طموحاتهم المستقبلية مع مكاتب السفارات الأجنبية وتحديدا ذات التأثير الخارجي , حتي وصلت تلك المظلومية إلى رحم التقارير الدولية والمنظمات الحقوقية قبل وصول انقلاب المليشيات الحوثية بسنوات.

كما وثقت معطيات تلك التقارير الحديث عن ضرورة دعم الأقلية الشيعية في اليمن , وأهمية التعامل معها, ومنها تصاعد خطاب العمالة من التيار السلالي مع تلك الجهات الدولية وفي مقدمتها الجانب الأمريكي.

اليوم بثت قناة المسيرة الحوثية تصريحات لوزير خارجيتهم يطالب فيها ضرورة ايصال ما أسماه مظلومية الشعب اليمني لكل العالم وشرح معاناته ومآسيه "حد وصفه" بمختلف الطرق والوسائل وأكد أن هذا ما ستعمل عليه المنظمات المدنية والمحلية والخارجية.

تصريحات تستدعي فيها" الهاشمية السياسية" التجربة السلالية السابقة في الوصول إلى أذان وأحضان المجتمع الدولي ,فعبر هذا الخطاب تنظر المليشيات الحوثية أنه لا مكان لموت أمريكيا ولا إسرائيل وانما يجب التواصل بكل محبة وتودد وانبطاح.

المظلومية... تلك المفردة التي تسلق عليها " الاماميون الجدد" قرابة أربعة عقود, واليوم يحاولون العودة إلى ذات الخطاب والتجربة خاصة ,بعد تصاعد غضب المجتمع الدولي عليهم , وتحديدا بعد تنمرهم على كل مبادرات السلام الدولية والاممية.

تناسي الحوثيون عندما وصلوا على سدة الحكم عبر الانقلاب على الشرعية, كيف تحولوا بين عشية وضحاها إلى ذئاب ضارية ووحوش جارحة , لا تعرف الرحمة ولا التعايش مع الاخرين.

تناسى الحوثيون عنما وصلوا إلى كرسي الحكم كيف مارسوا القمع والاقصاء والتنكيل لكل مواطن خالفهم في الرأي والرؤية.

تناسى أصحاب " المظلومية "كيف أباحوا دماء وأموال وممتلكات كل من رفض الايمان بهم او التسليم بسيطرتهم.

لقد فاقوا داعش والقاعدة في الألاف الجرائم التي مارسوها على الملايين من أبناء اليمن وتسببوا في تهجير أكثر من ستة مليون يمني وهي سابقة لم يعرفها تاريخ اليمن.

تناسى الحوثيون عندما وصلوا للحكم كيف سيطروا على المؤسسات والشركات وأرغموا كل مكونات الدولة والقطاع الخاص بقوة الحديد والنار ان تصب لصالحهم وتمضي وفق أهدافهم وسياساتهم.

لم يبق يمني رجل أو امرأة الا وطالته أذية تلك المليشيات سواء في مأكلة أو مشربة أو مسكنه أو في عمله وأملاكه.

تناسى أصحاب المظلومية السلالية كيف حولوا القضاء والامن والاستخبارات إلى أدوات لقمع وتصفية واذلال كل من كل رفض منهجهم أو تعاملهم مع الأنسان والحياة ككل.

استحلوا أملاك خصومهم عبر أدواتهم التي اغتصبوا شرعيتها وحولوا القضاء إلى قواد يفتي لهم بإباحة كل ما عشقته عيونهم أو استهوته قلوبهم من أملاك الاخرين، وياليت الامر ينتهي عند ذلك بل يختلقون لخصومهم عشرات التهم الكيدية التي أهونها كيدا الحكم بالموت.

نحن نقف اليوم أمام جماعة تريد أن تمضي في صناعة الكهانة والدجل على الاخرين مجددا عبر مفردات المظلومية, وخطاب التذلل للمجتمع الدولي ,لكن أبناء اليمن يخاطبونهم اليوم وبلسان واحد" لقد فاتكم القطار" لقد خبرنا حقيقتكم وخبثكم وسوء فعالكم, فلا مكان لكم إلا في مكبات التاريخ, وكهوف الظلام.

وعلى الباغي تدور الدوائر.