حقائق خفية حول كورونا في صنعاء.
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 27 مايو 2020 04:44 م
 

نشرت قبل نصف شهر مقالة (كورونا خمسة نجوم .. الحوثيون يتهربون) وأنا أقصد ضمناً وضع قيادات حوثية مختلفة المراتب والمناصب في محجر فندق شيراتون الصحي الذي اختاروه مكانا يليق بحجم فخامة قيادات الجماعة, رغم أن كورونا لا يفرق بين الكبار والصغار, ولا بين قنديل وزنبيل.

وإذا سألتهم للمرة العاشرة سيقولون أنه لا توجد عندهم كورونا ولا عصيدة أو مكرونا , حتى الصومالي المتوفي الوحيد الذي دشنوا به الإعتراف الرسمي بالوباء سيقولون أنهم فوجئوا لاحقا ببعثه من القبر ويمارس حياته الطبيعية في باب اليمن!!. سبحان من يحيي العظام وهي رميم .. خصوصا وأننا ازاء ارض مختطفة يتسلط على رقاب اهلها وحياتهم مُدَّعوا الكرامات والاصطفاء الإلهي والسلالات النقية.

 الأسوأ من كورونا هو جريمة تحفظ سلطات صنعاء طوال ٣ أشهر على انتشاره المخيف في صنعاء وأب وعمران منذ مارس الماضي وسط تكتم وتعتيم أمني كبير لأسباب ابرزها:

 أولًا : حتى لا يعرف الناس أن الطلاب والسياسيين والأمنيين العائدين من طهران وقم المقدسة والضاحية الجنوبية جلبوا الوباء مع عودتهم عبر سلطنة عمان مرورا بمنفذ شحن بالمهرة..

 وثانياً : تعرض قيادات حوثية بارزة قبل غيرها للعدوى قبل غيرهم شكل صدمة شخصية كبيرة لعبدالملك الحوثي الذي التقى في مخبئة ببعض من استقبلوا العائدين(الأمنيين)!!.  

ظل هاجس الحوثة التستر على مصدر المرض وليس المرض نفسه حتى لا يقال أن إيران اغدقت على اليمن وأهلها بوبائين دفعة واحدة, وباء السلالية الفكري وكورونا.

قيادات حوثية كبيرة مع أفراد أسرهم واقاربهم الآن ادركهم الوباء, وزراء, نواب, قضاء, عسكريون, مشائخ, مدراء , وغيرهم من عوام الناس .. والتعازي المنشورة هي أقل القليل بفضل جريمة التعتيم الشنيع التي حصدت أرواح المظللين قبل غيرهم وفضح تخاذل اداراتهم الفاشلة في كل شيء.

كان رمضان الفضيل بداية ذروة الوباء, لم تغلق الأسواق والمولات والمعارض والمساجد , بلغ ابتزاز ونهب أموال الناس بالباطل ذروته, إنه موسم النهب الكبير .. تضاعفت الجبايات والزكوات ومسمياتها ومصادر المال الحرام, وصميل كورونا على الخط في وجه من لا يدفع أكثر من التجار.

اليوم انتفش الوباء في مناطق سيطرة أصحاب الصرخة, وكان بالإمكان تقليل أعداد الضحايا المهولة بشيء من مكاشفة الناس وتحذيرهم من الكارثة في حينه للتحوط بدلا من تركهم الآن عاجزين بلا حيلة أو فتيلة.

إخفاء الحوثيين حقائق جائحة كورونا والاستهانة بأرواح الناس جريمة إبادة فظيعة واعتداء على حق الحياة واستهتارا وخيانة وطنية ودينية( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).

قتل التسلط السلالي الناس آلاف المرات, في مجتمع لا تتوفر فيه أدنى مقومات الرعاية الصحية التي لا تهمهم, ثم بترك الناس في غفلة عن مواجهة خطر كبير يتهددهم وحاق بهم, وزحف عليهم فجأة وطوقهم في ذروة التفشي.

 إنه قتل متعمد للنفوس المحرمة كشف حقيقة من لا يصلحون ولا يؤتمنون على إدارة البلاد والعباد, وتمادوا في استغلال ذلك اكثر بدعوتهم إلى ازهاق الأرواح بالباطل في الجبهات بدلا من الموت بوباء كورونا في البيوت !!.

لم يراهن الناس على سلطات السلاليين في انقاذهم من الجائحة لأنهم يعرفون استهانتهم بالروح البشرية, ولم تخجل سلطة عائلة بدر الدين الحوثي مما يحدث من موت جماعي منذ أشهر بمعرفتها وعلمها فخدعت اليمنيين والمجتمع الدولي وتعمدت في تفشي المرض ونقله إلى عدن ومحافظات الجنوب والشمال بلا تقوى من الله أو بقايا ضمير ..

 وأخيرا أشاعوا الرعب بين ذوي الموتى والمصابين ونشروا أدواتهم في كل مكان بما فيها المقابر والمستشفيات والحارات والقرى لتهديد وعقاب من يكشف حقيقة الوفيات وأسباب ما يجري رغبة في إخفاء حجم الضحايا .

لم ينهار النظام الصحي في اليمن لأنه غير موجود, ولكن انهارت قيم وأخلاقيات سلطات صنعاء, وتكشف خبث وعوار السلاليين وحقدهم على الحياة والناس.

تصرفوا بمنتهى اللؤم والحقد والخساسة بارتكاب مجزرة وباء جماعية لم يسلم منها مؤخرا أيضا آلاف السجناء السياسيين في معتقلاتهم , فبدلا من تصحيح مسار التضليل الإعلامي طوال هذه الفترة ونشر ثقافة مواجهة وباء كورونا والتوعية الصحية بالمخاطر أمعنوا في ترسيخ ثقافة اللامبالاة وإرهاب الناس وتمييع حقيقة الكارثة وتداعياتها وحصاد أرقام مخيفة من الضحايا كان يمكن تفاديها بضمير مسؤوول وحي تفتقر إليه كثيرا إدارة الحوثيين السيئة لكل شيء.

ولا نملك لأهلنا في عموم اليمن إلا الدعاء الخالص لهم من القلب بتجاوز محنة الأوبئة الشاملة وفي مقدمتها كرونا الكهنوت السلالي البغيض الأخطر من كل الأمراض والاسقام.

وأنا لله وانا اليه راجعون.