عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً 300مليار.. إدارة سوريا الجديدة تعد مذكرة تعويضات ضد إيران
الجنوب وقضيته العادلة ، ليس شعارا حماسيا ، وضجيجا إعلاميا ، وهتافا صوتيا ، يرفعه من شاء ثم يبادر بممارسات لا تمت بصلة لمكارم أهله وآصالة تاريخه ، أو يتاجر بحقوقه فيما يحسن وضعه ، ويرفع مركزه ، ويزيد ماله ، أو يسلم قضيته لجهة ما ، فيخدمها بما يضر الجنوب وشعبه .
هل يكفي ان يصرح كائن ما أنه مع الجنوب واستعادة حدود ما قبل مايو ٩٠م ، ليصبح وطنيا ثوريا ، وقائدا متبعا ، وناشطا مسموعا ، دون النظر في حاله ودوافعه ومواقفه .
دعونا نرجع قليلا لما مضى . أليس من الجنوب شعبا وأرضا من شكى ظلم نظام ( صالح ) وفساد إدارته ، وصرخ مطالبا بالمساواة والعدالة ثم استعادة الهوية ؟! ، فكيف نفسر خروج أفواج من أبنائه في انتخابات الرئاسة 2006م ، مناصرين مرشح المؤتمر ( صالح ) ليحققوا له النجاح أمام مرشح اللقاء المشترك ، المهندس الجنوبي فيصل بن شملان . مفارقة عجيبة مريبة .
وما يفوقها غرابة وريبة ! ، لماذا بعدها بدأ يتوافد على صف القضية الجنوبية مؤيدون جدد من شخصيات ورموز موتمرية بمختلف مراتبهم التنظيمية ؟، ليجدوا لهم مكانا محجوزا ، ليس كأفراد يتدرجون في صعود الهرم ، وإنما مباشرة أضحوا قيادات قرار ، ومشرفي ميدان ، وعباقرة تنظير ، ورجال تخطيط ، ومنظمي نشاطات ، ينصاع لهم البقية دون اعتراض ، متجاوزين بذلك هامات رسمت معالم الطريق ، ليجعلوهم توابع ترضخ للسياسة الجديدة المستحدثة .
فما الذي استجد حقا ليغادر هؤلاء مراكزهم صوريا ، ليلتحقوا بالحراك الجنوبي ؟! ، حيث أننا لم نسمع بمن قدم استقالته من المؤتمر . أهي صحوة فكر وضمير ؟ أم مراجعة حسابات وفقدان مصالح ؟ أم هو إعادة ترتيب وتدوير وفق مخطط خطير ؟ أم هو اختراق متعمد لتفريخ جينات محدثة ؟ .
ولماذا حدث ذلك بعد أن تلقى المؤتمر هزة سياسية وشعبية لم يسبق لها مثيل في أي انتخابات سابقة .
هل راجع حساباته ، وقيم استراتيجيته ، وتبين حقيقة مكانته وخطورة وضعه ،فاستبق الحدث ليسيطر على عش الحراك ، ويضع فيه بيضه المهجن ، فيفقس عن جوارح تحلق وتمزق من أجل المؤتمر وأهله ، لا عن صقور ونسور تعلو وتسمو من أجل الجنوب وقضيته العادلة .
وهذا سياسيا إجراء ينم عن عبقرية وبعد نظر ، يتمتع بها المؤتمر عن غيره من مكونات سبات الشتاء وتثاقل الخنفساء ، ويؤكد على براعة قائد المنظومة ، الجوكر الجنوبي المؤتمري ( رحمه الله ) في قراءة الواقع ومستجدات الوضع ، وما يتطلبه الغد من اجراءات تضمن نهج الزعيم وحياة التنظيم ، والبقاء مستقويا عصيا .
ومهما بلغ الخلاف الفكري والتنافس السياسي ، فهذا في فن السياسة وتخطيطها الاستراتيجي ، أمر يبعث على الإعجاب ويستحق الدراسة .
ولذا فلا تغرنك - ابن الجنوب - قوة الشعارات وعمق المصطلحات .
فإن الجنوب ليس سلعة أو منتجا يتبارى البعض في تسويقه عبر إعلانات منسقة ، ومنشورات منمقة ، وحماسة مطلقة . الجنوب وطن ذو حكمة وإيمان ، وشعب ذو أصالة وإحسان .
فمن رفع قضيته العادلة فليكن على قدر عظمة المهمة وسمو الهدف . رعاية الحرية لا تأصيل العبودية ، بناء الإنسان لا هدم الإحسان ، غرس الإخاء لا قلع الوفاء ، ترسيخ العدل لا خنق الأمل ، بث السلام لا قهر الأنام ، تجرد العائد لا نهب العوائد ، صدق الإنتماء لا زيف الولاء ، روح الوطنية لا جسد التبعية ، تحقيق الحلم لا بيع الوهم ، جدية الحماية لا غاية الجباية ، ترسيخ الأمان لا نسج الأكفان ، تقديس السيادة لا تعبد القيادة ، إخلاص العمل لا فن الطبل .
فهل هم كذلك ؟!. وهل فينا ذلك ؟ .