إنذار اخير
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 4 سنوات و 9 أشهر و 5 أيام
السبت 21 مارس - آذار 2020 08:26 م

يوعز كهنة الإمامة للفقيه محمد البخيتي بأن يصدر إنذاره الأخير قبل اقتحام مليشيات أسياده لمأرب...

يكون أثر الإنذار مئات الردود التي تجلد ظهر فقيهنا العزيز.... أما مأرب فمنشغلة عن "العروض المسرحية" بالاستعداد للدفاع عن عرش بلقيس واستعادة جمهورية القردعي..

. يصاب الفقيه باليأس، فيعود لابساً مسوح الرهبان، وملابس المداحين، محاولاً جذب أنظار أبناء مأرب التي لم تحضر في حياتها "حفلة زار" واحدة، ولم تهتم قط بنوعية قطران أحمد حميد الدين...! تذهب نصيحة الثعالب أدراج الرياح العاتية فوق رمال السبئيين...

يصاب الكهنة بالحيرة، ثم يوعزون لسادنهم بأن يكتب سطرين فيهما تهديد آخر وأخير... يعود التهديد بالنتيجة ذاتها... يزداد اليأس لدى السحرة، فيوعزون للفقيه بأن يقلب الصفحة، ويرجع لموضوعه الفقهي المفضل حول "موالاة اليهود والنصارى"، فيعود الفقيه لتوجيه رسالة لمحمد الحزمي... ويدخل في سجال مع الحزمي، إلى حين تأتيه التعليمات بالإنذار النهائي والأخير لمأرب، الإنذار رقم ألف، أو لم أعد أتذكر رقم كم...! يا بخيتي مأرب تعرف أسيادك جيداً...

ومحاولات الكهنة من خلالك لشق العصا باتت مكشوفة... والقول بأن الشرعية خذلت هذه القبيلة أو همشت تلك لن يجعل رجال مأرب يتركونها لدنس الخارجين من صفحات كتاب "شمس المعارف الكبرى"... مشكلتكم أنكم تظنون أن مأرب تدافع عن أشخاص في الشرعية، ونسيتم أن مأرب تدافع عن الجمهورية، وأن الشرعية هي شرعية من يقاتلونكم في صرواح والجوف والضالع وصعدة وحجة وتعز والحديدة والبيضاء وغيرها من محافظات هذه الأرض المقدسة...

مأرب لا تعبد الأشخاص، ولكنها تقدس الأرض التي تعرفون سخونة رمالها جيداً، أيها الفقيه العزيز... أما إذا كنت تظن أنك ستوهم الناس بمنشوراتك بأنك صاحب قرار لدى الكهنة، فاعلم أن عجوزاً بدوية ترعى أغنامها، تعرف أنك إنما تلبس السلاح في إطلالاتك الإعلامية فقط، وأن صورة واحدة لم تلتقط لك، تحت غبار المعارك...

هل تتذكر يوم حاولت تمثيل دور قيادي حقيقي، وحينها دفعك أحد عناصرهم على وجهك، وقال: رح لك، ما لك دخل؟! الكهنة-يا فقيهنا العزيز-لم يعطوا القرار لعبدالله الرزامي، رجل الحرب الشجاع الذي همشوه، حتى يعطوا الصدارة لعارضة أزياء، كل عملها أن تستعرض أمام العدسات للترويج للبضاعة...

أما نصيحتي لك فهي: اقرأ ردود القراء عليك، لتعرف أن اليمنيين يفهمون جيداً الفرق بين فرسان المعارك وعارضات الأزياء...

ونصيحة أخيرة، على طريقة إنذاراتك الأخيرة: إذا هجمت مليشيات أسيادك على مأرب، فحاول-لمرة واحدة-أن تتخلى عن دور العارضة كاندل جينز ، جرب مرة واحدة تمثيل دور عبدالله الرزامي، في الصف الأول للمهاجمين، لا الصف الأول في صالات عروض الأزياء...

والسلام....