مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام
عندما شاهدت كيف نجحت رئيسة وزراء نيوزيلندا في تحويل واحدة من أفظع المجازر في العصر الحديث من نقمة إلى نعمة تذكرت فوراً نصائح الكاتب الأمريكي الشهير ستيفن كوفي صاحب نظرية 90/ 10. ما هي هذه النظرية؟ 10٪ من الحياة تتشكل من خلال ما يحدث لنا، والـ90 ٪ من الحياة يتم تحديدها من خلال ردود أفعالنا. ماذا يعني هذا؟ معنى هذا الكلام أننا في الواقع ليست لدينا القدرة على السيطرة على الـ 10٪ مما يحدث لنا، فنحن لا نستطيع منع السيارة من أن تتعطل أو الطائرة من الوصول متأخرة عن موعدها (مما سيؤدي ذلك إلى إفساد برنامجنا بالكامل)، أو سائق ما قطع علينا حركة المرور أو السير. فنحن في الواقع ليست لدينا القدرة على التحكم بـ10٪ ولكن الوضع مختلف مع الـ90 ٪، فنحن من يقرر كيف يمكن أن تكون الـ90 ٪ كيف ذلك؟ عن طريق ردود أفعالنا …
نحن لا نستطيع التحكم في إشارة المرور الحمراء، ولكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا، لا تدع الآخرين يجعلوك تتصرف بحماقة، أنت تستطيع أن تقرر ما هي ردة فعلك المناسبة. دعونا نستخدم هذا المثال: كنت تتناول طعام الإفطار مع عائلتك وفجأة أسقطت ابنتك الصغيرة فنجان القهوة على قميص عملك. لم يكن لك دور فيما حدث هنا ولكن ما سوف يحدث لاحقاً سيتقرر حسب ردة فعلك …بدأت بالصراخ و الشتم و قمت بتوبيخ ابنتك..
فأخذت الطفلة في البكاء، ثم استدرت إلى زوجتك موبخاً إياها لوضعها الفنجان على حافة الطاولة، وبعد مشادة لفظية قصيرة بينكما، اندفعت إلى الطابق العلوي وقمت بتغيير قميصك ومن ثم عدت إلى الطابق السفلي، فوجد أن ابنتك قد انشغلت بالبكاء عن إنهاء فطورها والاستعداد للمدرسة، و نتيجة لذلك فاتها باص المدرسة، و زوجتك كان لا بد أن تغادر لعملها.. اضطررت إلى إيصال ابنتك بسيارتك الخاصة إلى المدرسة، وبما أنك متأخر قدت سيارتك بسرعة 40 ميلا في الساعة من أصل 30 ميلا في الساعة كحد أقصى..
وبعد 15 دقيقة تأخير ودفع مخالفة مرورية بقيمة 60 دولارا، وصلت إلى المدرسة.. ركضت ابنتك إلى مبنى المدرسة دون أن تقول لك مع السلامة.. و بعد وصولك إلى المكتب متأخراً 20 دقيقة، وجدت أنك قد نسيت حقيبتك ….فها هو يومك بدأ بصورة سيئة واستمر من سيئ إلى أسوأ..
بعد عودتك إلى المنزل تجد توتراً في العلاقة بينك وبين زوجتك وابنتك. لماذا ؟ بسبب ردود أفعالك منذ الصباح. نحن لا نستطيع التحكم في إشارة المرور الحمراء، ولكن نستطيع السيطرة على ردة فعلنا، لا تدع الآخرين يجعلوك تتصرف بحماقة، أنت تستطيع أن تقرر ما هي ردة فعلك المناسبة تصوروا لو أن رئيسة وزراء نيوزيلندا تصرفت كالزوج الذي انسكبت القهوة على قميصه! لربما تحولت المجزرة وبالاً على البلاد لعقود وعقود.
لكن بدل من ذلك فإن الطريقة الحكيمة والذكية التي استخدمتها الحكومة النيوزلندية صنعت من المصيبة فائدة عظيمة، على مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد. من كان منكم يعرف الكثير عن نيوزيلندا قبل المذبحة الشنيعة؟ قليلون جداً. ماذا نعرف عن نيوزيلندا ذلك البلد البعيد المنعزل عن العالم؟ ربما نتذكره باللحم النيوزلندي الذي تصدره نيوزيلندا إلى الخليج، أو ربما يعرفه البعض بعسل المانوكا الشهير. هذا كل ما نعرفه عن نيوزيلندا. لكن الآن وبعد كارثة المسجدين، صارت نيوزيلندا علماً دولياً يضرب به المثل في الحضارة والتسامح والإنسانية. لقد فكر النيوزلنديون ملياً.
ماذا نفعل بهذه الكارثة التي لوثت سمعة بلدنا وجعلت العالم أجمع يتذكر بلدنا فقط من خلال هذه المذبحة الرهيبة؟ لو لم نتصرف بسرعة ونقلب الآية، لتلطخ اسم نيوزيلندا بالدم لعقود وعقود. لكن الذكاء النيوزلندي قلب الآية فوراً لصالحه، فراحت رئيسة الوزراء النيوزلندية جاسيندا آرديرن تواسي الضحايا وتستنفر البلاد كلها للوقوف مع أهالي الضحايا ومواساتهم ورفع شعار الإخاء والإنسانية.
لم يبق أحد إلا وأثنى على الطريقة الرائعة التي استخدمتها آرديرن لتجميل صورة بلدها وتنظيفها من الدماء التي لزقت بها جراء المذبحة. لقد أصبح اسم رئيسة الوزراء على كل لسان؟ وغدت جاسيندا ملكة الرحمة والتسامح، وقد رشحها البعض لنيل جائزة نوبل على تعاملها التاريخي مع تبعات المذبحة. ولو سألت الناس الآن عن نيوزيلندا لربما تذكروا كيف تعاملت آرديرن مع المذبحة أكثر مما يتذكرون المذبحة الرهيبة نفسها.
ولا بد أن نتذكر أيضاً كيف نجحت تركيا في استغلال جريمة خاشقجي لصالحها بدل أن تصبح وبالاً عليها، خاصة وأن الصحافي السعودي تعرض للنشر والشوي على أرضها.
لكن الأتراك قلبوا الطاولة على السعودية وقدموا أنفسهم على أنهم دولة من الطراز الرفيع تعرف من أين تؤكل الكتف وكيف تراقب دبيب النمل، بحيث فضحت المجرمين وبلدهم ولم تترك الجريمة تنال من سمعتها مطلقاً. لماذا يا ترى نحن نصنع من الحبة قبة، بينما الآخرون يصنعون من القبة حبة؟ لماذا نترك أبسط الأحداث تنال من بلداننا بدل أن نستغلها لصالحنا. هل يا ترى كانت سوريا لتصل إلى هنا لو تصرفت القيادة الغشيمة على طريقة نيوزيلندا أو تركيا؟
كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com