في بطولة خليجي 26: المجموعة الأولى ''حبايب'' وتنافس مثير في الثانية القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل
لست هنا لأناقش تفاصيل الحدث ، إنما لأعيد تصحيح بعض المفاهيم عن هذا الرجل الوطني ، وخاصة مع ظهور معلومات جديدة بين الفينة والأخرى تفيدنا لقراءة أكثر عمقاً ، وأكثر عدالة .
الحمدي رجل متميز وقائد عظيم استطاع انتشال البلد من وضعها في مرحلة حرجة تكالبت فيها الأكلة على اليمن ، ولا خلاف في ذلك ، وأكنُّ لهذا الرجل كل احترام وتقدير .
من خلال قراءة متأنية في الأحداث التي تمت وملابساتها استطيع تقرير العديد من الحقائق .
الحمدي لم يكن ذو خلفية ناصرية أو ميول من هذا القبيل ، وارتباطه بالناصريين جاء متأخراً وتحديداً بعد أن أصبح رئيساً وأكثر تحديداً في المؤتمر العام الخامس بالحديدة بتاريخ 15 / 4 / 1976م في حين كان قد قام بالحركة التصحيحية في 13 / 6 / 1974م والذي وافق رغبة لديه في البحث عن تنظيم يشكل حاضنة شعبية ومحرك بين الجماهير لتأييد قراراته شعبياً , وخاصة بعد إدراك الحمدي حجم قوى المقاومة لقراراته بتقليص دور القبائل ومشائخها والسعي لتحرير القرار الرسمي من هذا العنصر .
لم يكن أمام الحمدي خياراً إلا تنظيم الناصريين لأنه أدرك امتلاكهم هذا التوجه والذي يوافق لديهم رغبة بالانتقام من القبائل الذين دخلوا في حرب مفتوحة مع المصريين في عهد زعيمهم الروحي جمال عبد الناصر ، ومقاومة التدخل المصري الرامي إلى التحكم بالقرار اليمني وميل مشائخ القبائل – وخاصة الشمالية - إلى تفضيل الارتماء في حضن الجار السعودي لاعتبارات عديدة ومتشابكة .
أضف إلى ذالك أن الناصريين يكنون عداءً للقبائل والتشكيلات الشعبية المحافظة لان فكرهم لم يستطع التوغل بين هذه القبائل فيما استطاع فكر الإخوان المسلمين ( العدو الفكري للناصريين ) من الانتشار هناك لأسباب عديدة أهمها الطبيعة المحافظة لقبائل اليمن والنزعة نحو التدين واحترام المتدينين .
ارتبط الحمدي بالناصريين سياسياً فيما لم تكن له خلفية فكرية ناصرية ولو كانت هذه الخلفية موجودة لكانت الأحداث غير الأحداث .
بحسب الوقائع التاريخية في المنطقة فالناصريون دمويون ويميلون إلى تصفية الخصوم وهذا مالم يفعله الحمدي ، وقاد انقلاباً أبيضاً لم تسيل فيه الدماء ، ولم يصفِ أحد من خصومه أو معارضيه ، وهذا دليل اكبر من واضح على حجم الفارق بين فكر الحمدي وبين الفكر الناصري .
ومما يؤيد وجهة النظر هذه أن الحمدي كان متديناً ويحب المتدينين ، ولم يذكر عنه ما يؤيد نزعة العداء التي كان يغذيها التوجه الناصري آنذاك ، فهم يعتبرون المتدين رجعياً ويعتبرون الإخوان المسلمين عدو تاريخي يجب اجتثاثه فيما هادنهم الحمدي ومكن لهم كذلك .
باختصار ..... الحمدي رجل وطني بامتياز ، جمع حوله كل فئات المجتمع بمختلف المشارب وبجميع التوجهات ، وقدم نفسه بحجم الوطن الذي تحمَّل مسؤليتة ، وتعامل مع كافة الجماعات والأفكار على مسافة واحدة ، ولم يكن حكراً على فئة بعينها ، ولم يصنع لديه هذا الشموخ إلا كونه جاء من مدرسة الوطن ومن صفوف الجنود المخلصين .
مع احترامي لكل الإخوة الناِصريين إلا أنهم استغلوا الرجل ليقدموا أنفسهم للمجتمع بإنجازاته ، في حين لا تشير أي من الدلائل أن الرجل جاء من المدرسة الناصرية إنما تعامل معهم لتحقيق مكاسب سياسية وهذا في عرف أرباب السياسة لاغبار عليه ولا مآخذ .
دمتم سالمين .......