القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني بعد احتلالها أراضي سورية...تركيا تحذر إسرائيل ... إدارة العمليات العسكرية تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي السورية ماعدا هذه المساحات برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين صقيع وضباب على هذه المناطق في اليمن خلال الساعات القادمة هكذا خدع بشار الأسد جميع المقربين منه ثم هرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للمخلوع في دمشق الإعلان عن قائمة المنتخب اليمني المشاركة في خليجي26.. ومباراة ودية أخيرة أمام عُمان
لا يمكن لأحد الزعم بأنه يستطيع تقديم تقييم متكامل وموضوعي لظاهرة الحراك السلمي بما له وما عليه، لكن لا بد من الاعتراف بأن الحراك قد مثل لحظة نوعية في تطور النضال السياسي في البلاد وانتهاج طريق جديد غير مسلوك من قبل وهو النضال السلمي، ومع ذلك فبقدر ما حقق من قفزة في نضال الشعب في الجنوب، فإن طريقه لم يكن خاليا من الهفوات والأخطاء التي ليس هنا مقام استعراضها، لكن المهم الآن التأكيد أن الحراك السلمي لم يستنفد بعد رسالته التاريخية وما يزال وجوده يمثل حاجة ضرورية وملحة للنضال السلمي الجنوبي حتى الحل العادل للقضية الجنوبية التي تكتسب كامل المشروعية والأهلية نظرا لمضمونها الوطني والسياسي والحضاري والحقوقي والإنسانية.
ومثلما كان الحراك السلمي الجنوبي ملهما لكثير من الثورات السلمية العربية وفي مقدمتها الثورة الشبابية اليمنية السلمية فإنه ما يزال يستطيع أن يقدم الشيء الكثير للقضية الجنوبية أولا ولإثراء الحياة السياسية اليمنية بشكل عام، غير إن هذا يقترن بمجموعة من المقتضيات التي تستدعيها طبيعة القضية الجنوبية وتعقيداتها وما شهدته الساحة اليمنية من تغيرات عاصفة خلال العامين المنصرمين وعلى الأخص ما وصلت إليه الثورة الشبابية السلمية اليمنية.
هناك الكثير من الضرورات تستدعي من الحراك السلمي أخذها في الاعتبار وهو يواصل خوض معركته السلمية العادلة ومن أهمها:
1.الحفاظ على الطابع السلمي المدني المعبر عن الرغبة في تحقيق الحرية والعدالة واستعادة الحق المنهوب والوطن المسلوب وعدم الانجرار إلى بعض دعوات العنف الطائشة التي كثيرا ماتمنتها أجهزة السلطة ويرغب البعض في الانجرار إليها، لأن الوقوع في هذا المطب سيقود الحراك إلى معركة غير متكافئة وسيقلص من جماهيريته ومساحة التعاطف مع مطالبه المشروعة والعادلة وسيحوله إلى ظاهرة مرفوظع محليا وعربيا وعالميا.
2.تطوير الخطاب السياسي من خلال تبنى خطاب سياسي متوازن يبتعد عن التشنج والعدائية والاستفزاز ويركز على إبراز الحقائق المتصلة بمضمون القضية الجنوبية، خطاب يميز بين السياسات الجائرة التي أنتجت مآسي الجنوبيين وصانعيها، وبين من هم مجرد مستفيدين من المصالح التي نشأت بعد الحرب ممن لا ذنب لهم في معاناة المواطنين الجنوبيين وقد يكونون حلفاء للجنوبيين في صناعة التغيير في اليمن عموما وفي الجنوب على وجه الخصوص.
3.الحرص على حشد المزيد من الأنصار في الداخل والخارج ممن ينبغي إقناعهم بعدالة القضية الجنوبية كي يتضامنوا معها وينتصروا لها، وذلك لن يأتي من خلال اللغة العدائية والإقصائية وادعاء التميز واتهام الآخرين بالتخلف، بل من خلال إبراز المثل الأعلى في التواضع والصدق والتركيز على القضايا الكبرى، والجوهرية وترك الفرعيات والجزئيات للزمن الكفيل بإبراز الحقيقة وإزهاق ما عداها.
4.التقدم ببرناج سياسي واضح يقنع الناس بأن الحراك حركة سياسية ذات أفق ناجح ومدرك لما يريد وليس فقط مجموعة من الساخطين المتألمين من الظلم والإقصاء والتهميش والرافضين للوضع غير السوي بحثا عما هو أفضل منه.
5.التركيز على صنع قيادات جديدة مقبولة وأبراز قيادات شبابية تتعامل مع العصر ومعطياته وأدواته، وتدرك طبيعة الوضع اليمني والإقليمي والدولي الراهن، ومتى تستقطب الأنصار، وكيف تحافظ على مؤازرتهم.
6.خوض عملية حوارية جنوبية ـ جنوبية، تستهدف قضيتين أساسيتين، هما تشكيل جبهة وطنية جنوبية عريضة تستوعب كل المكونات السياسية الجنوبية، وإقرار وثيقة الحد الأدنى للعمل السياسي الجنوبي المفترض أن تتضمن القواسم الرئيسية المشتركة بين جميع الجنوبيين، والعمل على أساسها مع حق كل طرف في الاحتفاظ برؤاه في ما يخص قضايا التباين والاختلاف.
أخير إن الكثير من الفعاليات السياسية والتصريحات وما يكتب أو ينشر من قبل غالبية المحسوبين على الحراك السلمي الجنوبي يعبر عن حجم السخط تجاه السياسات الجائرة التي عومل بها الجنوب بعد 1994م، وهذا السخط والاستياء له ما يبرره، وعلى صناع القرار والسياسيين اليمنيين عموما أن يدركوا ذلك، لأن استمرار إرغام الناس على تقبل ما هو مرفوض أمر مستحيل وهذا الوضع المرفوض سيزول عاجلا أم آجلا، لكن ما تنبغي ملاحظته أن هذه المواقف والخطابات والكتابات والتصريحات تقوم على المشاعر العاطفية، ولم يكمل هذه المشاعر موقف سياسي مدروس ومقر من قبل هيئات سياسية متبلورة ويتجسد في برنامج أو وثيقة سياسية متكاملة، . . إن العواطف لا تصنع سياسات ولا تبرر مواقف، بل إن ما يصنع السياسات هو البرامج والهيئات والعمل العقلاني المدروس، وهو ما ينتظر أن يقدمه الحراك السلمي الجنوبي ونحن على مقربه من العملية الحوارية المنتظرة خلال الأشهر القليلة القادمة.
برقيات
* رغم الحملة الشعواء غير المبررة التي يشنها الكثير من المحسوبين على الحراك السلمي الجنوبي، ضد مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خلال الأشهر القادمة، ما يزال هذا المؤتمر المنتظر يمثل فرصة ذهبية لا تعوض لعرض القضية الجنوبية وإيصالها إلى مسامع الجميع، وبالتالي طرح الخيارات لحل القضية الجنوبية بما يرتضيه أبناء الجنوب.
* يقول الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر:" لقد كشف لي التعذيب في السجون أن الإنسان هو أكثر الحيوانات فحشا وضراوة، ، ،. . . وجبناً !! "
* قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
خذوا حظّكم يا آلَ عِكرِمَ واذكرُوا .....أواصرنا والرحمُ بالغــيبِ تذكرُ
وَإنّــا وإيــّاكــُمْ إلـى مـانَـسُومُـكُمْ لمثلانِ،...... أو أنـتمْ إلى الصلحِ أفقرُ
إذا ما سـمعنا صارخاً معجتْ،بنْا ...إلى صَوْتِهِ وُرْقُ المَراكِلِ ضُمَّرُ
وإنْ شلَّ ريعانُ الجمــــيعِ،مخافةً ... نقولُ، جـهاراً: ويحكم، لاتنفروا