إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
لقد بدأت لعبة الشطرنج الأخيرة بالتحرك منذ بداية فبراير للعام الحالي حين أعلن الشعب استعداده لكشف صالح أمام العالم كيف كان متلاعباً وغشاشاً في قوانين وجولات اللعبة خلال 33 عاماً وأصر الشعب على أن يظهر الوجه الحقيقي لإدارته في اللعبة التي ظن أنه لن يكشفه فيها أحد وسيتربع طويلاً على طاولة الشطرنج ومع هذا عمل الشعب على كشف مخططاته للعب خلال تلك الفترة التي ظن بأنه قد وصل بها إلى (النبوة) في نظر شعبه ومع هذا فقد أوشك على السقوط حين سعى لارتكاب أخطاء غير مسموح بها في لعبة السياسة التي صنعها وترك أتباعه من القطع التي يستخدمها يتجاوزون المربعات المخصصة لهم ..
لقد انتهت المفاوضات والمحاولات العديدة للحوار والتوصل لحل يرضي جميع الأطراف المتواجدة في الواجهة التي تمثل اليمن اليوم وخاصة الممثلة للثورة اليمنية إلا أن مراوغة صالح المعتادة عرقلت تلك العملية مراراً وتكراراً محاولاً إضاعة الوقت وتمديد المعاناة في أوساط الشعب في محاولة منه لإشعال حرب أهلية عندما يصل الشعب إلى مرحلة اليأس من نجاح الثورة أو سقوط النظام فتشتعل الحرب في محاولة من الطرفين للانتهاء من الوضع الراهن ..
إلا أن ذلك المخطط الغبي فشل إثر وعي الشعب وإدراكه للسياسة الفاسدة التي يتبناها صالح ونظامه وهي ذاتها السياسة التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم من تدني في المستوى المعيشي (الاقتصادي ، والاجتماعي ، والسياسي ، والديني) .
لقد عمل على إيجاد الطائفية والتقسيمات الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد الذي يدركون فعلاً بأن الوطن يحتاجنا جميعاً ، وبأن الوطن هو من سيبقى والحفاظ على الوطن هو من له الأولوية بدلاً عن الحفاظ على شخص لم يعرف سوى التخبط في القيادة وزرع الفتن وجر اليمن إلى الأسوأ ..
ذلك الشخص الذي لا يدرك سوى ممارسة السياسة الحاقدة والمراوغة للمصالح ، يعمل على أن يشعل الأحداث ويوجد التفرقة أكثر من أن يعمل على توحيد الصفوف بين أبناء الشعب والعمل على تطوير الاقتصاد والصناعة والتقدم باليمن نحو الأفضل .
لقد عمل صالح على أن يتعود الشعب بأنه لا يوجد أشخاصاً يدركون معنى الوطن ، أو يعرفون كيفية الإدارة وتحقيق الأفضل كما يفعل هو ، متناسياً بأن الذين سبقوه من قادته ومعلميه الذين حاول طمس معالمهم وتاريخهم المجيد والعظيم كانوا أفضل منه آلاف المرات ، وبأن اليمن يحوي الكثيرين من أبناءه الشرفاء المميزين الذي يستطيعون إدارة البلاد كما لم يفعل هو بل أفضل منه أيضاً .
لقد قامت هذه الثورة وبداخلها ذلك الوهج الوطني الذي نبع من الظلم والفساد والطغيان والعبث الذي مارسه النظام لأكثر من ثلاثة عقود متتالية دون أن يعرف بأنه لكل بداية نهاية وبأنه لابد لهذه اللعبة أن تنتهي .
إن الله يمهل ولا يهمل هكذا أراد الله لهذا النظام أن ينتهي كنظام فاشل وطاغي لم يحمل في حياته سوى النكسات والنكبات لهذا الشعب الذي أعطاه الثقة هذه الفترة الطويلة أو بالأحرى حاول أن يمنحه الكثير من الفرص لعدم تكرار الأخطاء أكثر ليخرج بالكثير من الفضائح والشتائم وبتاريخ أسود لن يذكر له أي إيجابية كما فعل هو بمن سبقوه حين أخفى إنجازات من سبقوه من رجال الوطن الشرفاء ..
لقد راوغ صالح بما فيه الكفاية وما جعل أنصاره يملون منه قبل أن يمل الثوار من ثورتهم .. لقد أصبح مجرد عابث بالمفاهيم والمشاعر لأنصاره الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجل بقاءه على السلطة عله وعساه يتصدق على نفسه ويخرج مما سرقه من أموال الشعب ليصرفه عليهم فقد تعودوا على ذلك من خلال مواصلة السير إلى ميدانه الوحيد الذي تبقى له من خارطة الجمهورية اليمنية يأكلون ويمرحون ويرقصون بداخله دون حكمه من تواجدهم هناك .. أو هدف محدد سوى الحصول على ما يمكن الحصول عليه من أزلام وبقايا النظام بعد رحيل صالح ..
لو تأملنا الوضع الحالي الذي يعطي صورة مكبرة للفوضى والاضطراب السياسي والاجتماعي بين فئات المجتمع ما بين مؤيد ومعارض فقد استطاع هذا النظام على مدى عقوده الثلاثة أن يفرق أبناء الوطن الواحد تحت مسمى الديمقراطية التي لا تسمن ولا تغني من وطن .. إلا أن الشعب اليمني ما يزال يبحث عن الحكمة التي اتصف بها كثيراً ولكنه لم يعمل بها بما يليق بإثبات ذلك الحديث ومع ذلك فقد أصر الشعب على أن يتبع الصبر والهدوء ليجد الحكمة في أن الوطن أولاً وأنه لابد أن نعمل على أن نحافظ على أهدافنا ومبادئنا وقيمنا ومصالحنا المشتركة التي قد يفضل مصالحه عليها مجموعة أفراد يمثلها (صالح وأزلامه) الذين عبثوا بالبلاد فترة طويلة دون أن يعرفوا بأن الظلم لا يمكنه أن يمكث في عرين الأسد طويلاً ..
لقد انتفض الشعب مطالباً بحقوقه في الحياة التي كرمه الله فيها وميزه بالعقل ليميز الأشياء والقيم والمبادئ ويعرف كيفية الفصل بين الحق والباطل والفساد والعدل .. هكذا كان لابد لصالح أن ينتهي في نزاعه الأخير الذي يمر بين سطور المبادرة الخليجية التي طالت بصفحاتها ليحاول أن يوزع أنفاسه على ذلك المدى من الغباء الذي احتوته المبادرة ..
لم يعد بإمكان صالح الاختيار ولم يعد أمامه أي مساومة أخرى أو محاولة للعب والمراوغة بما يكفي لإبعاده عن قفص المحاكمة التي سيجره الشعب إليها إما لإدانته أو تكريمه وتخليده مع أنني أؤمن بأنه بات وشيكاً من الذهاب إلى خلف القضبان التي اعتقل فيها الكثير من الرجال الذي عملوا من أجل وطنهم وشعبهم ليأتي الدور عليه وليحصد الأهداف التي ستتوالي على مرماه حين يتعرى أمام العالم بفضائحه وجرائمه التي سلب بها كرامة وحياة وحقوق هذا الشعب العظيم .
إنه السقوط الأخير الذي يطلق فيه سكراته الأخيرة لمغادرة السلطة والمركزية التي عاش بها وتعود واعتمد عليها في حياته ليدرك بأنه سيتحول إلى مجرد مجرم وسجين لا يغادر القضبان يتذكر تسلطه وعنجهيته التي خيل له بأنها دائمة وأبدية لا يمكن لأحد أخذها منه أو أبعادها عنه ، إلا أن الله كان له بالمرصاد فقد أمهله ولكنه لم يهمله فكانت هذه هي نهايته ..
هذا هو السقوط الأخير الذي أثبت فيه الشعب بأنه لا يكترث لوجود صالح أو غيابه المهم أن نعيش كشعب واحد متكامل لا يأبه لما يقال عنه من أكاذيب وأقاويل تقلل من شأنه وسلميته وطيبه وكرمه ، ليضع بذلك الصورة الحقيقة أمام العالم ليعرفوا جميعاً من هو الشعب اليمني ذلك الشعب المناضل والمكافح الذي يعيش على ظهر البسيطة بكل بساطة وإيمان فبالإيمان والحكمة استطاع أن يكابر ويقهر الظروف المحيطة به على مدى ثلاثة عقود التي كثفت نفسها خلال الأشهر الماضية منذ انطلاق الثورة في فبراير.
إنه السقوط الأخير لصالح الذي يوحي لنا ببداية جديدة وعهد مملوء بالأمل والحرية والاستقرار وحكم الشعب نفسه بنفسه لا بالديمقراطية الغربية التي جاءت بمفاهيمها الخاطئة لتجعل منا مجرد جماعات تقاتل بعضها البعض من أجل المصالح الدنيوية والأفراد الأغبياء (الأغنياء) الذين يسعون لشراء الناس والزج بهم في ميادين الموت فيما هم هناك يلعبون بقطع الشطرنج فكان الحسم الثورة هو آخر حركة تحرك بها الشعب ليقول للطاغية (كش ملك) ويعلن (لفخامته) سقوطه الأخير..
* عضو المجلس الإعلامي للثورة, صحفي وناشط حقوقي.