آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

التغيير حتميه تأريخيه لا صلاح العقول والقلوب مما علق بها في الزمن السلبي
بقلم/ منصور بلعيد
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و 4 أيام
الأحد 04 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:23 م

ما من ادنى شك حول عملية التطور الحضاري لاي امه ان يكون العقل هو القائد والموجه لتلك العمليه كما ان منظومة القيم الاخلاقيه هي المكملة لذلك الامر .

نحن العرب اغفلنا دور القل والقلب على مدى ثمانية قرون من الزمن وبالتحديد منذ نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الهجري مع انحراف الفكر الراشدي الذي كان يهتم بالانسان عقلاً وقلب وذهب في طريق العقلية الشيئية التي تجسدت في شخصية الانسان العربي عبر القرون الطويله التي تخللتها موجات استعماريه مستبده او دكتاتورين محليين اكثر استبداد من المستعمرين وسار بنا الامر هكذا حتى وصلنا الى طابع الحكومات الريعية المستبدة المتقمصه بالدين او بالديمقراطيات الزائفة

عبر مراحل المعاناة الطويله تجمد دور العقل الفاعل الذي ينتج المعرفه وبرز دور العقل العاطفي المنفعل واصبح العقل المحايد مختزل من واقع الانسان العربي نظراً لكثر الهزائم النفسيه التي تعرّض لها الانسان العربي فتحول الامر كله الى معاناة نفسيه تقودها العاطفه بشده فأصبحت النظره الى الاشياء طبقاً وما تشتهيه النفوس وبدون اي شراكه عقليه

ولنا ان نأخذ العبرة من الثوراة العربيه بعد الحرب العالمية الثانية التي راح فيها الكثير من الشهداء ولتلك الثورات عنت الشعوب وكتب عنها المفكرون والباحثون والادباء وشاركت فيها اغلب قوى الشعب ولكن للاسف ان تلك الثورات لم تأتي ثمارها بل على العكس زادت من حجم المشاكل والتعقيدات في اطار البنية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعوب وانتهت بسؤال مهم ظل يحير المفكرين والعلماء لحتى مرحلة ما قبل قيام الثورات السلميةوالسؤال هو :

لماذا تتحرك الشعوب العربية عكس حركة التطور الحضاري العالمي ؟ ولماذا اصبحت الهوّة كبيرة بيننا وبين بلدان العالم المتمدن ؟

فالاجابة كما يقول المفكر الكبير (مالك بن نبي) انها تكمن في كينونة الانسان العربي ( ذاته) ولم يعد عند الانسان العربي قدره على رؤية ذاته لانة اصبح عاطفي انفعالي وتابع لاهواء نفسه الامارة بالسوء إلاّ ما رحم ربك ,فلم يعد للعقل الواعي اي دور ملحوظ في ادارة الحياة وذلك اكسبه خلل عام اضاع من خلاله حلقات التكوين الثقافي العام للامة واصبح متعصب لنفسه او لقبيلته او لحزبه او لمجموعته .... الخ

فتشكلت اسس الافكار على قواعد الصراع واصبحت كل فئه تعتبر نفسها الاقدر على ادارة البلاد ولا يصلح الوطن إلاّ اذا ظل تحت ادارتها فدخل عامل الاقصاء للآخر وتحول الى الامر برمته الى الى ثقافه انتجت الصراع

والتآكل الداخلي الذي اضعف الجميع .

فأصبح الانسان على ضوء كل ذلك عقليه ماديه ترى الاشياء ولا ترى نفسها , فسقطت قيمة الانسان من الحسابات العامة للبناء ودخلت المشاريع السياسية وقطعت الجميع شر تقطيع

لان السياسية تعني بناء عالم المصالح سوى في اطار البلد او مع العالم المحيط اي ان الفكر السياسي يعني ماده اما الفكر الذي يهتم في بناء الانسان فهو الثقافة بمفهومها الشامل لكل امه فهذا الفكر تم تغييبه وهنا كانت الكارثه واصبح الانسان العربي خارج اطار ساحته الحقيقيه فمهما قامت الثورات ومهما تحركت الشعوب على مختلف الاتجاهات لن تفلح في تحقيق الرفاهية التي تنشدها .

فالانسان هو مصدر الرفاهيه والرفاهيه تبدأ في العقل كما يقول المثل الانجليزي , فكيف يتسنى للانسان التعاطي مع مشروع سياسي اشتراكي يكون او رأسمالي او اسلامي وهو في حالة ضياع فكري او حالة جمود ان لم تكن غيبوبة فالعقل العربي لم يعد بمقدوره ان ينتج معرفه بقدر ما اصبح مثل الطبق يحمل المعلومات عن طريق حفظ آلي لتراثه الديني وتأريخه الماضي او عن طريق تقليد الآخرين  ونقل افكارهم دون تبيئه او تمحيص .

لقد اصبح في علم المؤكد ان الانسان العربي لا يستطع ان يبني دولة مدنيه إلاّ عبر المرور بثورة تغيير تجبر العربي على الوقوف امام ذاته ليبدأ بالتغيير العام حتى يصل الى اعماق شخصيته ويعيد اكتشاف نفسه ويصل بها الى حالة سلام مع ذاته كاطريق للوصول الى حالة سلام مع الآخر

اي ان الثورات اصبحت ضرورة تأريخية حتمية فالثورة بسلميتها اصبحت بمثابت المصفاة للعقل والروح وهي التي ستعيد بناء الانسان حتى ترتقي بوعيه الى درجة انه يستطيع رؤية الحياة كما هي بدون الوان او اضواء ويكتشف هويته الجامعه التي من خلالها يرى نفسه وشعبه وامته وعالمه الانساني الرحب

فاذا ما تحقق الحلم وانتصرت الثورات السلمية وحققت اهدافها تجاه الانسان سيكون الامر مغاير تماماً اي اننا سنكون امام انسان قادر على التعاطي مع الافكار على مختلف اصنافها أكانت دينيه او فكريه او سياسيه .... الخ وسيكون خليه فاعله وليس عاطله وسيصبح شريك مؤثر على مستوى عالمه

واختتم بمثال من الواقع وابدأ بالجنوب عندما تعاطى الانسان الجنوبي تلك الافكار الاشتراكية في مرحله ضعفه وقل معرفته وتفكك عراه فلم ينجح بل كانت تلك الافكار وبالا عليه رغم انها لم تكن وبالاً على شعوب اوروبا , ولا يقتصر الامر في الجنوب بل كل الوطن العربي بأتجاهاته الرأسمالية او الاسلامية او غيرها فلم تنجح دوله عربيه في بناء نظام مدني متكامل سوى كانت دول فقيره او غنية اي على اعتبار ان الخلل الموجود هو خلل حضاري في ذات الانسان العربي الذي اصبح فاقد القدرة على التعاطي مع الاشياء وغير قادر على مواجهة الازمات .

فالثورات السلمية هي المخرج الوحيد للانسان العربي وهي القادرة على ايصاله الى سواحل النجاة والقادرة على قلب طاولت الافكار والمفاهيم والقيم والقادرة على تفكيك كل المفاهيم البالية واعادت البناء الثقافي بشكل منهجي يوجه زوايا الفكر نحو اتجاهاتها الحقيقية .