الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي
ان المتتبّع للمشهد اليمني هذه الأيام يجد أمام عينه في اطار هذا المشهد شخصيتين جذبت الأنظار اليهما.. هاتان الشخصيتان هما: توكل عبدالسلام كرمان,وعلي عبدالله صالح ..
توكل :هذه المرأة خطفت الأبصار اليها فجأة عقب الإعلان عن فوزها بجائزة نوبل للسلام على دورها الريادي في
اشعال الثورة السلمية الشبابية الهادفة الى اسقاط النظام المتسلّط والمتخلّف واقامة الدولة المدنية القائمة على العدل والمساواة ..
علي صالح: ظهر فجأة على شاشة التلفزيون – بكامل هندامه- يرأس اجتماعا لما تبقى من أعضاء مجلسي النواب والشورى ..
وهنا يقف المشاهد أمام شخصيتين.. متباعدتين ..ومتناقضتين ... بينهما من الفروق والتناقض مالا يمكن حصره..الاّ انه
يمكن الإشارة الى بعض منها لتتضح الصورة عن شخصيتين تمثلان جيلين مختلفين :
توكّل: من الجيل الجديد توفر لها امكانية التعليم .. فبلغت فيه الى مستوى عالي(الماجستير حاليا).. ثم توفرت لها بيئة متعلمة..ساعدتها على ان تسير في الإتجاه السليم لكسب قدر كبير من الثقافة والمعرفة:سياسيا,اعلاميا, قانونيا...الى جانب مكوناتها الشخصية...وبالتالي فنحن أمام شخصية متعلمة ومثقفة ومتفتحة .. كل ذلك ادى الى قيامها بدور جعل منها شخصية قيادية مؤثرة..مما أكسبها شهرة محليا وخارجيا ..
فخامته: رئيس جمهورية لمدة 33عاما..جاء من بيئة قبلية لم يتوفر لها حظ من التعليم.. فكان أميا..ثم انخرط في المجال العسكري.. متدرجا فيه من الجندية الى رتبة(رائد).أعلى رتبة حصل عليها قبل أن تنمح له رتبة (مقدم) حين جاء الى الحكم بعد مقتل الحمدي- وبعد فترة العرشي ال60يوما الدستورية .
اذن فنحن امام شخص ذو جذور قبلية وعقلية عسكرية وصل الى أعلى منصب في الدولة أو جيئ به الى هذا المنصب خاليا من أي محتوى علمي اوسياسي..أومكانة اجتماعية..بل كان مغمورا في عامة الشعب ..اذ لم يعرف عنه شيء يذكر يمكن أن يؤهله لهذا المنصب الخطير في الدولة..غير ماعرف عنه – بعد اعتلائه هذا المنصب - انه كان في باب المندب ومن ثم في تعز...يؤدي دورا عسكريا كأي واحد منخرط في المجال العسكري ..أي أنه لم يكن ذا شأن يؤهله ليتبوّأ منصبا خطيرا يقود من خلاله بلدا بحجم اليمن سواءً قبل الوحدة أوبعدها .
هذه الخلفية القبلية و العقلية العسكرية تركت بصماتها وتأثيراتها على تصرفات فخامته طيلة استمراره في الحكم والى اليوم .
على ضوء ذلك: يمكن القول أن توكل كرمان تمثل جيلا جديد ا, جيل العلم والمعرفة والثورة التكنولوجية والمعلوماتية ..
بينما فخامته: يمثل جيلا قديما..جيل القبيلة وجيل العسكر ..
منطلقات توكل: حقوق الانسان .. حرية الإنسان.. كرامة الإنسان..دولة العدل .. والمساواة .. دولة النظام والقانون ..الخ القيم الإنسانية .
منطلقات فخامته: ذاتية ..شخصانية.. أنانية..عائلية ..أسرية.....دولة القبيلة..دولة العسكر..الخ دوائر الإنغلاق العائلي والأسري وضيق الأفق ..
هتفت توكل وجيلها الثائر بإسقاط النظام .ووقفت ضد الظلم والفساد وضد كل ماخلفته هذه العقلية الحاكمة من تدهور وانحدار على جميع المستويات لشعب كان يمكن ان يكون الآن في مصاف الدول المتقدمة بعد مضي 33عاما .. أرادت التغيير..وأرادت أن ترى شعبها يعيش حياته كبقية شعوب العالم في رخاء وامن واستقرار وفي ظل دولة النظام والقانون والمساواة..الخ .
بينما فخامته علا صوته: أنا ..أنا..مالكم الا أنا – مصدقا بذلك سخافة من قال :\"مالنا الا علي\".. انه منطق أنا ومن بعدي الطوفان ..منطق \"ما أريكم الا ما أرى\"..ذلك المنطق الفرعوني القديم !!..أراد ان يكون هو ومن بعده (أحمد).. منطق متخلف لم يستوعب متغيرا ت العصر ..
في7-9-2011 أُعلن عن فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام.. فبارك لها العالم وتردد اسمها في أرجاء المعمورة .
وكان رد فخامته: ان دعا لبقايا أعضاء مجلسي النواب والشورى لاجتماع عاجل ألقى على مسامعهم كلمة انفعالية صب
فيها جام غضبه على معارضيه ملصقا بهم جميع التهم التي مافتئ يرددها..قائلا لهم: تعالوا اليّ اعلمكم فن السياسة ,فن الزعامة وفن القيادة.. معربا بذلك عن كوامن انزعاجه من فوز توكل كرمان بجائزة نوبل..وكأنه أراد ان يقول لمن جمعهم ولغيرهم :كيف تمنح توكل جائزة نوبل ..؟وانا أحق بها ..والأجدر بها..؟ فانا خبير في السياسة والزعامة..وخبير في فن القيادة..!!! ان هذا التصرف وهذه الهستيريا التي غلبت على كلمته انما تعكس حالة نفسية مريضة . تغلي حسدا ..وتنضح غيضا.. نفسية مسكونة بالشعور بالنقص .. تغار من فوز مواطنة من مواطنيه.. لقد اراد من وراء هذا الاجتماع ان يلفت أنظار العالم اليه بدلا من توكل ..مستكثرا عليها هذا الإهتمام العالمي .
في المقابل كيف ظهرت توكل بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة؟
ظهرت بشخصيتها الشامخة المتزنة لتعلن شكرها لله الذي مكنها من هذا الفوز العظيم..وشكرها لكل من وقف الى جانبها من عائلتها وأصدقائها وزملائها في جميع مراحل حياتها ونشاطها .. وتقول: ان هذه الجائزة هي لجميع الشباب الثائر في جميع الساحات والميادين ..هي لليمنيين جميعا وللعرب أجمعين ..
ثم تعلن بعد ذلك تبرعها بقيمة الجائزة للشعب اليمني .. وأنها ستوردها الى خزينة الدولة بعد نجاح الثورة الشبابية السلمية ..
صدحت الجماهير وغنت بفوز توكل .. وانهالت برقيات التهاني والأتصالات الهاتفية عليها لتبارك لها هذا الفوز. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الفوز الكبير الذي احرزته توكل.. وملئت الصحف بالأخبار والمقالات عن هذا النباء الهام ..
وانطلقت مواقع الانترنت تنشر تفاصيل التفاصيل عن هذه الجائزة .. وعن توكل كرمان ..وعن ادق التفاصيل في حياتها وسيرتها وتعليمها ونشاطاتها.. الى أن اصبح العالم أو كاد يعرف كل شيء عن هذه المرأة التي خطفت الأبصار فجأة في منعطف تاريخي هام من حياة الشعوب العربية المنطلقة نحو التحرر من الأنظمة الإستبدادية..والتغيير الجذري لمنظومة الفساد والقهر والإستبداد ..
في مقابل هذه الصورة الزاهية: نجد الدعوات والمطالبات من جميع الإتجاهات تنهال على فخامته مطالبة اياه بسرعة الذهاب والغياب عن الساحة اليمنية..فالزمن لم يعد زمنه.. ودوره انتهى..وان بقاءه أصبح خطرا يهدد أمن وسلامة اليمن بل والمنطقة ..
نعم .. الزمن غير الزمن الذي الفه فخامته...والدنيا تغيرت..فهل فهم فخامته ..الدرس واستوعبه..!!؟ أم انه لايزال متشبثا بأوهام الماضي...؟ !!
وعلى كل حال: فنجم فخامته آفل...آفل .. آفل..فهم الآن أو فيما بعد..حين لايفيد الفهم ..!
ونجم توكل ونجم جيلها صاعد..صاعد نحوآفاق المستقبل..مفهوم..مفهوم لمن يفهم...وواضح لاغبار عليه لكل ذي بصيرة .
أما المكابرة والعناد وعدم الأستيعاب للمتغيرات ..فهو عين المأساة ..مأساة الشعوب المحكومة بهكذا عقلية .. وهكذا أنظمة تصر على عنادها ومكابرتها حتى تودي بشعوبها في النهاية الى الدمار والهلاك.....نهاية مشهودة في اكثر من بلد..وهي عبرة لمن يعتبر .