آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

عندما سقط الظالم ..أين ملايين حِزبِ الحاكم ؟
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 30 يوماً
الأحد 13 فبراير-شباط 2011 05:59 م

ان من لا يقف مع الاحداث وقفة اعتبار ودروس ، فقد حكم على نفسه بالغباء، وعلى شعبه بالعناء، لهذا لا بد أن يكون لنا وقفات كثيرة مع ثورة مصر العظيمة ،هذه الثورة التي ستغير الواقع السياسي في عالمنا العربي ، واليوم نقف مع داء العُجب والذي لا ينتبه اليه المعجبون بانفسهم ،وهو من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس وهم لا يشعرون ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم ، وضرب الله لنا مثلا لتلك الصورة البائسة ، ففي غزوة حنين قال رجال وفي صفهم خير البشر صلى الله عليه وسلم \\\\\\\" لا غالب لكم \\\\\\\" مُعجبين بكثرتهم فأدبهم الله عز وجل وسطر هذا التأديب في كتابه الكريم الى يوم القيامة ، حين قال \\\\\\\"وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ\\\\\\\" وقال عز وجل عن اليهود لما أعجبوا بحصونهم { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا } اذن فالعُجب لا يُغني المُعجب شيئا، وهذا ما يصيب طواغيت العرب ، فيقودهم الى الاستخفاف بقوة الله ، وبشعوبهم، مغترين بحصونهم ،وجيوشهم، وسلطتهم ،فعلها قوم عادٍ فقالوا { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } ثم تلتها امثال وأمثال ، وفعلها شاوشسكوا ،وشاه ايران ، وآخرهم بن علي، وحسني مبارك ،وغيرهم كُثر.

واذكر آخر كلمات السخرية والاستخفاف المنبثقة من هذا الداء العضال ،ما قاله الرئيس مبارك، يوم 2011/1/21م أي قبل اندلاع الثورة المصرية بثلاثة ايام ، حين وقف أمام مجلسي الشورى والشعب الذين انتخبا بالتزوير الممل ،( أو كما قال أحدهم تزوير تخلله بعض الانتخابات) وهو يعلق على البرلمان الموازى الذي أسسته المعارضة المصرية قال : بكل سخرية ”خليهم يتسلوا\\\\\\\" ، كلمات ، تحمل في طياتها عنجهية وكبر مفرط ، انه عجب الاستبداوالطغيان،فماذا كانت النتيجة ؟ أن أذلهم الله بعد عزة ،وسجنهم بعد حرية ، وتحولوا الى مُهانين يشتمون ، ولصوص يطاردون ، (تخيلوا ثروة عائلة مبارك كما يقال تقدر بـ62 مليار$ وعصابته المقربة منه من الوزراء والمسؤلين حسب ما كشفته مصادر قضائية 65 مليار$ وديون مصرتقدربـ 46 مليار $ ) فضاقت عليهم الارض بما رحبت بعد أن كانوا في ربوعها يستضافون ، فسبحان القائل \\\\\\\" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء \\\\\\\" أنفقت الحكومة المصرية 11مليار $ فقط على الاعلام الرسمي لتجميل النظام، تجميل قائم على النفاق والكذب ، هكذا ذكرت الصحف المصرية ، وهذا ما هو معمول به في كل الانظمة القائمة على الاستبداد ،اضافة الى ما شيدوه من حصون القوة والمنعة باموال الشعب ، والنهاية لم تغن عنهم من الله شيئا.

قالها حسني مبارك بعجب \\\\\\\" خليهم يتسلوا\\\\\\\" فهاهو الشعب المصري قد خرج بأكمله يتسلى بطريقته ، لا كما يتسلى النظام بتعليق النساء في مسالخه القمعية ولا بامتهان الكرامة الانسانية ، وما يشاهده العالم اليوم من صور مقززة تعتبر للنظام مسلية ، الا شيء يسير جدا مما هو حاصل في سراديب الانظمة المجرمة ، والتي هي بالنسبة لها واحات تسلية ، اليوم شعب مصر هو من ينظر اليه العالم الحر باعجاب ،شعب مصر جعل العالم بأسره يتسلى بشعاراتهم اللطيفة ، ومواقفهم الرائعة ، والتي قد تحول بعضها الى نكت يتسلى بها الناس ويتناقلونها بينهم ، شعب مصر هو صاحب الكلمة والتوجيه، وهو الذي يرفع صوته ، ورموز النظام هم من يتذلل اليوم بصوت خافت، ويقدمون التوسلات والتنازلات ، شعب مصر جعل العالم الحر وعلى راسه العالم العربي والاسلامي ، يعيش فرحة عارمة ليتسلى بفرح شديد بسقوط طاغية كان مستعد أن يضحي بالشعب ليبقى هو طاغية عليه ،ولكنه ولى هاربا ،عندما قذف الله الرعب في قلبه وقلب أجهزته القمعية ، لتعم الفرحة كل مسلم وحر في المعمورة ،فسبحان القائل \\\\\\\" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين \\\\\\\"

والسؤال الذي يطرح نفسه أين ملايين حزب الحاكم الذين كانوا ينتسبون اليه ؟ واين 90% من المواطنين الذين زعم هذا الحزب المُتحكم أنهم صوتوا له في أخر انتخابات ؟ انها احزاب كرتونية ، تمثل الطاغوتية الجماعية ، القائمة على الترهيب والترغيب ، وليست على المبادىء ، فاعتبروا يا أولي الالباب ،والى تسلية أخرى مع شعب آخر وسقوط طاغية ثالث ان شاء الله .