شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
هناك محطات مختصرة يجب قراءتها قبل الاتهام الذي رمت به الولايات المتحدة على اليمن. في مقال سابق قلنا أن الأغبياء أكثر من الشعب واليوم نقول أصبح الأغبياء جزءاً من الشعب، وكما يقال للمرء ثلث ما ينطقه، فقد أخذت حكومتنا الثلث من تخوفاتها من كل من ثلاثيتها الحوثية والقاعدية والحراك الجنوبية، واكتملت الصورة. لم يتبق شيء لمحاربة الفساد ومواجهة الأزمة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقوية السلوك الديمقراطي ونشر الأخلاق الحميدة. انحصرت الحلول في زرع المشاكل، فالسم للسم قاتل.
أمريكا مختلفة عن الدول في كل الأمور، ولا يعني تشابه الأمور تماثلها. تظل الولايات المتحدة مستعصية على الفهم ولا مجال لشرح ذلك هنا—لا يفهما سوى حليفتها بريطانيا العظمى ومنافستها الصبور روسيا الاتحادية. عن الموضوع أعلاه إليكم باختصار التحليل السريع التالي.
أمريكا تشن حربا على القاعدة وحليفتها طالبان منذ أكثر من ثمان سنوات وقد بدأ الرأي العام الأمريكي يتساءل عن جدواها، وفي الآونة الأخيرة أرسل الرئيس اوباما ثلاثين ألف جندي إلى هناك، وفي الضربة الأخيرة ضد القاعدة في اليمن ذكرت الصحف الأمريكية أن طيران المارينز شارك في العمليات (يجب أن لا نصدق كل ما تقوله أمريكا لأنها تفرض على العالم التصديق بالقوة)، اليمن تستغيث من القاعدة واوباما يحتاج لشن حرب يبدأها وينهيها واليمن هو الخيار الوحيد، بمعنى لن تكون اليمن كأفغانستان أو الصومال التي قادها الجمهوريون.
الحرب على القاعدة هي في جانب ضد الرموز الإسلامية والمد الإسلامي سواء على الجمعيات الخيرية أو المساجد أو الملبس أو صورة الإسلام والمسلمين يصاحبه تقوية الروح المسيحية بشتى الطرق والأساليب الممنهجة الذكية وخصوصاً اللغة والإعلام، وفي جانب هي ضد الإرهاب وتمرير بعض السياسات الغربية بيسر. بعد التأمل فيما سبق يجب ربطه بما يلي.
عمر فاروق عبد المطلب جاء إلى اليمن في بداية أغسطس 2009 وغادرها في أوائل ديسمبر 2009، ربما كان قدومه إلى اليمن من دبي، وبعد مكوثه في اليمن أربعة أشهر غادر إلى هولندا مما يدل على انه قضى قرابة ثلاثة أسابيع خارج الجمهورية اليمنية. السؤال هو: كيف حصل هذا النيجيري على تأشيرة للولايات المتحدة؟ متى؟ من صنعاء أم أمستردام؟ غادر اليمن على الخطوط اليمنية بدون متفجرات وطلع طائرة النورث-ويست الأمريكية بصحبة 288 ادمي وبصحبته "البنتاوريثريتول" شديد الانفجار. لا يمكنا نطقه فكيف يمكننا امتلاكه أو صنعه؟
على ضوء ما سبق، إذا لا بد من مبرر لضرب القاعدة، خصوصا والنيجري المسلم كان سيفجر الأبرياء في عيد ميلاد المسيح (عليه السلام). لقد اكتملت الصورة، فأمريكا لا تشرك أحدا في التحقيق وهي ليست معنية على الإجابة عن أية تساؤلات. كل من تعامل مع هذا "القاعدي" يستعد لاستقبال عملاء التحقيقات الفدرالية. صاحب المتجر الذي تعامل مع عمر وباع له قميص توجب عليه الآن أن يتذكر مقاسه وماركته ونوع قماشه ويقدم عينه للمحققين، وإلا الله يفتح عليه في السجن لبضع سنين. أمريكا لا تتعامل مع الأغبياء لكنها تستغلهم.
الحكومة الأمريكية تعي أن قيادتنا السياسية صادقة في محاربتها للإرهاب ولم تجد ما تقول سوى ضرورة تقديم 150 مليون دولار لقوات الأمن (السياسي والقومي والمركزي والعام). أمريكا اعترفت ضمنيا بكفاءة الأمن السياسي وتفوقه على المخابرات الأوروبية، وهذه شهادة للواء غالب القميش وهو فعلا كذلك. على ذلك، تقوم أمريكا بحملة حول العالم بان مثل هذا التهاون أمر مرفوض. التحقيقات السرية تتم الآن في هولندا، حيث ولو كانت القاعدة هي المتهمة الأولى فإن أمستردام هي الملامة الوحيدة.
كما أسلفنا بريطانيا تفهم أمريكا وتجاريها في أخطائها، وتدريجياً تجرها نحو الصواب. هذه المرة أتت المبادرة من لندن، فقد أعلن رئيس وزرائها —قولدن براون (المعروف ببلاغته بعد نيل كونيك)— أن بريطانيا ستستضيف مؤتمر دولي في لندن لدعم اليمن ومناقشة همومه وهو بالتوازي مع مؤتمر أفغانستان الذي يناقش الإرهاب ووضع الأفغان.
في هذه المقارنة رمزية بليغة، والرسالة هي إن اليمن ليست أفغانستان ويكفينا أخطاء مع دول العالم الثالث الفقيرة. اليمن يحتاج للجلسات الطبية وليس للعمليات الجراحية. يجب أن تستعد حكومتنا لذلك المؤتمر الدولي المقترح من الآن وتستفيد من مخرجات دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني.
قامت الدنيا ولم تقعد لان شاب من نيجيريا ولد في أفريقيا ودرس في أكثر من بلد وزار اليمن وغادر أوربا عبر هولندا إلى أمريكا متجه ربما إلى فنزويلا ومن ثم إلى الصين، حاول الانتحار قبل الهبوط, لو يعلم أن صوره ستتصدر الصحف والتلفزيون والشبكة وأسمه يذكر في مقدمات الأخبار الإذاعية وقريبا الكتب والمؤتمرات لفجر نفسه، خوفا من قبضة المخابرات الأمريكية لا كرها للشعب المسيحي ولا تنفيذا لتعليمات القاعدة. هذه هي أمريكا لا تقبل المزاح، يحق لها أن تكذب لكنها لا تقبل الكذب عليها. ننصح بالتعامل مع أمريكا بصدق وحذر والاعتذار بأسلوب مقنع في حال الرفض، فهي تملك الكثير من أوراق الضغط ضد العالم في شتى المجالات، أمريكا تحترم العقل وتتعامل بالنفس الطويل.
في الأخير، أعلن وقوفي الدائم مع القيادة السياسية ومعي شباب مأرب، لكن على الحكومة اليمنية أن تحترم أبناء مأرب وتنصفنا، وأقول لكم بأننا مظلومون والشرارة ستنفجر في مأرب في أي لحظة لأسباب عديدة ونتائجها غير مفهومة، ومن أسبابها التعامل مع الأوصياء فقط لا مع العقل والمنطق وقضايا الشباب وهموم المنطقة.
على ما يبدو إننا لو مشينا على الماء لقيل عنا بأننا لا نجيد السباحة، وأعلموا إن ضرب الأبرياء في مأرب بتهمة القاعدة سيحول ثلث مأرب إلى قاعدة، ونحن نعي أن اليمن بلادنا وأمريكا صديقة من بعيد. لا نقبل الإرهاب مننا أو علينا، ويكفي أننا صابرون على المظالم.