الإسلاميون والسلطة..
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر
الأحد 14 يوليو-تموز 2013 03:29 م

سِجل ما يصطلح تسميته بالإسلام السياسي، زاخر بأسماء حركات وجماعات إسلامية، تواقة إلى عودة الخلافة ،منها ما اعتنقت فكراً متشدداً وسقطت في وحل المواجهات الدامية مع الأنظمة الحاكمة، وصنفت ضمن الجماعات الإرهابية ،ومنها ما تراجعت عن فكرها المتشدد بعد زجًها بالسجون وعَدَلت عن العنف ،وانخرطت في العمل السياسي ،إلى جانب الأحزاب الأخرى .

منذ عقود ،شهدت بعض الدول العربية ،صحوة إسلامية ،على أثرها توسعت القاعدة الجماهيرية المحسوبة على الإسلام السياسي(لا ينبغي إطلاق وصف إسلامي على فرد دون فرد بحجة الانتماء لحركة أو حزب إسلامي)، وخاضت انتخابات ،وحققت نتائج أوصلتها إلى السلطة، ولكن !!!

في الجزائر خاضت الجبهة الإسلامية للإنقاذ انتخابات تشريعية1991، وفازت بأغلبية ساحقة، ثم ألغيت الانتخابات لقطع الطريق عليها، وحرمانها من السلطة، بعدها سقطت في وحل المواجهات الدامية مع الجيش .

حركة حماس كانت الأخرى على موعد في 2005مع الانتخابات التشريعية الفلسطينية ، كانت النتائج لصالح الحركة، على أثرها حصل الخلاف ،والمواجهة مع السلطة الفلسطينية الممثلة بحركة فتح ، وعزلت غزه ـ مقر الحركة ـ عن الضفة، وبقيت معزولة ومحاصرة .

الانتخابات الرئاسية اليمنية عام 2006 ، شارك فيها حزب الإصلاح، بمنافس على منصب الرئاسة، نتائجها جُيرت لصالح صالح ،ولم يكشف عن النتائج الفعلية، إلا مؤخرا.. يبقى الحدث الأبرز، فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بانتخابات الرئاسة المصرية لعام 2012، ،بعد سنة أزيحت ـ بتدخل الجيش عن السلطة، ولا يعلم إلا الله ما سيتمخض عنه .

صعود الإسلاميين إلى السلطة، لم يدم طويلا إلا شهور، لأسباب داخلية وخارجية، رغم وصولهم إلى السلطة بالإرادة الشعبية ،وبانتخابات معترف بها.. يظل حلم الخلافة الإسلامية التي ينادون بإقامتها، محفوفاً بالتحديات والعراقيل ،داخلية في الدولة نفسها، وخارجية تتمثل بمواقف بعض الدول العربية والأجنبية ،وخشيتهم من حكم الإسلاميين.. غابت عن الإسلاميين نقاط جوهرية، قد تمكنهم من البقاء أطول ،فسياسة التعامل مع السلطة، تختلف عن سياسة الدعوة والوعظ والإرشاد، وصعود كرسي الحكم ،ليس كصعود منبر الخطابة، فالشعوب بفطرتها مسلمة ،تحب التدين وتؤمن به ،لكنها تنتظر حاكما يطبق شرع الله ،ويوفر لها سبل الحياة الكريمة، ينقذها من كفر الجوع والمرض والجهل، وان تطبيق الشريعة مع الركون إلى اقتصاد الغرب، وربط مصير شعوبهم بالمساعدات والهبات والقروض، لن يمكن الحاكم الإسلامي من البقاء، وسيجبره على تقديم التنازلات حتى يتخلى عن مبادئه، وإن تمسك سيخلق له أعداء ويكثرون عليه حتى السقوط، فالاقتصاد المتحرر من سطوة الغرب ،يمكن صاحب الدولة من تطبيق شرع الله دون إملاءات ،ودون حرمان شعبه من الحياة الكريمة .

badrhaviz@hotmail.com

د . بلال حميد الروحانيحقيقة الحدث في مصر
د . بلال حميد الروحاني
مروان الخالدبلاغ للرأي العام
مروان الخالد
مشاهدة المزيد