القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
كبرت احلام الشاب محمد وأخذت ازهار الياسمين تعتمر فؤاده الحبيس وتوالت أحلام اليقضة والمستقبل يزدهر أمام عينيه السوداويتين، ومرت عليه ثلاث سنين حقق فيها مالم يحققه في ما مضى من عمره ،لكن الحياة متغيرة وكانت الخيانة التي قتلت أحلامه ،هكذا قالها وهو يحتضن حفيده إبراهيم وعيناه تحترق ألماً وحسرة على فرصة أضاعتها خيانة لا تغتفر .
الحاج محمد ليس الوحيد في بلادنا ممن أصابتهم خيبة أمل بعد يسر حال وطفرة نوعية شهدتها اليمن إبان تولي الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي مقاليد الحكم ، وقصة الخيانة هي المعنى الوحيد الذي يتقاسمه الجيل المعاصر للشهيد الحمدي وتراهم يكتمون سره خوفاً من تأنيب الضمير وكشف المستور.
لن أكتب عن شيئ جديد في ذكرى الحمدي فأنا كغيري لست مؤهل لذلك ، لكني أحول أن أكشف الخيانة التي لا تغتفر للشهيد الحمدي والتي يتجرع اليمنيين بسببها إلى اليوم مأسي الدكتاتورية ولا مدنية .
إن خيانة الشهيد مختلفة المعنى في قاموس اللغة وهي بالنسبة للحمدي خيانة من نوعاً أخر يختصرها قول الجد محمد " لقد خاننا الحمدي عندما خناه" فوقفت عاجز عن المقاربة بين الخيانتين أو فهم الخيانة الأولى فهي مربط الفرس في سردي هذا
إن الخيانة التي اقترفها الشهيد الحمدي آنه غرس في عقول 15مليون يمني معنى الحرية وخرب عقول الشباب المنغلقة ليحلموا بالمستقبل لأول مرة وعبثت أفكارهم البريئة في عمق الزمان وبنت قصور وممالك في الأحلام . دأبت الحياة في اليمن وانتعشت التجارة وتدفقت بركات المغتربين عمران ومباني وجسور ونهضة مرحلية ، خانهم بالدولة الديمقراطية التي لم يجدوها خانهم أنه جعل اليمن دولة وترك الدولة بلا رجال .
هي خيانة الشهداء على مر العصور يعلمونا الحرية والتضحية ويرحلون ،لنظل بعدهم شاحبين عاجزين على تحقيق ما بدوه وإكمال ما شرعوا في بناءه ، يتركونا بين حتمية الوفاء وعجز الخيانة .
في ذكرى اغتيال حلم اليمنيين تتجدد الخيانة فأصوات نشاز هنا وهناك تثير نزعات وأحقاد غير موجودة ، منهم من يطعن في الشهيد ومنهم من يطعن في الجيش الوطني وأخرون هنا وهناك يتشدقون على غير هدى .
يا سادة ،، لم يكن الشهيد إبراهيم الحمدي عميل لأمريكا ولا حليف لإسرائيل ولا تابع للسعودية ,ولا جاسوساً لإيران ، بل كان إخواني التدين ناصري المذهب قومي الفكر اشتراكي العمل بعثي الروح عسكري الحزم مدني النظام ،أخلص لليمن ليجزئ بخيانة اليمنيون على مر السنين.
لم يكن خطاء الشهيد أن يغتال لكن خطاء رجالات اليمن آن ذاك أن تغتال الدولة وتغتصب اليمن بعد آن كانت متحررة ،كما أن شهداء الثورة ليس خطاءهم كسب الشهادة لكن الخطاء الذي يحاول آن يقترفه البعض هو ضياع ما أنجز تحت نيران الخلافات وهزير الكلمات المجرحة والمشككة في البعض الأخر ،فهل سنكرر الخيانة من جديد.
رحل الحمدي ورحل شهداء الثورة وبقيت سيرتهم العطرة وتضحياتهم الواضحة تنير طريقنا إن كنا أهل للمسئولية وعلى قدر الحمل الثقيل الذي يحتاج للعمل لا الكلام ،،وأعود لبقية قصة الجد محمد فهو أحد المغتربين ممن إلتقاهم الرئيس الشهيد في زيارته للسعودية وأقنعهم بالعودة، ليعبر بقولته الحكيمة عن مرارة الغربة التي يشعر بها ، حيث آن ابنه مغترب في السعودية لكني لم أفلح في أقناع الجد ليستمر في الحديث عن معاني كلماته ويكشف الغشاوة التي أصابتني والحمل الثقيل الذي أجره خلف حروفي هذه وامتداده إلى 35سنة مضت على خيانة غير معترف بها ، وها نحن اليوم نعيد تكرير التاريخ بخيانة مماثلة لشهداء الثورة السلمية.