باسندوه يسأل المشترك وتوابعه عن الحسم الثوري
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 30 يوماً
السبت 14 يناير-كانون الثاني 2012 07:48 م

 تصريحات دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه الاخيرة حول استحالة الحسم الثوري كانت ستكون مستفزة لو لم تكن ساحة التغيير تحت سيطرة المشترك وتوابعه وبالتالي فهو محق فيما ذهب اليه ,ثم انه لم يفجر معلومة جديدة او يبح بسر خطير وإنما اعاد الى الاذهان ما حذرنا منه منذ ابريل الماضي من خطورة اصرار المشترك وتوابعه على تدخلاتهم المستفزة في شأن الفعل الثوري وقدم (تقرير حاله)عن الاوضاع اللاثورية التي آلت اليها ساحة التغيير وفضح حجم المخطط التآمري الذي تعرضت له الثورة بمشاركة قوى دولية وإقليمية وتواطؤ من المشترك وتوابعه وعكس تصريحات ثوار الازمة الذين اعلنوا على الملأ منذ سيطرتهم على ساحة التغيير ان برنامجهم سيختلف تماما عما مضى ولن تكون له علاقة لا بالثورة ولا بالحسم الثوري حتى انهم بشروا ببقاء صالح ونظامه من خلال دعمهم لمبادرة الخليج التي ارتضى بها قادة احزابهم وأطراف اخرى طريقا لحل خلافاتهم مع صالح على حساب خيارات الشعب واعترفوا انه ليس بمقدورهم تجاوز التعليمات وان الحسم الثوري لم يعد مسموحا به ولن يقفوا ضد من تراوده فكرة الزحف على قصر صالح الرئاسي ولكن فقط عليه ان يعلم ان الطرق مغلقة بوسائلهم المتاحة وستصيبه لعنة اتهاماتهم وهي جاهزة ومتعددة

لو لم يكن اغلب من يتصدر المشهد السياسي بل والمشهد العام ايضا بحاجة الى الحصانة اكثر من الحسم الثوري مثلهم مثل صالح وأعوانه لتجرع صالح الكأس نفسه الذي سبقه اليه كل من بن علي ومبارك ثم لحق بهما القذافي وبشار على وشك, فثورات الشعوب ان لم يتم التآمر عليها من بين صفوفها فلن يستطيع احد ان يقف في طريق حسمها الثوري فإرادتها من ارادة الله سبحانه وتعالى , فلحمة الثوار منذ انطلاقتهم صاغت مشاهد ثورية ستظل عالقة في الاذهان نصبوا في اعقابها اول خيمة في ساحة التغيير وذهبوا بعد ذلك وهم يقدمون تضحياتهم ودماء شهدائهم يدوسون على كل خطوط صالح الحمراء فتساقطت اوراق مشاريعه الملكية على شكل تنازلات الواحدة تلو الاخرى لا للتجديد لا للتأبيد لا للتوريث وإصلاحات دستورية بالجملة ومقترحات متعددة لتغيير هوية النظام ولكن دون جدوى لان سقف الثورة قد ارتفع ويطالب بالرحيل وهي الورقة الاخيرة التي ظلت بيده وكادت ان تسقط منه في اعقاب جمعة الكرامة , هنا شعرت السعودية بخطورة الامر وان صالح اضعف من ان يواجه الثورة ويخمدها فتدخلت ليس حبا في وقف اراقة الدماء وليس رأفة بالثوار من بطش صالح وإنما لإنقاذه من السقوط فاستجاب لها من خذل الثورة وحولها الى ازمة وبقي الحسم الثوري معلقا الى الان

منذ ان تحولت ساحة التغيير من ساحة ثورة الى ساحة ازمة وحتى الان ومرشحة ان تطول ,وثوار المشترك وتوابعه منهمكون في الحرص اللا ثوري على اقتحام موسوعة جينيس للأرقام القياسية ليس فقط في عدد الجمع التي بلغت حتى الان اكثر من 47 وإنما في الطريقة الديمقراطية المثلى لتسمياتها من على منصة ساحة التغيير,ونظام مسيرات الثلاثة كيلو الخروج من البوابة والعودة من الخلف تحت عنوان التصعيد الثوري لحسم الازمة ,لم يعد هناك شك في التسليم لما ذهبت اليه ثورات الربيع العربي حين قالت اذا دخلت المعارضة ثورة افسدتها وجعلت ثوارها اقلية وانه لا خير في شعب ولى امر قيادة ثورته لمشترك وتوابعه ثم انها حذرت من تسلق المتمسكنين شعار الشعب يريد اسقاط النظام حتى اذا ما تمكنوا استبدلوه بشعار المشترك وتوابعه يريد مبادرة الخليج.

 المتابع لفعاليات وتصريحات قوى الازمة التي اصبح صوتها اكثر ارتفاعا في ساحة التغيير بعد خطفها من الثوار سيتوقع ان مفاجأتهم من التصعيد اللاثوري مع قادم الايام تحتوي على مخزون ضخم من تسميات الجمع تم اعداده بعناية ثورية فائقة لسنوات مفتوحة العدد ومجلدات من الشعارات بالإضافة الى ابتكار حركات رياضية جديدة تؤدى بعد الصلاة وأثناء ترديد الشعارات خاصة وان صالح باق في اليمن بقوة دستور المرحلة الانتقالية المسمى بمبادرة الخليج حتى الحادي والعشرين من فبراير رئيسا شرفيا ومن ثم سيتفرغ كما قال للعمل السياسي من موقع رئاسته للمؤتمر بمعنى انه سيظل لاعبا اساسيا في ادارة البلاد , هؤلاء هم ثوار المشترك وتوابعه الذين حذرنا منهم منذ فترة مضت اكتسحوا الساحة فأصبحوا اغلبية فقضوا على الثورة وابقوا على صالح ونظامه

وبما ان معيار تحقيق ثورات الربيع العربي انتصارات رحيل الطغاة وأنظمتهم يأتي عبر بوابة الهبة الشعبية المتسلحة بالانتماء للوطن دون سواه فكان اغلاق كل منافذ ساحات الاعتصام الثورية خوفا من تسلل ولاءات المشاريع الخاصة يشكل الضامن الفعلي لإبقاء خط الثورة في تصاعد مستمر وصولا الى تحقيق الحسم الثوري وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه شباب الثورة في اليمن فإما انهم تساهلوا في امر التنسيق والتنظيم للسيطرة على اعداد البشر التي اكتسحت ساحتهم بدعوى الانضمام للثورة اوانه كان اكبر من طاقتهم ,فلم يمض الكثير من الوقت حتى تحول الثوار الى اقلية والثورة الى ازمة وعلق الحسم الثوري فيما تنفس صالح الصعداء لنجاته من استحقاقات الثورة لكن الامال مازالت حية في النفوس وستبعث من جديد اذا ما تمكن ثوار فبراير من استعادة ساحتهم في اعقاب اصرارهم على احياء الفعل الثوري الذي تجلت تباشيره في تحركاتهم على شكل مسيرات راجلة تصل ساحة التغيير من محافظات اخرى لمؤازرة اخوانهم وأملنا ألا يكونوا جنازة فوق الاموات

عودة إلى الثورة الشعبية
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الثورة الشعبية
عبدالرب بن احمد الشقيريهلا فبراير
عبدالرب بن احمد الشقيري
مريم عبدالله الغربانيالوطن.. هنا يستوقفني سؤال
مريم عبدالله الغرباني
بن سهيل اليمانييوم الخميس..
بن سهيل اليماني
عبد الباري عطوانرسالة من مضيق هرمز
عبد الباري عطوان
مشاهدة المزيد