آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

سلحفاة المؤتمر وأرنب المعارضة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 27 يوليو-تموز 2011 03:39 م

لم نكن نظن أن فترة الحسم بين الثورة والنظام سيستغرق كل هذا الوقت الطويل ولكن ما كان يدور في خلدنا أنها فقط أيام معدودات تلك التي تفصلنا عن يوم الانتصار .. وكلنا نعرف قصة الأرنب التي دخلت في سباق مع السلحفاة وفي لحظة ثقة زائدة وغرور نامت وحينما استيقظت كان الأوان قد فات على تعويض المسافة بينها وبين السلحفاة التي سبقتها وحققت الفوز الثمين .. وفي بلادنا انطلقت أرنب شباب المعارضة نحو الفوز مخلفة وراءها سلحفاة النظام في ذهولها وحيرتها .. وكان يتراءى للمشاهد قرب تحقق الهدف المنشود لما يراه من سرعة الانطلاق وتوفر أدوات النصر وتحقق آلياته الواحدة تلو الأخرى .. ومع كل منعطف في السباق يستعد الناس للاحتفال ولكن تأتيهم المفاجأة بأن أرنب الثورة يتقهقر ويبدأ في تمييع قضيته منشغلا بأمور أخرى خارج سربه ويقضي جل وقته في حوار عقيم ألهاه عن مواصلة المشوار بنفس القوة والهمة ومنصرفا عن أهدافه بقضم الجزر الخليجي الأحمر ومضغ العشب اليماني الأخضر ليكتشف متأخرا أن السلحفاة المؤتمرية قد استفاقت وأعادت ترتيب خطواتها وانطلقت بهدوء مصحوبا بتخطيط وبرمجة وببطء مشفوعا بقراءة صحيحة لواقعنا السياسي والاجتماعي وبتثاقل مدعوما بوسائل تبقيه قويا في الميدان .. فكم فرصة سنحت للثورة لتحقق بها نصرا مؤزرا ولكنها لم تحسن اغتنامها فذهبت أدراج الرياح فمنذ الأيام الأولى بدأ الارتباك واضحا على محيا النظام وعلا وجهه الفشل واختلطت عليه الأوراق وهبت عليها رياح التغيير لتبعثرها يمنة ويسرة وكان بالإمكان تفعيلها لتزيده ضياعا وإحباطا ولكن لم يصعد الأمر نحو الأمام .. وعلى حين غفلة ينضم للثورة اللواء علي محسن الأحمر وفرقته الأولى مدرع وهنا اهتز كيان الوطن وبدا أن أغصانه ستطرح قريبا ثمارها ..

وتخلخل الصف المؤتمري حتى أن الكثيرين من أعضاءه والموالين له قد انفطر عقدهم وتوجهوا نحو الثورة يعلنون انضمامهم إليها لعلهم يجدون لهم سكنا في حماها .. وكان أكثرهم ولاء يعتقد جازما أنها مجرد ساعات تفصله عن انهيار النظام واستسلامه .. وبينما نحن نعيش متعة الانتظار لنشهد ساعة الانهيار نكتشف أن القيادات الثورية لا تفقه ألف باء السياسة وحسن استغلال الفرص فقد عاشت قيادتنا الفرحة مثل غيرها من الناس ولم ترسم معه خطوتها الفعلية القادمة وضربتها القوية القاصمة التي تزيل النظام إلى غير رجعة .. هذه حقيقة لا جدال فيها .. لقد نامت الأرنب ولم تحسن التعامل مع هذه المنح الذهبية ولم تقم بتوظيفها بقوة وسداد .. وكم فرصة بعدها أُتيحت للثورة لتحقيق أهدافها فكان أخرها ضربة جامع النهدين الذي وقفت قيادة الثورة أمامها خائفة تترقب .. وبدلا من أخذ زمام المبادرة وجدت المعارضة نفسها تتمنى لعدوها الشفاء العاجل !! ولو تخيلت نفسها أسدا وزأرت لحققت النصر والتمكين ولما حمى السلحفاة يومها درعها الجمهوري المتين , ولكنها كعادتها في مثل هذه المواطن أصابتها حيرة وتردد وفقدت القدرة على التمييز والتحليل وتاهت في دوامة الحسابات 1+1=2 أم = 2×1 أم =4÷2.. وبدلا من سلوك أقصر طريق بين نقطتين تتفنن في رسم الدوائر وحساب المثلثات .. والنظام مع كل فرصة فائتة يزداد مناعة وتحصينا ويبدأ في لملمة ورقه المنثور وتنظيم صفه المدحور .. ويتعامل مع الحدث بخبرة ودراية .. فكل فعالية للثورة يجعل لها ندها من الفعاليات .. فمخيم الجامعة له مخيم التحرير وجمعة الستين لها جمعة السبعين ومسيرات تهتف بإسقاط النظام لها مسيرات ضدها .. وللثورة قناة سهيل الأبية وعنده أربع كلها تحترف الكذب والأذية .. ويتفنن في صنع الأزمات من الحصبة إلى زنجبار ومن أزمة الغاز والديزل إلى الكهرباء والبترول .. أزمات يتمنى الناس الخلاص منها ولو بعودته للوطن .. ولكأني بحسني مبارك يكاد ينفجر غيظا ويلوم نفسه كيف لم نفكر هكذا وقد كان في استطاعته أن يملا ميادين مصر مؤيدين له من صفوة المجتمع أهل الفن والأدب والطرب .. ولست ناقما ولا متحاملا على أحد حين أقول ذلك فأنا لا أجيد الصمت حينما يكون النصح مخالفة تنظيمية وأكره السير معصوب العينين لمجرد أن ذلك دليل الانضباط والطاعة .. فأرنبنا نامت عن سباقها حتما ولكن ما زال السباق مستمرا ونتيجته فوز السلحفاة في حالة وضع سيدها قدمه على تراب الوطن مجددا فذلك يعني جولات أخرى من الحوارات والمبادرات وهذه في أخر المطاف ستخرجه مرفوع الهامة بلا سقوط ولا محاكمة مما يعني فشل الهدف الأساس للثورة وأما عدم عودته فهو تتويج لها على منصة الشرف . واستغرب كثيرا استخفاف في أعلام الثورة بعقل المشاهد الموالي لها حينما أسمع أن بقايا النظام قصفت هنا وهجمت هناك وأن المعتصمين أو المحاصرين يستنجدون بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية والحقوقية لنجدنهم .. فإذا كانت كل هذه الأفاعيل من بقايا النظام وأطرافه فكيف إذا عاد رأس النظام وأركان جسده ..

فلتعي المعارضة أن لديها أعظم قوة يحتاجها كل كيان ثائر وهي الشعب في الميدان فعليها استيعابه كما يجب ولا تذهب تبتغي الخلاص بالمباحثات والمبادرات فتلك حبالها طويلة وقد تستغرق منها ألف ليلة وليلة ..