مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
لم يعد خافياً على أحدٍ اليومَ، في العالم الإسلامي، الأبعاد السياسية للمشاريع الشيعية المختلفة في استخدام "دم الحسين" - رضي الله عنه- مظلمةً تاريخية يسفكون من خلالها دماء المسلمين عبر التاريخ، لا تهدأ لحظة حتى تثور مجدداً، ولا يمكن أن يتم القضاء على هذه الفتنة وردم فجوتها حتى يتم تشخيص المشكلة بشكل دقيق ويتم تصحيح المرويات التاريخية التي تؤجج نيرانها وتزيد من تدفق الدماء عبر كل العصور، وكسر احتكارها المسيس فارسياً.
وللعمل على ذلك ينبغي أن يتم عمل مقارنة بسيطة بين إدراك وتصرفات الأخوين الشقيقين الحسن والحسين - رضي الله عنهما- في الأحداث التي جرت بينهما وبين الأمويين من ناحية، وبينهم وبين العراقيين من ناحية أخرى، ابتداءً من عهد أبيهما علي - رضي الله عنه- وتعامله مع الأحداث المختلفة.
من يقرأ بدقة سلوكيات العراقيين كأنصار لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه- وخاصة في فترته الأخيرة يدرك كل الإدراك أن المستنصر بالعراقيين مستندٌ إلى سراب ووهم لا يمكن أن يقيم دولة أو يكوّن جيشاً منهم، فهم كثيرو التذمر، وقليلو الصبر، وأسرع إلى الهرب عند اللقاء، وأركن إلى الدعة والراحة منهم إلى النفير والمواجهة، والمسارعون إلى الغدر والبيع والانحياز للخصم، والرضوخ لصاحب الغلبة والقوة والمال.
ففي خُطب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- الكثيرُ من هذه الصور، حتى بلغ به اليأس منهم مبلغه، وقد استسلم لمصيره المحتوم بسبب خذلانه من قبلهم، حتى إنه كان يستعجل نهايته التي أنذر بها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان الحسن بن علي - رضي الله عنهما- يرقب كل هذه الأحداث والصور، ويدرك أبعاد هذا الخذلان، وأنه لا يمكن الركون إليهم أو الاستناد عليهم، وكما تحدث أبوه من قبل في خطبه المختلفة عن خذلان أهل العراق وغدرهم به، كذلك كان الحسن يخطب ويتحدث عن هذا الغدر، فقال مما قال، وهو يهيئ أمر الصلح مع معاوية - رضي الله عنه: "يا أهل العراق، إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث؛ قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي"، وكان العراقيون قد حاولوا قتله وتم طعنه، وثاروا إلى مجلسه وحمولته فانتهبوا كل شيء له، وأدرك أنه لا دولة له في ظل هؤلاء الغدارين.
لقد كان الحسن يقدر الأمور ويعرف أبعادها، ويقرأ مآلاتها؛ فقد اعترض على أبيه في أشياء كثيرة، وحينما رأى خذلان أهل العراق لأبيه وتذمر أبيه منهم، أدرك أنهم ليسوا قوم نصرة، فلم يتكئ عليهم ولم يستند إليهم، ولم يتخذ منهم ركناً يعتمد عليه، وإنما كانت مبايعته للخلافة مخرجاً مشرفاً له وللأمة بالصلح وتحسين شروطه في التفاوض مع معاوية والتسليم له، وحقناً للدماء، وتوحيداً للكلمة، وقد كان يدرك هزيمة مشروعه وانتقاصه يوماً بعد آخر وتضاؤله أمام تقدم مشروع معاوية وتقويته مع مرور الأيام، والتحاق شخصيات المسلمين وكبراء العرب بمعاوية وعزوفها عن دولة علي وبنيه.
كل هذه الأسباب جعلت الحسن يسلم لمعاوية، ويصالحه على خمسة آلاف ألف (خمسة ملايين) من المال، بينما يعترض الحسين على أخيه في التسليم لمعاوية، غير أن الحسن زجر الحسين وقال له: "أسكت فأنا أعلم بالأمر منك".
بعكس الحسين، الذي كان لا يفقه كثيراً في السياسة، وبدا متهوراً لا يدرك تفاصيل الأحداث، ولا مكامن مآلاتها، وإصراره على السلطة مهما كلفه الثمن، رغم نصح الناصحين، ومحاولة الجميع ثنيه عن الخروج إلى العراق.
فرغم الدروس العظيمة من حياة والده وأخيه في الحروب والتعاملات المختلفة مع العراقيين لم يتعظ الحسين منها أبداً، ولم يستفد أبداً من سياقاتها ومصائرها، فاغتر ببعض المراسلات من العراقيين، وبنى كل تفكيره على ذلك، وعلى الرغم من أنه أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق للاستيثاق من الأمر، إلا أنه لم يدرك بعد الشقة بينهما وما سيصار إليه من عزل إخباري بينهما تكون الأحداث الجمة بين غياهيب تلك العزلة، وهذا ما أدركه في محطات الطريق قبل الوصول إلى بغيته، ولم يكد يصل أطراف العراق حتى كان كل شيء قد انتهى بالنسبة إليه.
في حقيقة الأمر لم يقم الحسين بأية ثورة تذكر ضد يزيد بن معاوية، مما يردده الشيعة اليوم ويدلسون به على العامة؛ بل كل ما فعله أنه رفض مبايعة يزيد لا أكثر، رفض التوريث بينما هو محسوب في قلب التوريث، وطلب الخلافة لنفسه، وبنى تصوراته وحلمه للخلافة على وهم العراقيين.
تذكر كثير من المصادر التاريخية أن الحسين كان رابع أربعة فقط رفضوا مبايعة يزيد واحتجوا على خلافته بالتوريث، وتزعم هذا الاحتجاج عبدالرحمن بن أبي بكر ومن بعده عبدالله بن الزبير، ثم عبدالله بن عمر، ثم الحسين في نهاية المطاف لما رأى اعتراض أولئك النفر قبله، وكان لعبدالرحمن بن أبي بكر قصب السبق في هذا الاحتجاج وقال قولته المشهورة: "أردتموها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل آخر!"، حتى إن مروان بن الحكم، وهو والي المدينة يومئذ لمعاوية، أراد أن يعتقل عبدالرحمن أو يقتله، كما في بعض الروايات بحجة التمرد، لولا اعتصامه بمنزل أخته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهما.
لقد عرض أولئك النفر على الحسين عدم الذهاب إلى العراق، وإقامة دعوته للخلافة إما في الحجاز، كما قال له عبدالله بن الزبير، وعبدالله بن مطيع، وعبدالله بن عباس، أو اليمن، كما خيره عبدالله بن عباس، غير أنه أبى إلا الذهاب إلى العراق، وكأن القدر يسوقه إلى المصير المحتوم.
لم يستمع الحسين نصحاً من أحد، وكان ممن نصحه أخوه محمد بن الحنفية، وعبدالله بن عباس، وعبدالله بن الزبير، وعمرو بن سعيد بن العاص والي مكة لمعاوية، رغم أنه كتب له الأمان على ما يريد، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن مطيع، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب، رغم أن هذا الأخير أرسل معه ابنين له فقتلا معه، والشاعر الفرزدق الذي قال له: قلوب أهل العراق معك وسيوفهم عليك، وغيرهم كثير حتى في الطريق وهم يرون انقلاب العراقيين عليه وانضمامهم لبني أمية.
لقد غرر العراقيون بالحسين، وعميت عليه كل السبل والآراء، رغم تسليمه بصحتها ولم يعد يرى غير العراق وجهة وسبيلا.
وكان أعظم مثلبة عليه أنه خرج بنسائه ونساء أبيه وأطفالهم جميعاً إلى متاهة وهاوية لم يفحص عواقبها، ولم يستوثق أحداثها رغم تنبيه الفرزدق له وآخرين على الطريق وهم يعلمونه بما حدث من انقلابات في العراق عليه وقال له أكثر من واحد غير الفرزدق: "قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية".
ما إن وصل إلى كربلاء حتى اعترضه عسكر عبيدالله بن زياد بقيادة عمرو بن سعد بن أبي وقاص، وحينما أسقط في يده وعلم أنه مأخوذ من قبلهم خير في البداية عمرو بن سعد بثلاثة أمور؛ إما أن يذهبوا به إلى يزيد بن معاوية، أو يتركوه فيعود من حيث أتى إلى مكة، أو الالتحاق بجيش المسلمين للقتال في الثغور، فوافق ابن سعد بن أبي وقاص على ذلك، ولكن عبيدالله بن زياد رفض الأمر، فبادره بعض جنوده ومنهم ابن الجوشن فقتلوه مع من كان معه، عدا بعض أهله وصبيانه. وأثناء القتال أدرك الحسين خذلان الشيعة المستقدمين له ودعا عليهم بأنهم هم قاتلوه، فقال: "اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"، وبينما كان القتال يدور والموت محلق على رأسه كان بعض الشيعة يرقبون تلك المقتلة على رأس هضبة مرتفعة ولا يزيدون على البكاء دون التقدم لنصرته، ويقول سعد بن عبيدة: "إن أشياخاً من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون: اللهم أنزل نصرك، قال: قلت يا أعداء الله، ألا تنزلون فتنصرونه!"، يتفرجون على المعركة دون النصرة وخذلانهم سيد الموقف ولا يملكون إلا البكاء، وهو ما يفعلونه إلى اليوم، لا يبكون لمقتله بل لأنهم خذلوه ويعتبرون أنهم يكفرون عن ذنب الغدر به.
حقيقة الأمر كان قتله من قبل ابن زياد عملاً غير مسؤول، وهو جرم كبير ليس لأنه حفيد رسول الله والاتكاء على هذا النسب، كما تقول الشيعة وتنوح عليه، بل لكونه مسلماً مستسلماً له حقوق المستسلم كأسير حتى وإن كان خارجاً على الدولة، فهناك في مثل هذه الظروف بدائل لحالات الاستسلام كالأسر والفدية والإقناع بالبيعة، وإنهاء تهديد التمرد. وهذا ما وصى به معاوية - رضي الله عنه- ابنه يزيد فقال له: "وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك وظفرت به فاصفح عنه فإن له رحماً ماسة وحقاً عظيماً، فإني لو أني صاحبه لعفوت عنه"، وما الإصرار على قتله وحشره في الزاوية إلا من قبل أمراء السوء ليزيد بن معاوية، الأصل في فيء وتوبة الخارج الصفح أو الحبس، وليس لهم سبيلاً عليه في القتل لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}المائدة34، وقد أمر المسلمون أن يكفوا عن الكفرة في أرض المعركة إن هم استسلموا وكفوا وعرضوا الصلح، وهو ما عرضه الحسين - رضي الله عنه- على قاتليه. ولهذا نجد أن يزيد بن معاوية بكى على الحسين لما رأى رأسه بين يديه ولم ينكته بقضيبه كما تقول بعض الروايات، بل إن الذي نكته بقضيبه هو قاتله عبيدالله بن زياد.
استغلت الشيعة مقتل الحسين ومن معه في كونه حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، وصوروا الحادثة كما لو كانت تصفية متعمدة لأهل بيت النبي، فجعلوا هذا الأمر رأس الأمر كله، دون الالتفات للمعطيات الحقيقية على الأرض، وذلك لتجييش العاطفة الدينية لدى بقية المسلمين العاطفيين الذين لم يشهدوا الحادثة ولم يقفوا عند حقيقتها ووزنها بميزان الدول والتنافس البشري، لذلك صوروا تلك المقتلة بصور عاطفية اخترعوا لها كل الصور وتفننوا في التسويق لها عبر التاريخ، واستخدم الفرسُ العلويين والهاشميين مطايا للوصول عبرهم إلى بغيتهم في تمرير الأجندة الفارسية التي تتجدد مع كل قرن وبقاء القومية والأجندة الفارسية جمرة متقدة عبر الزمن ضحاياها المسلمون والعرب على وجه التحديد، الذين لم تشهد دولهم استقراراً ولا تنمية بسبب استغلال هذه الحادثة، ونجد أن الدول تنمو وتستقر كلما شطبت هذه الخرافات من طريقها وعدم التوقف عندها، والعراق واليمن في السبعينيات والثمانينيات خير دليل على ذلك قبل أن تعود خرافات وتبعات هذه الحادثة التي انتهت منذ مئات السنين.
لقد كان الحسين – رضي الله عنه- بخروجه ذاك يمثل تهديداً للدولة في زعزعة استقرارها، فهو في حكم المتمرد، رغم أنه غير مبايع ليزيد، ويزيد هنا في هذه اللحظة لم يكن في حكم ولي الأمر؛ لأن الحسين لم يبايعه في الأصل، لكنه يبقى في حكم المهدد لاستقرار الدولة القائمة والمستقرة والتي لو قدر لبقاء الحسين بمبايعة شيعة العراق له لشق عصاها ولما استقرت حتى اليوم، ولما شهد العالم الإسلامي تقدماً وتوسعاً وفتوحات، وهذا التهديد هو ما ترفضه كل الدول على الإطلاق قديماً وحديثاً؛ ترفض أي تهديد لها من الداخل أو الخارج، فتتعامل الدولة الحازمة مع أي تهديد بصرامة إن هي أرادت الاستقرار والمضي إلى الأمام، بعكس الدولة الرخوة التي تترك العلة تنمو وتكبر حتى تزيل الدولة من طريقها، ولو كانت الدولة في اليمن تعاملت بحزم مع التهديد الحوثي لها منذ البداية دون التعامل معها بانتهازية التكتيك والتصفيات الداخلية والمساومات والابتزاز للمنافسين أو الخصوم ما وصلت اليمن إلى ما وصلت إليه اليوم، وكذلك في العراق، ولبنان، وغيرها من الدول.
من هنا كانت مداخل الشيعة اليوم والأجندة الفارسية الإيرانية؛ استخدمت دم الحسين كمدخل لتهديد الدول واستقرارها وتهديد المنطقة برمتها، فإبقاؤها دم الحسين فواراً يدور في كل زمان ومكان في المنطقة الإسلامية والعربية هو لأغراض سياسية بتشجيع ودعم دولي لابتزاز الدول وضرب استقرارها.
كثير من المرويات في قتل الحسين - رضي الله عنه- مبالغ فيها من قبل المؤرخين الشيعة، وإن كان مقتله حقيقة، لكن أن يتم رواية أنه حتى الأطفال في المهد قتلوا معه فهو أمر مبالغ فيه، ومن ذلك مثلاً أنه كان في حجره طفل في المهد قتل بسهم أثناء الاشتباك، فكيف بطفل يكون في حضن والده أثناء المعركة؟!
صحيح أنه قتل معه بعض أقاربه وإخوته تحديداً من أبيه كأبي بكر وعمر وغيرهما، فقد كانت أكبر مثلبة عليه أن يذهب بكل هؤلاء الأطفال والنساء إلى مصير مجهول ومحتوم وإلى معركة غير متكافئة.
لقد كان ابن عباس أكثر الناس إلحاحاً عليه ونصحاً له في عدم الخروج من الحجاز إلى العراق، وابن عباس خبير عليم من عهد أبيه علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وكان يقول له: "إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال. إن أهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم. أقم بهذا البلد فإنك سيد أهل الحجاز، فإن كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم، فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصوناً وشعاباً، وهي أرض عريضة طويلة ولأبيك فيها شيعة وأنت عن الناس في عزلة"...فلما لم يسمع لابن عباس عاد وقال له: "إن كنت قد أزمعت إلا الخروج والمسير إلى العراق فلا تأخذ نساءك وصبيتك، فو الله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه..." (الطبري صـ987)، وهو ما كان فعلاً، وضرب الحسين عرض الحائط بكل النصائح التي أسديت له من الأقارب وغير الأقارب وهو يعلم أن أهل العراق خذلوا أباه فقتلوه، وخذلوا أخاه فحاولوا قتله، وكان قدره المحتوم المساق إليه.
لقد كان مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان عاصفة الدهر الحقيقية وأعظم فتنة بليت به الأمة؛ إذ شقت العالم الإسلامي إلى شطرين، وسالت أنهر من الدماء، ومع ذلك لم يتم استغلالها كما استغل الشيعة ولا إيران حادثة مقتل الحسين، حتى إنه صار عند العامة جزءاً من الدين، وهذا غير صحيح، وجعلت الشيعة هذه المناسبة للتحشيد الطائفي والتجنيد لقتل السنة أينما كانوا إن هم ظهروا وانتصروا عليهم، كما فعل شيهان إيران بالسنة في إيران والعراق، وكما فعل الإماميون في اليمن، وكما يعمل الحوثيون اليوم في اليمن وهم يرفعون شماعة دم الحسين.