من هو حزب الله
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 26 يوليو-تموز 2006 07:51 م

لجنوب لبنان عام 1982. وللحزب جناح عسكري يسمّى "بالمقاومةالإسلامية". ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، استمرت المقاومة الإسلامية بالمناوشات مع الجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. وبالإضافة الى الدور العسكري الذي يلعبه حزب الله؛ هناك جانب اجتماعي يتمثل في إقامة المستشفيات والمدارس ودور الرعاية، وآخر إعلامي يتمثل بمحطة تلفزيون المنار. يترأس الحزب السيد حسن نصرالله, الذي كان قد قدم نجله البكر هادي شهيداً في احدى المواجهات مع العدو الاسرائيلي في جبل الرفيع في جنوب لبنان. وقد خلف السيد حسن نصر الله السيد عباس الموسوي الذي استهدفته الطائرات الاسرائيلية فاستشهد وزوجته وابنه في العام 1992 . قدم حزب الله 1200 شهيد في المواجهات مع العدو الاسرائيلي .

تحت المجهر

في الوقت الذي تصنف كل من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا واستراليا حزب الله كمنظمة ارهابية، نجد ان الكثير من الدول لايصف حزب الله بهذا الوصف. ويصف الإعلام الاوروبي حزب الله كجماعة مسلّحة متعلقة بالإرهاب. وفي العالم العربي، يتفق السواد الأعظم العربي ان حزب الله منظمة جهادية ذات حق مشروع وسليب من قبل الإسرائيليين ولهم كل الحق في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي. ففي الوقت الذي أدانت به حزب الله هجمات 11 سبتمبر 2001 وحادثة مقتل نيك بيرغ، نجد ان حزب الله يتعاطف ويؤيد التحركات العسكرية لحركة حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة وحليفاتها كمنظمة ارهابية. و الان حزب الله يخوض حربا اخرى مع اسرائيل و يصفها بالبنصر الاكيد و ان تطلعاته ما وراء حيفا

الأمين العام : حسن نصرالله

حياته

وُلـِد السيد حسن نصر الله في بلدة البازورية الجنوبية القريبة من مدينة صور ( 10كلم شرقي صور ) عام 1960. إضطر وهو صغير وبسبب ضيق حال العائلة وإنعدام فرص العمل في بلدته الجنوبية التي كانت تشكو كغيرها من قرى وبلدات المنطقة من الفقر والإهمال والحرمان للنزوح مع عائلته إلى مدينة بيروت وهناك أقامت العائلة في منطقة الكرنتينا إحدى أحزمة البؤس المنتشرة حول أطراف العاصمة ، وفي هذه المنطقة قضى حسن نصرالله أغلب أيام طفولته .

عمل في أولى أيام حياته بمساعدة والده عبد الكريم نصرالله في بيع الخضار و الفاكهة وفي متجر والده الصغير بدأت أولى مشاعر الإيمان والثورة تتولد في نفسه وذلك من خلال صورة لسماحة السيد الإمام موسى الصدر كان والد نصرالله يعلقها على إحدى الجدران ، وقد كان لهذه الصورة الأثر الكبير في صياغة تفكير ومبادىء حسن نصرالله مستقبلا ً .

كان نصرالله وخلال فترة نشأته الأولى بعيدا ًعن كل مظاهر اللعب واللهو والمزح فهو لم يكن يصاحب رفاقه للعب كرة القدم أو السباحة،بل إنه كان دائم التردد إلى المساجد ودور العبادة ، وبسبب عدم وجود مسجد في الكرنتينا فإنه كان يضطر للذهاب إلى مساجد المناطق المجاورة في سن الفيل و برج حمود و النبعة .

جذبت القراءة نصرالله منذ نعومة أظافره وكان يشتري الكتب من ساحة البرج في بيروت ( ساحة الشهداء )إما من الباعة المتجولين أو من الذين يفرشون كتبهم على الرصيف ، ويبدو أن نزعته الإسلامية كانت ظاهرة بوضوح في نوعية قراءاته فهو كان يقرأ كل مايتعلق بالدين الإسلامي بغض النظر عن مدى ملاءمته لسنه .

دراسته و تحصيله الديني

أتم دراسته الإبتدائية في مدرسة حي "النجاح"، ثم درس في مدرسة سن الفيل الرسمية.ثم كان أن إندلعت الحرب الأهلية في لبنان فرجع مع عائلته إلى بلدته البازورية في الجنوب وهناك تابع دراسته الثانوية في مدرسة ثانوية صور الرسمية للبنين .

خلال وجوده في البازورية إلتحق حسن نصرالله بصفوف حركة أمل الشيعية التي أسسها السيد موسى الصدر ، وكان خياره يبدو غريبا ً حينها عن توجهات البلدة السياسية التي كانت تأخذ الطابع الشيوعي والماركسي وذلك لكثرة الشيوعيين الموجودين فيها إبان ذلك الوقت . وبسبب قوة شخصيته ووسع أفقه وإطلاعه فإنه أصبح مندوب الحركة في بلدته .

وفي صور تعرف نصرالله إلى السيد محمد الغروي الذي كان يقوم بتدريس العلوم الإسلامية في إحدى مساجد المدينة بإسم السيد الصدر ، وبعد مدة من لقائهم طلب نصرالله من السيد الغروي مساعدته في الذهاب إلى مدينة النجف العراقية إحدى أهم مدن الشيعة والتي تتلمذ فيها كبار علماء الدين الشيعة . وبالفعل فإن السيد الغروي ساعده في الذهاب إلى النجف بعد أن حمله كتاب توصية للسيد محمد باقر الصدر إحدى أهم رجال الدين الشيعة عبر تاريخهم ، وبوصوله إلى النجف لم يكن قد بقي بحوزة نصرالله قرشا ً واحدا ً. وهناك سأل عن كيفية القدرة على الإتصال بالسيد محمد باقر الصدر فدلوه على شخص يدعى عباس الموسوي ، وبلقائه خاطبه نصرالله بالعربية الفصحى ظنا ً منه أنه عراقي لكنه فوجىء بأن الموسوي لبناني من بلدة النبي شيث البقاعية وهذا اللقاء كان محور تغير هام في حياة نصرالله ، كونه وإبتداءً من هذه اللحظة فإن صداقة قوية ومتينة ستقوم بين الرجلين اللذين كتبا فصلا ً هاما ً من تاريخ لبنان الحديث عبر مساهمتهما في إنشاء وتأسيس حزب الله اللبناني عام 1982 .

بعد لقاء نصرالله للسيد محمد باقر الصدر فإن هذا الأخير طلب من الموسوي رعاية نصرالله والإعتناء به وتأمين ما يلزم له من مال وإحتياجات كما عهد له بتدريسه ، وكان الموسوي صارما ً في دوره كمعلم وبفضل تدريسه المتشدد إستطاع طلابه أن ينهوا خلال سنتين ما يعطى عادة خلال خمس سنوات في الحوزة.فالتدريس عند الموسوي عملية متواصلة ليس بها إنقطاع أو عطل حتى في أيام العطل الرسمية فإن دروسه لا تتوقف وهذه الأجواء أمنت لنصرالله الفرصة بإنهاء علومه الدينية في فترة سريعة نسبيا ً حيث أنهى المرحلة الأولى بنجاح في العام 1978 .

في هذه الفترة كان المناخ السياسي العراقي قد بدأ بالتغير بشكل عام حيث أخذ نظام البعث الحاكم بالتضييق على الطلبة الدينيين من مختلف الجنسيات ، ويبدو أن وضع الطلبة اللبنانيين كان أسوأ من غيرهم حيث بدأت التهم تلاحقهم يمينا ً وشمالا ً تارة ً بالإنتماء إلى حزب الدعوة وتارة ً أخرى بالإنتماء إلى حركة أمل وأيضا ً بتهم الولاء إلى نظام البعث السوري الحاكم في سوريا والذي كان في عداوة مطلقة مع نظام البعث العراقي .وفي أحد الأيام إقتحم رجال الأمن البعثي الحوزة التي كان يدرس بها نصرالله بهدف إلقاء القبض على السيد عباس الموسوي الذي كان حينها مغادرا ً إلى لبنان فلم يجدوا سوى عائلته فأخبروها بمنعه من العودة مجددا ً للعراق . ومن حسن حظ نصرالله أنه لم يكن موجودا ً في الحوزة حينها حيث تم إعتقال رفاقه الباقون ، وهنا أدرك أنه لم يعد هناك مجالا ً للبقاء بالعراق فغادر عائدا ً على وجه السرعة إلى لبنان قبل أن يتمكن نظام صدام حسين من إلقاء القبض عليه . بعودة نصرالله إلى لبنان إلتحق بالحوزة الدينية في بعلبك وهناك تابع حياته العلمية معلما ً وطالبا ً ، إضافة ً إلى ممارسته العمل السياسي والمقاوم ضمن صفوف تنظيم حركة أمل الشيعية التي كانت قد بلغت أوجها في ذلك الحين .وبفضل قوة شخصيته ومتانة عقيدته وصدق إلتزامه وإخلاصه فإن ذلك الشاب الذي كان بالكاد قد بلغ العشرين من عمره إستطاع الوصول إلى منصب مندوب الحركة في البقاع وهو منصب لا يتسلمه عادة ً إلا من كان يمتلك صفات قبادية وأخلاقية من الدرجة الأولى .

حياته السياسية

عام 1982 كان عاما ً مفصليا ً في حياة نصرالله ففي هذا العام وقع الإجتياح الإسرائيلي للبنان وبوقعه حصلت أزمة في صفوف أمل بين تيارين متقابلين تيار يقوده نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وكان يطالب بالإنضمام إلى "جبهة الإنقاذ الوطني " وتيار أخر أصولي متدين كان نصرالله والموسوي أحد أعضائه وكان يعارض هذا الأمر وبتفاقم النزاع إنشق التيار المتدين عن تيار نبيه بري الذي كان لدى التيار المتدين مأخذ كثيرة عليه بسبب الإختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه الإمام موسى الصدر.

والحقيقة أن التيار المتدين كان يعارض الإنضمام إلى جبهة الإنقاذ الوطني بسبب وجود بشير الجميل فيها وكاونوا يعتبرونها تهدف إلى إيصال هذا الأخير إلى رئاسة الجمهورية . والجميل هذا كان خطا ً أحمرا ً لدى تيار المتدينين بسبب علاقاته مع الإسرائيليين .

وهنا كانت البداية الأولى لظهور حزب الله اللبناني ، حيث بدأ هؤلاء الشباب بالإتصال برفقائهم الحركيين في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تحريضهم على ترك تيار بري والإنضمام إلى حزب الله وبدأت هذه النواة تكبر مع الأيام حتى أصبح الحزب في الوقت الحاضر إحدى أهم وأكبر الأحزاب على الساحة اللبنانية والعربية والإسلامية .

عند ولادة حزب الله لم يكن نصرالله عضوا ً في القيادة فهو لم يكن حينها قد تجاوز ال22 ربيعا ً وكانت مسؤولياته الأولى تنحصر بتعبئة المقاومين وإنشاء الخلايا العسكرية التي شكلت فيما بعد العنوان الأبرز في مقاومة الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان .

بعد فترة تسلم نصرالله منصب نائب مسؤول منطقة بيروت الذي كان يشغله السيد إبراهيم أمين السيد إحدى نواب حزب الله السابقين في البرلمان اللبناني وإستمر نصرالله بالصعود داخل سلم المسؤولية في حزب الله فتولى لاحقا ً مسؤولية منطقة بيروت ثم استُحدث بعد ذلك منصب المسؤول التنفيذي العام المكلّف بتطبيق قرارات "مجلس الشورى"، فشغله نصر الله.‏

ولكن يبدو أن المسؤولية والمناصب لم تكن تستهوي نصرالله بالقدر الكافي بل إن إهتمامه الحقيقي كان يتجه صوب تكملة دراسته الدينية ، ولذلك فإنه وبعد مدة غادر بيروت متجها ً نحو إيران وتحديدا ً إلى مدينة قم لمتابعة دروسه الدينية هناك ولكن التطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية خصوصا ً لجهة النزاعات المسلحة بين حزب الله وأمل إضطرته للعودة مجددا ً للبنان . بعودته لم يكن لنصرالله مسؤولية محددة فمنصبه ككمسؤول تنفيذي عام كان قد سـُلـِم للشيخ نعيم قاسم وهكذا بقي نصرالله من دون منصب حتى إنتخاب السيد عباس الموسوي أمينا ً عاما ً فعين قاسم نائبا ً له وعاد حسن نصرالله لمسؤوليته السابقة .

أمين عام حزب الله

في عام 1992 إغتالت إسرائيل أمين عام حزب الله السيد عباس الموسوي فصار إلى إنتخاب حسن نصرالله أمينا ً عاما ً للحزب بالرغم من أن سنه كان صغير على تولي هذه المسؤولية ولكن يبدو أن صفات نصرالله القيادية وتأثيره الكبير على صفوف وأوساط قواعد حزب الله قد لعبت دورا ً مؤثرا ً في هذا الإتجاه وبالفعل فإن إنتخابه كان له الأثر الأبرز في تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوه. ‏ وفي ذلك العام وبعد أشهر قليلة من إغتيال الأمين العام السابق الموسوي فإن حزب الله إختار الدخول إلى قلب المعترك السياسي اللبناني فشارك في الإنتخابات النيابية التي جرت في ذلك العام وحصد عدددا ً من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع وهذه الكتلة كبرت وإزدادت عددا ً في الإنتخابات النيابية اللاحقةأعوام 1996 و 2000 و 2005 وهي تعرف بإسم " كتلة الوفاء للمقاومة ". وفي عام 1997 فقد نصرالله إبنه البكر هادي في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان .

خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وجهه إلى الأمة والشعب اللبناني والمقاومين والصهاينة والحكام العرب

الجمعة 14/7/2006‏‏‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إن ينصركم الله فلا غالب لكم‏‏‏

وجه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله نداء مساء اليوم هذا نصه:‏‏

"في البداية وأنا في أول خطاب لي معكم بعد تنفيذ عملية "الوعد الصادق" وما تبعها من أحداث. أود في البداية أن أتوجه بالتبريك والتعزية الى عوائل الشهداء، الذين قدموا أعز أحبائهم في هذه الأيام القاسية والصعبة وكلما قدموه في أشرف مواجهة ومعركة عرفها العصر الحديث، بل عرفها التاريخ. وأن أتوجه الى الجرحى ايضا بالتحية متضرعا الى الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم ويمن عليهم بالشفاء والعافية. وأن أتوجه ايضا بالتحية الى أهلنا الصامدين في جميع المدن والقرى الثابتين الراسخين في أرضهم كما هم راسخون في ايمانهم, وأتوجه بالتحية ايضا لاخواني المجاهدين المقاومين الصابرين المحتسبين المرابطين في كل الخطوط، والمستعدين دائما للتضحية في سبيل ما يؤمنون والذين كانوا وما زالوا يحملون دماءهم على الأكف ورؤوسهم شامخة".‏‏

وتابع : "في أول خطاب في هذه الأيام بعد عملية "الوعد الصادق" أود أن أقول بضع كلمات، كلمة للشعب اللبناني وكلمة للمقاومين، وكلمة للصهاينة، وكلمة للحكام العرب. ولن أقول كلمة للمجتمع الدولي لأنني لم أؤمن يوما من الأيام كما كثيرون من أمتنا أن هناك شيئا إسمه مجتمع دولي. أولا: أقول للشعب اللبناني، يا شعبنا العزيز الذي احتضن المقاومة وانتصرت به وانتصر بها عام 2000 في 25 أيار، هذا الشعب الذي صنع أول انتصار عربي تاريخي في الصراع مع العدو الاسرائيلي بالرغم من عدم تكافؤ القوى أساسا وبالرغم من تخلي غالبية الأشقاء العرب وغالبية الاخوة المسلمين وسكوت العالم كله، هذا الشعب اللبناني صنع معجزة الانتصار التي أذهلت العالم والتي أذلت الصهاينة، هؤلاء الصهاينة الذين ينظرون الى هذا الشعب نظرة خاصة ومميزة لأنه أنجز في تاريخ الصراع معهم انجازا خاصا ومميزا".‏‏

وقال: "المعركة اليوم لم تعد معركة أسرى وتبادل أسرى، قد يقال ان للعدو الصهيوني رد فعل على اي عملية أسر قد تحصل في أي مكان من العالم لأي جيش أو لأي دولة لها حدود ولها ضوابط، ما يجري اليوم ليس رد فعل على عملية أسر، وإنما هو تصفية حسابات مع الشعب والمقاومة والدولة والجيش والقوى السياسية والمناطق والقرى والعائلات التي ألحقت الهزيمة التاريخية بهذا الكيان المعتدي الغاصب الذي لم يعتد على الهزيمة. اليوم اذا، هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاما وثأرا مما تم انجازه في 25 أيار عام 2000".‏‏

أضاف: "أيها الشعب العزيز والصامد والمجاهد والشريف والذي أعرف أنه بأغلبيته الساحقة عقلا وقلبا وإرادة وثقافة وفكرا وحبا وعشقا وتضحية هو شعب كرامة وعزة وشرف وإباء وليس شعب عمالة وخضوع وذل وهوان وخنوع".‏‏

"أقول لكم في هذه المواجهة نحن أمام خيارين ليس كحزب الله وليس كمقاومة، مقاومة حزب الله، لبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة وقوى سياسية نحن أمام خيارين إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعا وبضغط وتأييد ودعم اميركي ودولي وللأسف عربي، إما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي وفي الهيمنة الاسرائيلية، بكل صراحة هذا هو حجم الموضوع، وإما أن نصمد وهو الخيار الآخر وأن نصبر وأن نصبر ونواجه وأنا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى وبالثقة به وبالمجاهدين وبكم وبمعرفتي بهذا الشعب وبهذا العدو، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا".‏‏

"عندما كانت عناقيد الغضب عام 1996، أو تصفية الحسابات عام 1993، في البداية كانت يده أعلى وكانت ظروفنا أصعب، أما اليوم الوضع مختلف وثقوا بي تماما ان الوضع مختلف، ما هو مطلوب فقط أن نصبر وأن نصمد وأن نواجه وأن نتوحد، وأنا أعرف وأنا أراهن أن غالبية شعبنا هو شعب صامد ومجاهد ومضحي وليس بحاجة الى تحريض وإنما ما أقوله إنما هو من باب إستكمال الفكرة وتثبيت الخيار وتأكيد هذا المعنى".‏‏

وقال السيد نصر الله: "أما الكلمة للمقاومين، لإخواني وأحبائي وأعزائي ومن يراهن عليهم اليوم كل لبناني وكل فلسطين وكل عربي وكل مسلم وكل حر وشريف في هذا العالم وكل مظلوم ومستضعف ومعذب، وكل عاشق للصمود، للشجاعة، للشهامة، للقيم، للشرف، الذي يتجسد فيهم ويجسدونه من خلال وجودهم في ساحات المواجهة ومن خلال قتالهم لهذا العدو، قتال الشجعان الأبطال، أقول لهم أنتم اليوم بعد الله سبحانه وتعالى رهاننا ورهان أمتنا، أنتم عنوان شرفنا، وكرامتنا بكم، يبقى هذا الشرف، بكم تحفظ هذه الكرامة، الانجاز عام 2000 أنتم كنتم الأصل فيه بعد الله سبحانه وتعالى، اليوم أنتم معنيون قبل غيركم أن تحافظوا على انجاز النصر وعلى انجاز التحرير وعلى انجاز الصمود وعلى انجاز الكرامة وهذا يتطلب منكم كما أنتم بالفعل وكما أثبتم حتى الآن في هذه الايام أنكم موضع كل رهان وكل حسن ظن وان من اتكل بعد الله عليكم فهمه فائض وعاقبته حسنة ونصره عزيز وقريب وفتحه مبين".‏‏

واضاف: "أما للصهاينة، لشعب الكيان الصهيوني في هذه الساعة أقول له، ستكتشف سريعا أيها الشعب، كم أن حكومتك الجديدة وقيادتك الجديدة حمقاء وغبية ولا تعرف تقدير الأمور وليست لديها أية تجربة على هذا الصعيد، أنتم أيها الصهاينة تقولون في استطلاعات الرأي أنكم تصدقونني أكثر مما تصدقون مسؤوليكم، هذه المرة أدعوكم جيدا لأن تسمعوني وأن تصدقوني، اليوم نحن صبرنا بالرغم من الاعتداء الذي حصل ليلا على الضاحية الجنوبية وتراكم الاعتداء على كل قرية وحي وشارع وبيت في لبنان، لا فرق بين الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت وأي بيت في جنوب لبنان أو البقاع أو الشمال أو جبل لبنان أو أي زاوية من زوايا لبنان".‏‏

وتابع السيد نصر الله: "هذه المعادلة انتهت، لن أقول اليوم اذا ضربتم بيروت سنضرب حيفا، لن أقول لكم اذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة أردتم أن تسقط فلتسقط نحن وإياكم، أنتم أردتم حربا مفتوحة، نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، حربا على كل صعيد، الى حيفا وصدقوني الى ما بعد حيفا والى ما بعد ما بعد حيفا. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا، لن تدمر بيوتنا وحدنا لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده، هذا الزمن انتهى، هذا كان زمن قبل 1982 وقبل سنة 2000 للميلاد، هذا زمن انتهى".‏‏

وقال: "أنا أعدكم بأن هذا الزمن انتهى وبالتالي عليكم ايضا أن تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم وما أقدمت عليه هذه الحكومة. من الآن فصاعدا أنتم أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة. أنتم أردتم، حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة فلتتغير اذا قواعد اللعبة. أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله. أنتم تقاتلون قوما يملكون ايمانا لا يملكه أحد على وجه الكرة الأرضية. وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وايضا يملكون القدرة المادية والامكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة. الأيام المقبلة بيننا وبينكم إن شاء الله".‏‏

وختم قائلا: "أما للحكام العرب، لا أريد أن أسألكم عن تاريخكم، فقط كلمة مختصرة، نحن مغامرون، نحن في حزب الله مغامرون نعم، ولكننا مغامرون منذ عام 1982. لم نجر الى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع. هذا هو تاريخنا، هذه هي تجربتنا، هذه هي مغامراتنا. في عام 1982 قلتم عنا وقال العالم أننا مجانين وأثبتنا أننا العقلاء أم من هم المجانين هذا شأن آخر لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد. أقول لهم راهنوا على عقلكم وسنراهن على مغامرتنا والله ناصرنا وهو معيننا. لم نراهن في يوم من الأيام عليكم، راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا، ونحن اليوم نقوم بنفس الرهان والنصر آت إن شاء الله".‏‏

"المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن. الآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة العسكرية الاسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، انظروا اليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنوب الاسرائيليين الصهاينة، هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل وموعد. والسلام عليكم ورحمة الله".‏‏

فيما إسرائيل تهد

حزب الله يهدد بقصف عمق إسرائيل -

13/07/2006 القدس المحتلة - رويترز - إسلام أون لاين.نت 

 هدد حزب الله اللبناني بقصف مدينة حيفا في العمق الإسرائيلي في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديده بمهاجمة أهداف في بيروت أو ضاحيتها الجنوبية.

وحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله، مشددا على محاسبة دمشق.

وقالت المقاومة الإسلامية، الذراع العسكري للحزب، في بيان أصدرته الخميس اليوم "إنها ستسارع إلى قصف مدينة حيفا (خارج المنطقة الحدودية) في حال تعرضت الضاحية الجنوبية أو مدينة بيروت لأي عدوان إسرائيلي مباشر".

ويعيش بالضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية مئات الآلاف من أنصار حزب الله الذين جاءوا أصلاً من جنوب لبنان.

وأضاف البيان: "بذلك يكون العدو الصهيوني قد وضع المنطقة كلها أمام وضع جديد يتحمل هو وحده كامل تبعاته وأخطاره".

قدرات حزب الله

ويشير المراقبون إلى تزايد قدرات حزب الله الهجومية، وتطوير أسلحته عقب خروج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، بما يسمح -وفق تهديد الحزب- باستهداف مدينة حيفا في العمق الإسرائيلي.

وأعلن تليفزيون "المنار"، التابع لحزب الله، أن صواريخ الحزب أصابت الخميس مقر القيادة الشمالية الإسرائيلية في مدينة صفد (20 كم تقريبًا من حدود إسرائيل مع لبنان).

وقال عاملون في خدمات الإسعاف الإسرائيلي: إن صواريخ أطلقت من لبنان سقطت في وسط صفد؛ وهو ما تسبب في إصابات.

كما أعلن حزب الله أن قواته قصفت بلدة نهاريا ومطار كريات شمونة شمالي إسرائيل، انتقامًا لمقتل عشرات المدنيين اللبنانيين، والقصف الإسرائيلي لمطار بيروت الدولي.

وذكرت مصادر طبية أن سيدة إسرائيلية قتلت جراء القصف وأصيب 5 آخرون. وفي وقت لاحق قتل مواطن إسرائيلي آخر، وأصيب العشرات جراء صواريخ حزب الله.

وأقر الجيش الإسرائيلي بسقوط العشرات من صواريخ الكاتيوشا على البلدات الشمالية، كما أكد سقوط قذيفة على أحد مواقعه في الجليل شمالي إسرائيل عقب إعلان حزب الله استهداف الموقع بالأسلحة المدفعية والصاروخية.

الضاحية الجنوبية

وقبل قليل من تهديد حزب الله باستهدف مدينة حيفا، نقل موقع صحيفة "معاريف" العبرية على الإنترنت اليوم عن مسئول كبير بالجيش الإسرائيلي قوله: "وجهنا تحذيرًا إلى لبنان بأن يجلي كل المدنيين عن الضاحية (الجنوبية) لبيروت والتي هي معقل لحزب الله ويعيش فيها الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وحيث يوجد مقر المنظمة ومخازن السلاح". وأذاع راديو إسرائيل تقريرًا مماثلاً.

وسئل وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون، خلال حديث مع راديو إسرائيل، عن احتمال اغتيال نصر الله بعد الهجوم الذي شنه حزب الله الأربعاء، فقال: "كل من يعمل ضد دولة إسرائيل مستهدف".

وكانت مروحية عسكرية إسرائيلية قد اغتالت الشيخ عباس الموسوي سلف نصر الله في هجوم شنته عام 1992.

أمد الهجوم

وعن الأمد المتوقع للهجوم الإسرائيلي، قال البريجادير جنرال عمير إيشل، نائب رئيس أركان القوات الجوية : إن إسرائيل تتوقع تنفيذ هجوم طويل الأمد ضد مقاتلي حزب الله، وإنها ستفرض حصارًا جويًّا وبحريًّا إلى أن ينتهي الصراع.

ومضى قائلاً: "نحن لا نعتبر أن هذه مسألة أيام، وإنما سيمتد الأمر لفترة طويلة". وأضاف "هذا الحصار سيستمر ما دام الصراع مستمرًّا".

وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي موقعًا لقناة "المنار" في الضاحية الجنوبية من بيروت دون أن يتوقف البث أو تقع إصابات في صفوف العاملين بالقناة.

كما دخلت قوات البحرية الإسرائيلية إلى المياه الإقليمية اللبنانية في إطار الحصار المفروض على لبنان.

وادعى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مواني لبنان تستخدم لنقل "إرهابيين وأسلحة للمنظمات الإرهابية العاملة في لبنان".

وأسر حزب الله جنديين إسرائيليين، وقتل 8 آخرون، في هجوم الأربعاء 12-7-2006 استهدف مواقع إسرائيلية على الحدود، ووصفته إسرائيل بأنه "عمل حربي من جانب لبنان"، وهددت برد "مؤلم جدًّا".

"محاسبة سوريا"

وبالتزامن مع التهديدات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، طالب الرئيس الأمريكي جورج بوش بضرورة محاسبة سوريا، محملاً إياها مسئولية التصعيد الأخير.

ففي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في برلين الخميس 13-7-2006 قال بوش: ينبغي محاسبة سوريا؛ لأنها تأوي الجناح العسكري لحماس.

وفي وقت سابق اليوم قال فريدريك جونز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "نحمّل أيضًا سوريا وإيران اللتين تدعمان حزب الله، بصورة مباشرة المسئولية عن الهجوم (الذي نفذه حزب الله)، وأعمال العنف الناتجة عنه".

وفي إطار تحميل سوريا مسئولية التصعيد الأخير، اتهم وزير الاتصالات اللبناني، مروان حمادة، دمشق بالوقوف وراء عملية حزب الله.

وقال حمادة: إن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري يصدر الأوامر وحزب الله ينفذ، ولبنان يدفع الثمن. في إشارة إلى أن العملية التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل جاءت بإيعاز من سوريا.

وقف إطلاق النار

ووسط هذه الأجواء، طالبت الحكومة اللبنانية بوقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر إلى الآن عن مقتل نحو 40 مدنيًّا، ودمر عددًا من الجسور التي تربط بيروت بالجنوب اللبناني.

وقال وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي، عقب جلسة لمجلس الوزراء الخميس: "مطلب لبنان الأساسي هو وقف إطلاق نار شامل الآن، ووقف هذا العدوان المفتوح... لا بد لنا جميعًا من أن نستنفر كل إمكاناتنا وطاقاتنا على كل المستويات لوقف هذا العدوان".

وكانت سوريا قد حملت إسرائيل الأربعاء 12-7-2006 مسئولية العملية التي نفذها حزب الله. وقال الشرع: "إن الاحتلال هو مصدر وسبب رئيسي للتحريض ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني؛ لذلك هناك مقاومة لبنانية وفلسطينية".

وتابع قائلاً: "القول الفصل هو للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان وهم يقررون ماذا يفعلون ولماذا يفعلون بالتأكيد".  

العدوان على لبنان.. خسائر الجانب الصهيوني فاقت كل التوقعات
قراءة في المواقف السلفية من حزب الله –
جامعة الإيمان من الداخل ( معنى التطرف )
حملة التطهير الطائفي ضد العرب السنة في العراق
مونديال ألمانيا.. سحر الثقافة وبريق الرياضة
مشاهدة المزيد