الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب
بقلم/ مارب برس
نشر منذ: 6 أشهر و 20 يوماً
الخميس 16 مايو 2024 05:45 م

أكد معالي الدكتور شائع محسن الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في مقابلة له مع صحيفة “الأيام” البحرينية على هامش انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تنطلق أعمالها اليوم الخميس للمرة الأولى على أرض مملكة البحرين الشقيقة، على الأهمية التي تكتسبها «قمة المنامة» التي تنطلق أعمالها اليوم في البحرين، وبإن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى طبيعة التطورات والأوضاع التي تمر فيها المنطقة لاسيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية.

   

ودعا معالي الوزير المجتمع الدولي إلى أن تكون لديه نظرة ثاقبة في تقييم سلوك جماعة الحوثيين التابعة لإيران، معتبرًا أن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، تثبت أنهم لا يشكلون تهديدًا للأمن والسلام في اليمن فحسب، بل في المنطقة بأكملها.

 

واعتبر معالي الوزير، أن مزاعم الحوثيين بأنهم يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر نصرة لغزة، ما هي إلا محاولة للاستغلال القضية الفلسطينية لتسويق أنفسهم إقليميًا وعربيًا، لافتًا إلى أن هجمات البحر الأحمر لم تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب.

 

◾مأرب برس يعيد نشر نص المقابلة:

 

سأبدأ من انعقاد القمة، ما هي الأهمية التي تكتسبها «قمة المنامة» التي تنعقد للمرة الأولى على أرض البحرين؟

– من المؤكد أن هذه القمة تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى طبيعة التطورات والأوضاع التي تمر فيها المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال إبادة في قطاع غزة، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية. لهذا نعتقد أن انعقاد هذه القمة على أرض مملكة البحرين يكتسب أهمية كبيرة، إذ ستمكن القادة العرب من تدارس هذه الأوضاع، وتحديد التوجهات والتحرك على الصعيد العربي والعالمي لدعم الشعب الفلسطيني، ومحاولته أيضًا تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وإنهاء العدوان على قطاع غزة، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

 

◾وما هي رسالة اليمن للقمة العربية؟

– نحن في اليمن، ورغم حالة الحرب التي نمر بها، كانت اليمن ولا زالت مع التضامن العربي وترى بالعمل العربي المشترك من المقومات الرئيسية التي تساعد أيضًا في تعزيز وحماية الدول الوطنية نفسها، ففي كل الاختراقات التي وجدت في سائر المنطقة العربية، وفي أكثر من بلد عربي، نحن نعتقد أن أحد أسبابها العلاقات العربية-العربية، والتفكك البيني الموجود في هذا العلاقات.

 

لهذا أولاً نحن نرى في هذه القمة وجوب تشكيل أساس التضامن العربي، والجانب الثاني ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي القضية المركزية بالنسبة لليمنيين، وكل اليمنيين بالفطرة قلوبهم مع فلسطين، أما بالنسبة لليمن، فلابد -بتقديري- من تجديد التضامن، والدعم الكامل للحكومة، والسلطة الشرعية من قبل القادة العرب بشكل عام.

 

◾سأبقى في اليمن.. حيث عبر مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ -خلال إحاطة أمام مجلس الأمن- عن قلقه مما وصفها بالتهديدات الحوثية لإعادة البلاد إلى الحرب. برأيكم، هل أخفقت الجهود الدولية في وضع عملية سياسية تخرج اليمن من أزمته؟ أم أن هجمات ميلشيات الحوثيين التابعة لإيران على السفن التجارية في البحر الحمر، منحتهم موقف أقوى مما يعيق مسار أي عملية سياسية؟

– المشكلة في التعامل مع الأزمة اليمنية أن كثيرًا من الجهود التي تتم حاليًا، تتم بمعزل عن القرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على أهمية عودة الشرعية لكل مناطق اليمن. لذلك لا نستطيع أن نقول إن الحرب قد انتهت! بل الحرب موجودة، وما نشهده هو هدنة يتم العمل على إطالتها، رغم الخروقات التي ترتكب من قبل المليشيات الحوثية.

 

المبعوث الأممي يبذل الجهود، ونحن في السلطة الشرعية أكدنا دائمًا رغبتنا وجديتنا في تحقيق سلام في اليمن، ووجود حل نهائي لهذه الحرب، وأيضًا دعمنا كل الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية سواء عبر مبادرتها أو بالتوصل إلى خريطة طريق أيضًا مع الأشقاء في سلطنة عمان.

 

لكن هذه الخريطة لم ترَ النور نتيجة لأعمال التصعيد الذي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر، ونحن نتمنى على المجتمع الدولي أن يكون لديه نظرة مختلفة في تقييم سلوك هذه الجماعة حيث أكدنا منذ البداية أنها جماعة تشكل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط للأمن والسلام في اليمن فحسب، بل تشكل تهديداً للسلام في المنطقة، وما يجري الآن في البحر الأحمر هو دليل على ما كنا نؤكد عليه منذ البداية.

 

◾أود التوقف عند مزاعم الحوثيين بأنهم يستهدفون فقط السفن الإسرائيلية أو السفن التي في طريقها إلى إسرائيل من أجل نصرة غزة، ما هي تأثيرات هذه الهجمات اليوم على اليمن؟ وهل حقًا حققت هذه الهجمات أي مصلحة للغزيين؟

– دعيني أرد بتساؤل، ماذا قدمت هجمات الحوثيين للشعب الفلسطيني؟ وما هو أصلاً حجم تأثيرها على إسرائيل؟ أولاً الوقوف والانتصار للشعب الفلسطيني هو موقف ثابت من قبل اليمنيين، ولا يستطيع الحوثيون أن يزايدوا على اليمنيين بذلك. جميع أطياف المجتمع اليمني مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، أما أن يحاول أن يستغل الحوثيون هذه القضية للترويج وتسويق أنفسهم إقليميًا وعربيًا على أساس أنهم ينتصرون لفلسطين، فهذه قضية خارج السياق وخارج التاريخ.

 

الهجمات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر تضر بالشعب اليمني، حيث زادت كلفة الشحن، وأثرت سلبًا على الأمن الغذائي في اليمن، كما أثرت على نشاط الصيد في المياه الإقليمية اليمنية، وكذلك عندما شن الحوثيون هجمات على سفينة لم تكن إسرائيلية، وكانت محملة بمواد كيمائية؛ مما أدى إلى مخاطر كبيرة أدت إلى تلوث بيئي كبير نعاني منه اليوم.

 

هذا ناهيكم عن الأضرار التي لحقت بالتجارة العالمية، والتي تضرر منها دول شقيقة، عندما نتحدث عن تراجع نسبة السفن العابرة إلى قناة السويس إلى 50%. لذا عندما نوازن بين ما تحقق هنا وتحقق هناك، نجد أن الضرر الأكبر من هجمات الحوثيين وقع على اليمن وشعبها. وعلى الدول العربية الشقيقة.

 

◾ماذا عن ممارسات الحوثيين داخل اليمن؟

– ممارسات الحوثيين في المناطق ضمن نطاق سيطرتهم تقوم أساسًا على العنف، لم يقدموا لليمنيين سوى محاولات تغيير وعي الناس بإدخال أفكار ضالة لدى الشباب الصغار، وأعمال التخريب والتنكيل والترهيب، والقتل لكل من يخالفهم الرأي في مناطق سيطرتهم، ولم يظهروا أي رغبة حقيقة في تحقيق السلام في اليمن.

 

◾سأبقى أيضًا في اليمن، هناك تحذيرات أممية حول نقص الغذاء، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بانتشار الأوبئة، وعلى رأسها الكوليرا، هل من جهود أممية في ظل هذه الأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها اليمن؟

– الوضع لا يقتصر فقط على الأوبئة، بل نحن بحاجة لمساعدات في كل القطاعات الخدمية وأيضا الإنسانية. ورغم تعهدات المانحين في أكثر من مناسبة، لكنها لم تفِ بتعهداتها.

 

اليوم النشاط الاقتصادي في اليمن شبه متوقف، طاقاتنا أيضًا معطلة من حيث تصدير النفط والغاز، وهذا ينعكس أيضًا على كل القطاعات بما فيها الجانب الإنساني، ويساعد على انتشار الأمراض والأوبئة بما فيها مرض الكوليرا.

 

◾سأختتم معك بسؤال نعود من خلاله إلى «قمة المنامة».. ما القرارات التي تتطلعون أن تحظى بإجماع عربي أمام القمة؟

– بالطبع، القضية الأساسية بالنسبة لنا هو القضية الفلسطينية، وأعتقد أنها ستحظى بإجماع كامل من قبل القادة العرب كافة، بالإضافة إلى الكثير من القضايا التي لها علاقة بمصالح الأمة وأيضًا تقاربها بشكل عام.