آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

نقاش جريء و مليء بالأسرار مع الكاتب الأميركي توماس فريدمان
بقلم/ سمير عبيد
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 4 أيام
الإثنين 30 إبريل-نيسان 2007 04:19 م

مأرب برس ـ بروكسل ـ خاص

(( مناقشة مع الكاتب الأميركي توماس فريدمان على ضوء الأفكار التي طرحها في الندوة التي نظمها برنامج الشرق الأوسط التابع لمركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في واشنطن.. والتي كانت حول التواصل والحوار مع العالم العربي والإسلامي وكانت بحضور دبلوماسيين وسياسيين سابقين وممثلين عن منظمات غير حكومية ومراكز أبحاث ، وقسم من المهتمين بالشرق الأوسط))

نعتقد أن هكذا حوارات وإن كانت محدودة فهي محمودة، وخصوصا عندما تكون الآذان صاغية ومن الجانبين، وسوف تسير قدما عندما تتوفر النيّة الصادقة، ويتوفر عنصر الإ حترام والذي يجب أن يكون متوفرا سلفا بين الطرف سين والطرف صاد، فأغلبنا كعرب ومسلمين نعرف الكاتب الأميركي ( توماس فريدمان) الذي يكتب عمود الشؤون الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز، والذي هو من الأميركيين اليهود، وعندما نؤكد على الديانة فليست الغاية الإنتقاص من السيد فريدمان أو من اليهود، ولا حتى القصد هو كسب الجولة إستباقيا، ولكننا ذكرناها للأهمية، لأن المشكلة القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول وشعوب المنطقة، وعلى الأقل في عهد إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش هي مشكلة سياسية ألبستها بعض السياسات والتصريحات والتصرفات الأميركية ثوب الدين، ناهيك أن ساقها هو الإقتصاد، والساق الأخرى هي خليط من الإستراتيجيا الجغرافية والتعبوية والثقافية في المنطقة، ولكي نوثّق أن ما ذهبنا له صحيحا أي أن المشكلة هي سياسية ودينية، أي أن الأكثرية العربية والإسلامية تعتقد بأن الولايات المتحدة تحارب الإسلام بحجة مطاردة الإرهاب، ولقد توسع هذا الإعتقاد ولا زال يتوسع ،وأن توسعه يتناسب طرديا مع السياسات الأميركية الخاطئة، ومع الحملات الأميركية في العراق والمنطقة، وكذلك في أفغانستان، ومايحدث في فلسطين من إنتهاكات لحقوق الإنسان وتنكّر للقرارات والشرعية الدولية، فلقد أجرى مركز ( وورلد بابليك أوبينيون دوت أورج) وبالتعاون مع جامعة ماريلاند الأميركية إستطلاعا ونشر في 24/7/2007 وشمل 1200 شخص في أربع دول هي مصر وباكستان وإندونيسيا والمغرب وللفترة من ديسمبر 2006 الى فبراير 2007، ولقد ظهرت النتيجة بأن أكثر من 40% ممن شملهم الإستطلاع في الدول الأربع يرون أن الإسلام هو الهدف الأساسي للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب، في حين أن 70% ممن شملهم الإستطلاع يعتقدون أن الولايات المتحدة تحاول إضعاف وتقسيم العالم الإسلامي، وبالمقابل فقد أجرى المعهد العربي الأميركي إستطلاعا تبينت نتائجه أن إتجاهات العرب أزاء الولايات المتحدة تزداد سلبيّة بعد غزو العراق 2003، وهكذا نشرت الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) إستطلاعا عالميا فأظهر أن الأغلبية العظمى في 25 دولة لديهم أراء سلبية حيال السياسة الخارجية الأميركية، ولقد نشرت صحيفة ( الإندبندنت) البريطانية في 10/9/2006 إحصائية لضحايا الحرب على الإرهاب فقد ظهر أن أكثر من 62 ألف شخص قتلوا في تلك الحرب، بينهم 55 ألف مدني قتلوا مباشرة في العراق وأفغانستان فقط، وتم تشريد 4.5 ملايين آخرين.... ونتيجة ما تقدم يمكننا طرح بعض الأسئلة على السيد فريدمان والتي هي:

- هل أن هؤلاء قتلوا وشرّدوا بسبب السياسات المكسيكية أو البرازيلية أو السويدية أم بسبب السياسات الأميركية يا سيد فريدمان؟

- وهل أن الــ 55 ألف ( والعدد قد تضاعف طبعا لأن التقرير كان في سبتمبر 2006) الذين قتلوا هم من الإرهابيين، وهل هم الذين قاموا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، وإن كانوا من الإرهابيين فما هو الدليل؟

- وهل تعلم أن الذين قتلوا ولو أخذنا أن 25 ألف منهم هم آباء وأمهات ويعيلون عائلات، ولنعطي معدل لكل عائلة خمسة أشخاص، وهو معدل منخفض بالنسبة للعائلات العراقية والافغانية، فسيكون عدد المشردين والمعدمين، والذين تحولوا الى الفاقة والشارع هو ( 25 ألف في 5 =125 ألف بحكم الميّت).

-  فهل قرأت أعلاه أن السلبيّة زادت بعد غزو العراق، يعني هذا أن الحرب الدائرة هي حرب الجدل وحرب اللامعقول، خصوصا بعد أن تكشفت الأسرار بأن العراق لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وأن الرئيس صدام ليست له علاقة مع تنظيم القاعدة، وأن الحرب شًُنت بناءا على تقارير كاذبة ومفبركة ــ وهذا ماجاء على لسان بعض المسؤولين الأميركيين وإستنادا للتقارير التي نشرت ــ فما معنى هذا... ألم يكن معناه أن الولايات المتحدة دولة معتدية وتستحق العقاب، ويجب عليها إعادة العراق والدولة العراقية مثلما كانت قبل الحرب الأميركية على العراق؟

- ألا تعتقد بأن الــ 70% الذين قالوا بأن الولايات المتحدة تريد تقسيم العالم الإسلامي كانوا على حق, عندما نلاحظ الدعم الأميركي للإستراتيجيات الإثنية والعرقية والمذهبية والطائفية في المنطقة... فإن كانت هذه ليست سياسة الولايات المتحدة فأني أطالبك أن تكون صريحا وتقول لي سياسة من إذن؟.... فأنا أعرف الجواب وأن الشارعين العربي والإسلامي يعرفان الجواب، ولكن نريد أن نسمعها منك يا سيد فريدمان.... فكيف لا يكونوا هؤلاء على حق، فخذ ما قاله النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي ( سام براون باك) لشبكة السي أن أن الأميركية في 24/4/2007 والذي إقترح ( تقسيم العراق الى ثلاثة دول على أن تكون داخل بلد واحد ، تتمثل في دولة كردية وأخرى سنية وأخرى شيعية مع بقاء بغداد عاصمة فيدرالية، والسبب لأن الولايات المتحدة لن تنجح أبدا في رأب الصدع بين الشيعة والسنة)... فلماذا تقسّمون العراق، فهل هو ضيعة أميركية، وهل أن المشكلة في العراق كانت مذهبية وإثنية أم هي مشكلة سياسية مع النظام السابق؟ ... وماهو ذنب الشعب العراقي والعراق في أن يكون ضحية سياسات الولايات المتحدة الخاطئة .. ومنذ متى كانت هناك عداوات بين السنة والشيعة في العراق، فهم قد عاشوا قرونا في هذا البلد متحابين ومتصاهرين ومتآخين، بحيث لا توجد قبيلة عراقية واحدة مغلقة بأنها سنية بنسبة 100% وليست هناك قبيلة شيعية مغلقة بنسبة 100% بل أن جميع القبائل مقسمّة الى نصفين سني وشيعي، وبينهما أعظم العلاقات التاريخية والإنسانية والإجتماعية.. فبأي حق يتكلم الساسة عندكم بسياسات تفصل الأخ عن أخيه، والحفيد عن جده، والزوجة عن أهلها وذويها ،والإبن عن أخواله وبالعكس؟

- وبما أننا نتناقش من أجل الإتفاق على صيغ وإتفاقيات مشتركة من أجل الخروج من المحنة، ونعني هنا ( شعوب ودول عربية وإسلامية) وعلى الرغم من أننا ضحية هذه المحنة التي أقحمتمونا بها أنتم، ولكن هذا لايمنع من ذكر بعض الشهادات والأحداث والنتائج السلبية التي سببتموها أنتم في دولنا ،وعلى حساب شعوبنا، فعندما قررتم الحرب على أفغانستان فهي الحرب الأولى في التاريخ والتي كانت ولا زالت ضد رجل وهو أسامة بن لادن، فبربكم ألا تخجلوا وأنتم الدولة الكبرى في العالم تشنون حربا ضد رجل؟، والنتيجة لم تمسكوا الرجل فيما لو إعتقدنا جدلا أن الحرب غايتها بن لادن والقاعدة وليست أهداف أخرى، فالذي فعلتموه في أفغانستان عكس ما كنتم ترفعون شعاره، أي عززتم أمارات أمراء الحرب والأفيون، وعززتم الأميّة والتخلف والجوع والفقر، وعززتم الإنقسام الجغرافي والقبلي والمذهبي، وأن حميد كرزاي لا يحكم إلا جزء بسيط من كابول، مثلما الحكومة في العراق والتي لا زالت وللسنة الرابعة متقوقعة في السجن الأخضر ( المنطقة الخضراء)، فما هي إنجازاتكم التي تبهر الشعوب العربية والإسلامية كي تسعى لمد الجسور معكم؟.... فهل تعلم أن من بين المسؤولين البارزين في تنامى تجارة المخدرات مقابل الرشاوى ووفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة ونشرت فقرات منه الصحافة والإعلام في 15/4/2007 فهو الأخ الشقيق لحميد كرزاي ولقد رفع إتهام ضده في العام السابق، فلقد قدرت مصادر غربية وأفغانية أن إنتاج أفغانستان من الأفيون قد تزايد بواقع 59% عام 2006 ، وأمتدت زراعته على مساحة 407 ألف هكتار، أنتجت محصولا قياسيا بلغ 6100 طن كافية لصناعة 610 أطنان من الهيرويين وهو ما يقدر بـ 90% من الإنتاج العالمي ، وتتوقع المصادر تلك أن تنتج أفغانستان محصولا مماثلا هذا العام ، فهل هذه هي الديموقراطية والتغيير الحميد يا سيد فريدمان؟...... وهل تعلم أن نتيجة هذه الفوضى بمسحوق (الموت والجريمة) سيكون العالم في خطر وأوله أنتم، فلقد قدر الرئيس التنفيذي لمكتب مكافحةالمخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة ( أنطونيو ماريا كوستا) القيمة السوقية للإنتاج بــ 3,5 مليار دولار جنى منها المزارعون الأفغان قرابة 700 مليون دولار هذا العام!!!....أما في العراق الذي نال الجوائز الدولية من الأمم المتحدة نتيجة خلوه من المخدرات في زمن النظام العراقي السابق يا سيد فريدمان ، فلقد قال بيان صادر عن جمعية الإصلاح لمكافحة المخدرات في العراق أن عدد الذين يتعاطون المخدرات في إزدياد بسبب الحرب التي تسببت بالفوضى الأمنية، والتي جعلت من العراق سوقا للمخدرات فمنها من يصرف داخل البلد ومنها من يمر عبر أراضيه، فحسب الإحصائية الصادرة من وزارة الصحة العراقية بأن هناك 24 ألف عراقي قد تعاطوا المخدرات كما لم تظهر لحد الآن إحصائية عام 2006 وعلما أن هذا الرقم يشمل فقط الذين راجعوا الدوائر الصحية .. فهل هذه إنجازات مغرية وتحفز على التعاون يا سيد فريدمان... أم هي إنجازات مرعبة ومخيفة ولا تختلف عن إقتحام قطيع من الذئاب الى زريبة لأحد المزارعين والفتك بالأغنام والماشية ... فكيف يطالب الفلاح بهذه الحالة أن يسكت ويضحك ويرقص للحدث ويعتبره إنجازا!!!!!!!!!!!!؟.

نعم للحوار .. ونعم للتجديد في المتغير وليس في الثابت وهذا خلافنا معكم

عزيزي المتصفح الكريم للإطلاع على المقال كاملاً بأمكانك تحميلة الآن من هــــنا