آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

العلاقات الأمريكية العربية تحت المجهر
بقلم/ ماجد عبده الشعيبي
نشر منذ: 3 أشهر و 13 يوماً
الخميس 22 أغسطس-آب 2024 07:20 م
  

علاقة بالاكراه:

يعتقد غالبية الشعب العربي ان العلاقة بين امريكا والدول العربية علاقة اكراه وتبعية وليست علاقة طبيعية يتعامل فيها كل طرف مع الآخر الند للند.

ويجب ان نعرف ان علاقة امريكا بالعرب تقتصر فقط على علاقات فوقية سلطوية بين الحاكم الامريكي ورأس السلطة في الاوطان العربية.

فعلى الرغم من مرور عقود طويلة على تطبيع العلاقات بين امريكا وحكام العرب الا ان العلاقات الشعبية والثقافية والمعرفية والانسانية بين الشعب الامريكي والشعوب العربية تكاد تكون منعدمة و ذلك ناجم عن النظرة الأمريكية التي ترى بها العرب حكاما ومحكومين.!

فماذا يعرف العرب عن الثقافة والحضارة الامريكية غير الغزو العسكري والايدلوجي (الحرب الناعمة) والتبعية المطلقة للانظمة العسكرتارية العربية للبيت الأبيض والمدعومة بكل قوة من قبل امريكا وبالمقابل ماذا يعرف الامريكي عن العرب غير نظرة الازدراء كون العرب في نظر الاغلبية الامريكية مجرد شعوب بدائية متخلفة وان كانت بعض الشعوب العربية ثرية ثراء فاحش في نظر بعض الامريكيين غير ان هذا الامر لا يزيد هذه النظرة الا سوداوية وقتامة كما تصورها الافلام الهوليودية.. 

وماذا يعرف الامريكي عن العرب غير وصمة الارهاب الذي اختزل العربي في الذهن الامريكي في صورة اسامة بن لادن وصدام حسين…هذه الصورة تكاد تكون هي الشهيرة في الاعلام الامريكي الذي يجتهد بكل اخلاص في ترسيخ هذه الصورة المشوهة عن العرب في الذهنية الامريكية وهو ما خلق نوع من الفوبيا الامريكية تجاه كل ما هو عربي! 

 

تحكمها الايدلوجيا:

كما هو معروف ان امريكا هي خليفة بريطانيا العظمى وتدير مصالحها وسياساتها الخارجية بذات النهج البريطاني الاستعماري المستل من تاريخ صور وملاحم الحملات الصليبية الاوربية القديمة على العالم العربي.

بل ان تعبير جورج دبليو بوش عن غزو العراق بانه حرب صليبية مقدسة يحمل جملة من الدلالات العميقة جدا فالايدلوجيا (العقيمة) هي من تحكم العلاقات العربية الامريكية اكثر مما تحكمها المصالح المشتركة بين الطرفين!. 

 

البقرة والجزار:

في خطاب متلفز للرئيس الأميركي ترامب امام حشد كبير من المواطنين الأمريكيين قال ترامب هازئا انه اخبر ملك السعودية انه لولا الحماية الامريكية للسعودية وباقي دول الخليج العربي لكانت تلك الدول العربية تتكلم اللغة الفارسية بدلا من العربية 

.. وقال يجب على تلك الدول العربية ان تدفع الثمن الذي تطلبه امريكا مهما كان مرتفعا مقابل استمرار الحماية الأمريكية لتلك الدول بحسب تعبير ترامب. 

ولعل هذا المشهد التراجيدي الكوميدي (في ان واحد) هو ما يرسم صورة واضحة وحقيقة لنوعية العلاقة بين امريكا والعرب!.

ولعله من الجلي ايضا أن تخويف العرب من ايران الفارسية ومن تركيا العثمانية جزء اصيل من سياسة امريكا التي تتبعها مع العرب عن عمد لتحقيق أهدافها في منطقة الشرق الأوسط عموما وهي عين سياسة بريطانيا العظمى قديما (فرق تسد) فإدامة الصراع بين الدول الشرق اوسطية يضمن هيمنة امريكا كونها شرطي العالم الاوحد.

ولعل التقارب الحاصل الان بين ايران والسعودية

 (برعاية صينية) وما يتبع هذا التقارب من اطفاء النيران المشتعلة في المنطقة ولعل هذا الوضع المستجد قد يربك راسم السياسة الخارجية الأميركية ولو قليلا لكن دهاقنة واشنطن لن يعدموا الحيلة ابدا في عودة الوضع إلى حالة الفوضى والصراع الذي كان عليه سابقا في الشرق الأوسط وخلط الأوراق من جديد وتحت لافتات جديدة كلياً.

 

ديمومة واستمرارية الصراع:

تعمل امريكا وبكل قوتها مسنودة بحلفائها من الاوربيين على دعم اسرائيل وحرمان الفلسطينيين من كافة حقوقهم المشروعة ، هذه السياسة الامريكية والاوربية هدفها ان تبقى اسرائيل بؤرة لصناعة واستدامة القلق الدائم في المنطقة ، فغياب العدالة وقتل وتشريد الفلسطينيين بكل هذه الوحشية يعمل بشكل مباشر على إثارة التوتر لدى شعوب المنطقة عموما وجعل نار الحرب مشتعلة طول الوقت وخلق التذمر والعداوات بين حكام العرب والمسلمين وشعوبهم بشكل مستمر فسيظل هؤلاء الحكام خونة وعملاء في نظر هذه الشعوب ما دامت اسرائيل تعربد وتسعى للتمدد في كل المنطقة تحت لافتة (التطبيع) وهو ما ترفضه كل شعوب المنطقة من منطلق ديني وضمير انساني ايضا، وهذا ما يجعل الثورات والانقلابات تشتغل دائما في هذا المكان من العالم رفضا لهذا الوضع الصادم للمشاعر والذي تسعى امريكا دائما إلى الابقاء عليه وبشدة ولأمد قد يطول كثيرا كثيرا.!

وايضا فان ادامة الصراع في هذه المنطقة الحيوية من العالم يعطل المشروع الصيني الطموح والكبير (طريق الحرير) وهذا عين ما تسعى إليه امريكا خصوصا في ظل عودة اجواء الحرب الباردة وهيمنتها من جديد على مجريات الأحداث العالمية بشكل مباشر وملموس.

فلو انطفأت نار العداوات في هذه المنطقة فليس لدى امريكا ما تقدمه للمنطقة بعكس الصين التي تقدم لشعوب المنطقة الغذاء والملبس والتكنولوجيا الحديثة وكل احتياجات الحياة العصرية وبأسعار رخيصة تتناسب مع احتياجات وقدرات المستهلكين في كافة دول هذه المنطقة.

وهذا ما لا يمكن لامريكا ولا حلفائها ان تنافس فيه الصين لانها اعتادت على الهيمنة والغطرسة ونهب ثروات شعوب المنطقة وبدون اي مقابل يذكر كما انها تبيع منتجاتها العسكرية والتكنولوجية باسعار باهضة وخيالية جدا مقابل التكنولوجيا التي تقدمها الصين وبعض دول المنطقة باسعار معقولة تماما، بل ان امريكا ومن خلال قفازة الامم المتحدة ومنظماتها المختلفة جعلت من الفقر اسلوب اجباري لمعظم هذه الشعوب من خلال تسويقها لسياسات استعمارية تحت غطاء الاقراض بفوائده المجحفة واشتراطاته المعقدة والملتوية التي تصب في صناعة الفاقة والبطالة في الشرق الأوسط الحزين.

والسؤال العريض والكبير الذي يطرحه واقع الحال متى تنتبه انظمة وشعوب المنطقة لهذه اللعبة الامريكية التي ارهقت الشعوب الشرق أوسطية طويلا و ادخلتها في حروب وصراعات وازمات وفتن لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد.

ان صناعة الوعي وتفتيح اعين واذان كل انسان عانا من هذا الجحيم الامريكي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والمستدام هنا في الشرق الأوسط بل وفي العالم اجمع تحت انسانية متساوية ومتكافئة تمثل علاقة ندية تكافئيه لا تبعية فيها ابدا .