تحرك دولي جاد تجاه القضية الجنوبية.!
بقلم/ الحامد عوض الحامد
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 28 يوماً
الثلاثاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:13 م

بعد ان قدمت ثورتنا السلمية على مدى خمس سنوات مضت مئات من الشهداء, والآلاف من المعتقلين, والآلاف من الجرحى, وتدمير العديد من المنازل, ضل العالم صامتا ولم يحرك ساكنا ربما لأسباب وعوامل مرتبطة بمصالح قوى أجنبية وعربية, وليس لعدم شرعية القضية الجنوبية كما يتوهم الكثير خصوصا من الشمال..

ولكن على مدى الأيام القليلة الماضية, شاهدنا تحركا دوليا غير مسبوق إزاء القضية الجنوبية, وكلها تحركات باعتقادي مترابطة مع بعضها وبينها ما يشبه التنسيق, جاءت في فترة زمنية متقاربة هذا التحركات لاشك أنها سوف تساهم في تحريك مياه ملف القضية الجنوبية الراكدة داخل أورقة مجلس الأمن.

هذه التحركات بدأت بزيارة بن عمر إلى مدينة عدن والتي كانت هامة حيث استقبل بالآلاف الإعلام والشباب الجنوبي, في مشهد وصف بالتاريخي ,أولئك الشباب الذين حياهم على صمودهم ومدى إعجابه بنضالهم السلمي, والذين قال ان الأمم المتحدة تشجع وتدعو للحلول السلمية وهي رسالة لأبناء الجنوب على ان يستمروا بنضالهم السلمي الحضاري. وأيضا هامة لاستقباله قادة وشباب جنوبيين الذي سلموه ملفات ووثائق وسيديهات هامة عن الجنوب.

وأيضا هناك الاجتماع الذي جمع بين سفرا الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا, بالزعيم المناضل حسن باعوم, وهذا الاجتماع الأول من نوعه والذي يعد اعترافا ضمنيا بالقضية الجنوبية وبالزعيم باعوم كقائد ورمزا للجنوبيين خصوصا في الداخل, الدول الغربية اجتمعت بالزعيم باعوم وهي تعلم مدى تمسكه بمطلبه مطلب الجنوبيين الداعي لفك الارتباط, وهذا لا بد يأخذ في الحسبان.

وأيضا هناك الندوة التي عقدتها منضمة مجموعة الأزمات الدولية, على مدى يومي 12 / 13 الجاري, في فندق ميركور بعدن, ومعروفا ان هذا المنظمة تعتبر اليوم المصدر العالمي الأول والحيادي للتحليلات والمشورة والتي تقدمها للحكومات ومنظمات دولية كالأمم المتحدة, وقد عقدة الندوة بمشاركة قيادات وشباب جنوبيين يمثلون خيارات مختلفة لحل القضية الجنوبية لكن الأغلبية كانوا من الداعيين لفك الارتباط, أما الفدرالية فكان ممثلها شخص واحد يدعى/ عمر جبران, عقدة الندوة من اجل معرفة وتقييم ووجهات نظر الجنوبيين إزاء التقرير الذي قدمته المنضمة, وتأتي هذة الخطوة قبل أن ترفع المنضمة تقريرها النهائي الى بعض الحكومات والمنضمات الدولية المعنية, كما هو معمول..

اعتقد ان هذا التحركات والتي تشكل حلقة واحدة في النهاية, تشكل بداية حقيقة وجادة إلى وجود تحرك دولي جاد, وربما عربي فيما بعد, إزاء القضية الجنوبية, ونتيجة لهذا الذي نراه لا نستبعد ان نسمع عن انعقاد جلسة لمجلس الأمن قريبا خاصة بالقضية الجنوبية, خصوصا وان هناك قرارات دولية صدرت عن مجلس الأمن سنة 94م ونتمنى على أعضاء مجلس الأمن إعادة النظر في تلك القرارات او تفعليها..

ونأمل من هذا التحرك الدولي الغير مسبوق ان يشجع البلدان العربية للإقدام بتحرك مماثل وخصوصا البلدان الخليجية, خاصة وان هناك موقفا خليجيا مشرفا في نهاية حرب94م, " حيث رأت أن الوحدة التي رحبت بها دول المجلس بقيامها " لا يمكن أن تستمر إلا بتراضي الطرفين, وقد اعترفت دول الخليج العربية جميعها باستثناء قطر, بوجود أمر واقع متمثل بان احد الطرفين أعلن عودته إلى وضعة السابق, وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية."

في الختام نتمنى من الجنوبيين خصوصا بالداخل إلى الانتباه إلى هذه التحركات والاستفادة منها أيما استفادة, وذالك بتوحيد القيادات والصف والرؤية, والاستمرار في تحريك وغليان الشارع الذي يعد العامل الرئيسي في إيصال القضية الجنوبية الى أنحاء مختلفة في العالم, على الجنوبيين التخلص من الأنانية وينظرون الى مصلحة الجنوب والى مستقبل أجيالنا القادمة, أي خلافات أي حساسيات مشاريع أي خطابات لا تصب في مصلحة القضية الجنوبية يجب رميها وراء الظهر ونسيانها البتة. هذا التحرك يضع الجميع قيادة وشعبا أمام امتحان صعب جدا يعتمد على مدى قدرتهم للتعامل مع هذا التحرك والجلوس ربما فيما بعد مع تلك القوى من اجل مستقبل الجنوب يجب الاستعداد لهذا.

وقبل الوداع لدي رسالة خارج الموضوع, هو ان قرار البقاء في ساحة العروض, لم يكن قرارا استراتيجيا أي لم يكن مخططا من قبل الشباب الناشطين, بدليل التجهيزات التي لم تكن متوفرة لحظة اتخاذ هذه القرار, وان القرار اتخذه مجموعة من الشباب الذين تحمسوا بشدة لفكرة الاعتصام والبقاء في الساحة حتى يستجيب العالم لنداءات ابناء الجنوب, بخصوص العودة الى ساحة فهذا قرار لا يزال يتدارسه مجموعة من الشباب, ولم يتخذ قرارا بعد إلا أن الشارع للأمانة متحمسين أكثر من لازم إلى الساحة رغم القوة الأمنية والعسكرية التي شاهدوها في ساحة العروض, حتى ان البعض منهم قال أفضل ان أموت شهيدا في هذا الساحة من اخرج منها على قيد الحياة والاحتلال لا يزال جاثم على صدورنا.. انه لدليل عظيم على حب اوالئك الشباب لوطنهم الجنوبي الذين قدموا أرواحهم رخصيه من اجل استعادة وطنهم المسلوب والمنهوب..