عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عاجل :قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم عاجل.. دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
مارب برس ـ المغرب ـ خاص
كثيرا ما يركز المصريون في مسلسلاتهم التلفزيونية وأفلامهم السينمائية وأعمالهم الأدبية والمسرحية والشعرية على ذكر تاريخ بلادهم وأسماء المدن حتى أسماء الأزقة والأحياء. وفي بعض الأحيان قد يستعملون أسم المدينة أو الحي كعنوان للفلم أو الرواية نفسها: " ليالي الحلمية"، "الأسكندرية رايح جاي" وغيرها.. وكثيرا في المسلسلات المصرية أيضا الاجتماعية والعاطفية كمسلسل "المرسى والبحار" من بطولة يحي الفخراني الذي عرض مؤخرا في الشاشات العربية في رمضان، والذي أتسمت بداية حلقاته بنوع من الدراما الاجتماعية و العاطفية، ولا ندري فجأة إلا إن يتحول المسلسل إلى دراما سياسية تتكرر فيها أسم المعارك وكيفية تم تأمين قناة السويس وحرب 6أكتوبر والعدوان الثلاثي على مصر.
رواج الأفلام والدراما المصرية في جل إنحاء العالم العربي وتكرار الأسماء والتواريخ والمواقع والمعارك والأحياء والمدن والقرى والمح
لات، جعلها معرفة في كل أنحاء العالم العربي الذي تصله هذه المسلسلات والأفلام. ومن كثرة التكرار والذكر يتخيل المرء وكأن تاريخ العالم العربي قد أختزل في تاريخ مصر وكأنة التاريخ الوحيد لهذة الأمة، ويتعمق هدا الإحساس أيضا عندما نقوم بجولة عبر القنوات العربية فنجدها كلها تعرض فيلم أو مسلسل مصري وإضافة إلى هذا وذاك إن كل فرد منا يستطيع إن يتحدث باللهجة المصرية.
هل هذا يعني أن باقي الشعوب العربية بدون هوية أو بدون تاريخ أو هوية؟ ... أم أنها لم تقوم بأي أنجاز تاريخي يستحق الذكر.
لا أعتقد ذلك،، ولكننا يجب إن نعتبر منهم وإن تستخلص منهم الدور الحاسم الذي يمكن إن تلعبه وسائل الأعلام من تلفزيون وإذاعة وسينما وجرائد ومجلات وكذا الإعمال الأدبية في نشر ثقافتنا وهويتنا. ولا أعتقد أن مثل هذه الانتاجات الإعلامية التي تعد برأس أصابع يد واحدة فقط أن تصنع شيئا، وإذا شاهدنا بعضها يتحدث عن تاريخ وطننا ولو بشكل بسيط فتكون من انجازات غير محلية يغيرون تاريخها الصحيح وتنسب لهم، وإبطالها من دول عربية شقيقة كمسلسل "الزير سالم" الذي كان بطلة ممثل سوري.
هناك أناس كثيرون في اليمن يعرفون تفاصيل المقاومة المصرية ضد الاستعمار الانجليزي وسعد زغلول وأحمد عرابي وحزب الوفد وحياة طه حسين وتفاصيل دقيقة عن حياة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، ولكنهم يجهلون للأسف محطات كانت حازمة في تاريخهم كثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني وجلاء أخر جندي بريطاني والمقاومة التي تستحق منا كل احترام وتقدير وافتخار والتي استمرت قرنا من الزمان، يحفظون خطابات جمال عبد الناصر وأنور السادات التي تكرر دائما في الدراما المصرية، ولكنهم لا يحفظون خطابات أبطالنا الثوار الذين قاموا بثورة 26 سبتمبر.
من المؤكد أن لكل شعب ثقافة وهوية الخاصة وثقافتنا اليمنية أكثر غنى وأكثر تنوعا، ولكن اولا كيف نعرف أنفسنا بها ومن ثم كيف نعرف الغير بها دون إن يعرفها غيرنا.
لا أظن إن انتاجاتنا الفنية أيضا كافية لترسيخ هذا الوطن في الذاكرة والتاريخ كأغاني "أمي اليمن" و"برع يا استعمار"و"يمني السعيد" أو بالأعمال المتواضعة جدا التي تقام تحت رعاية وزير الثقافة في المركز الثقافي في العاصمة صنعاء او غيرها من محافظات الجمهورية كالأمسيات الشعرية والندوات، كما أنني لا أظن في الأخير إن الموهبة اليمنية قليلة لتعبر عن هذه الهوية، يكفي أن نتيح لها الفرصة ونؤهلها تأهيلا صحيحا ونمنحها الإمكانيات اللازمة. لذا نوجه النداء إلى وزارة الأعلام ووزارة الثقافة في نشر ثقافتنا بطريقه تليق بتاريخنا الحافل قبل إن يطمس هذا التاريخ ويتلاشى ويتساقط كأوراق الخريف، وتصبح لعنه التاريخ علينا.
مواطن يمني مقيم بالمغرب