قصة المجرم و الإقطاعي
بقلم/ عارف العزاني
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 12 يوماً
الأحد 29 يوليو-تموز 2012 10:33 م

ظل أهل قرية صغيرة (في أحد مقاطعات المكسيك) يقاومون و يحاربون لفترة طويلة إقطاعياً ظالماً حرمهم متعة الحياة بتسلطه و طغيانه و يقاومون كذلك مجرماً قاطع طريق أيقظ منامهم بجرائمه. و عندما وصل كل من الإقطاعي و المجرم لمرحلة من الضعف بحيث أصبح وقوعهم بيد أهل القرية وشيكاً، قام الإقطاعي بإفتعال قتال مع المجرم و الذي قام بدوره بالرد و الدفاع عن نفسه. إستبشر أهل القرية خيراً لأنهم رأوا بذلك فرصة للتخلص من كل من الإقطاعي و المجرم بأقل الخسائر. و لكن مالم يتوقعه و يفهمه أهل القرية أن الإقطاعي لم يقم بالهجوم على المجرم رغبة بالتخلص منه أو لعداء بينهم بقدر ما أراد أن يخلط الأوراق بعد أن أصبح سقوطه وشيكاً جداً لأنه بهجومه على المجرم و رد المجرم عليه، و مع مرور الوقت، أفقد الحرب التي ظل أهل القرية يقدسونها و يخوضونها ضد الإثنين قدسيتها في نظرهم بإعتبارهم يقفون بشكل أو بآخر في هذه الحرب مع الإقطاعي ضد المجرم أو العكس. و مع مرور الوقت إنقسم أهل القرية ،بناء على مقدار تأذي كل منهم من هذا الطرف أو ذاك، بين من يرى وجوب دعم الإقطاعي لحين التخلص مع المجرم أو دعم المجرم لحين التخلص مع الإقطاعي. و مع مرور الوقت أصبحت الحرب المقدسة التي خاضها أهل القرية لسنين، والتي كادت أن تنتهي لصالحهم، ماهي الا حرب بين المجرم و نصف أهل القرية في جهة و الإقطاعي و النصف الآخر من القرية في الجهة الأخرى.

و حتى اليوم مازال الإقطاعي موجوداً و المجرم موجوداً و أهل القرية يقتتلون بينهم.