قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
في الوقت الذي لم يفق فيه الحاكم العربي بعد من صدمته الأولى جراء وطأة ذاك الكابوس اللعين - من وجهة نظره - والذي حدث في العربية تونس ، ليتفاجأ بصدمة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها من حيث درجة " الكابوسية " والإزعاج ، وهي تلك الوثائق السرية التي نشرتها قناة الجزيرة مؤخراً ، والتي تعرت من خلالها كل سوءات المفاوض الفلسطيني ، وبدا عارياً تماماً – أمام المشاهد العربي - داخل الغرف المغلقة في ضيافة الصهاينة – بل ومجرداً حتى من ملابسه الداخلية .
ومع أن معظم ما ورد من معلومات في تلك الوثائق حول العروض المغرية والتنازلات المجانية التي قدمتها سلطة محمود عباس للاحتلال طوال فترة المفاوضات العبثية في السنوات الماضية ، كل ذلك لم يكن بجديد ولا حتى مفاجئ بالنسبة للمتابع العربي ، وبالأخص المثقف منه ، والذي يعي ويدرك تماماً حقيقة هذه السلطة ومسيرتها منذ أوسلو وحتى اليوم ، والتي باعت أصل القضية في حينها وهي قضية حق العودة للاجئين ، واستمرت بمسلسل التنازلات طوال السنين الماضية بعلم وبرضى معظم القادة العرب ، وهذا أمر معروف ومفضوح قبل نشر الوثائق السرية ، ولربما كان الشيء الجديد والمفاجئ في هذه الوثائق - والذي شكل سبقاً صحفياً لقناة لجزيرة – هي حصولها على تلك الوثائق نفسها بالأختام والتوقيعات وليس بمضمون ما ورد فيها .
وما يؤكد أن معظم قادة الدول العربية - وبالأخص منها الدول التي توصف بالفاعلة والمؤثرة – كانوا يعلمون بكل تفاصيل تلك العروض والتنازلات من قبل المفاوض الفلسطيني ، هو مسارعة القيادات الفلسطينية المتورطة أمثال " محمود عباس وصائب عريقات وعبده ربه " والتي وردت أسماؤها في الوثائق ، سارعت إلى القول بأنها تُطلع الأشقاء العرب بكل تفاصيل المفاوضات أولاً بأول ، وهذه حقيقة أنا شخصياً أميل إلى تصديقها منهم ، مع أنهم عندي أناس مطعون في مصداقيتهم .
إنني لا أتهم المفاوض الفلسطيني فحسب ، بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية برمتها ، بل وأتهم بذلك جُل قادة العرب ، وفي مقدمتهم قادة الدول الفاعلة والمؤثرة في العالم العربي مثل مصر والسعودية والأردن ، حيث والقضية باتت تشكل لهم عبئاً ثقيلاً ، وواحداً من المنغصات التي تنغص عليهم صفو حياتهم المترفة ، ودفئ لقاءاتهم الحميمة مع أصدقائهم من " الصهاينة "، ولولا أن هناك بقية من رجال الله ينافحون ويذودون عن الأرض وعن العرض ، ويقفون شوكة في حلوقهم طوال تلك السنين ، وفي مقدمتهم المقاومة وقادتها .. لكان " قوادو" العرب قد باعوها وتبرؤوا منها ، بل ونسوها منذ زمن بعيد ، وهم قد قاموا بذلك فعلاً ، بل وبصموا ووقعوا ، وما نراه من تصريحاتهم في وسائل الإعلام ليس سوى أكاذيب ودجل على شعوبهم .
أرى أن الأحداث المتسارعة تباعاً في عالمنا العربي قد بدأت هذا العام تسير بوتيرة تبعث على الارتياح ، وتعطينا بعض المبشرات بأنه ربما سيكون عاماً للشعوب ، وليس للقياصرة كما قد عودتنا السنين الماضية ، وعاماً تعلوا فيه إرادة الجماهير على إرادة الفرد الواحد ، وصوت الشعب على "سوط" الطاغية ، وعاماً لإعادة جذوة الأمل وبعث الحياة من جديد ، في روح هذه الأمة المهزومة والمغتالة منذ عقود .
ولربما ليس من قبيل المصادفة أن يبدأ هذا العام متزامناً مع ميلاد ثورة عربية عارمة في العربية تونس ، تملّكت شغاف قلوب الملايين من الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ، فرحاً وبهجة بذاك الانتصار التاريخي على الظلم وعتاولته ، معلنة بذلك بزوع فجر جديد على الأمة ، مفعم بالأمل ، بعد عقود من اليأس والإحباط ، ولترسم علامة فارقة في تاريخ المنطقة العربية برمتها في مفهوم علاقة الشعوب بمن يحكمونها أو " يتحكمون " في رقابها ، ولترسي قاعدة هامة لطالما غيبتها أنظمة القمع العربي البوليسي طوال العقود الماضية ، وهي إمكانية التغيير .
التغيير .. الذي بات شعاراً يُرفع في أكثر من عاصمة عربية طوال الأسابيع الماضية بعد ثورة تونس ، بل وارتفع سقفه لأكثر من مجرد المطالبة بتغيير السياسيات والإصلاحات الاقتصادية داخل البلدان العربية ، إلى مطلب رئيسي واضح ومحدد ، وهو تنحي ورحيل الحاكم العربي نفسه طوعاً ، قبل أن تأتي اليوم الذي سيُجبر فيه على الرحيل مكرهاً كما رحل " بن علي " ، وكل ذلك في مشهد لم تألفه المنطقة العربية منذ عقود ، الأمر الذي يُعد نقطة تحول مفصلية وهامة في تاريخ المنطقة العربية بشكل عام .
ويكفي أن من ثمار مطلب التغيير الجماهيري طوال الأسابيع الماضية ، والذي جاء نتاجاً لثورة تونس العظيمة ، أنها جعلت الحاكم العربي يلين في خطابه مع الشعب في محاولة منه لامتصاص غضبه وهبته في هذه المرحلة العصيبة عليه ، حتى وصل الحال ببعضهم حد الاعتذار لشعبه وطلب العفو منه عن كل أخطاء الماضي ، ولكن يجب على الشعوب أن تكون حية ويقظة ، ولا تنطلي عليها كل تلك الخطابات العاطفية والآنية ، وأن لا تنسى تاريخ هؤلاء ، وأن لا تُخفض من سقف مطالبها ، وعليها أن تستغل هذه اللحظة التاريخية الهامة ، التي بات مؤكداً فيها أن العقد عن انفرط من يد الحاكم العربي ، ولم يعد قادراً على لملمة حبيباته المتناثرة والمبعثرة ، وعلى الشعوب أن لا تدع له الفرصة للملمة تلك الحبيبات مرة أخرى ، وأن تتشبث بحقها في نيل كل حقوقها كاملة غير منقوصة ، واسترداد كل كرامتها المسلوبة .