يمنيون ينتقلون من الإسلام إلى المسيحية
بقلم/ عقيل الحـلالي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 15 يوماً
الأحد 26 أغسطس-آب 2007 06:19 م

مأرب برس - خاص

وأغروني بالأموال والسفريات والنساء " نعم أنا كنت مسلم .. لكني تركت الإسلام واعتنقت المسيحية ..
والسبب خطبة الجمعة وعلاقتي القوية بمدرستي الخاصة في صنعاء التي تعرفت فيها وأنا في السابعة من عمري على الدين المسيحي ، وأمنت به بعد سبع سنوات أي وعمري أربعة عشر عاما ".

بهذه الكلمات البسيطة ، يشرح " ابن صنعاء " مدير تحرير الموقع الالكتروني "اليمن من أجل المسيح"، رحلة التحول الديني من الإسلام إلى المسيحية ، والظروف التي أدت لهذا التغيير ، رافضا في نفس الوقت الكشف عن هويته خوفا من تطبيق حكم الردة عليه " لأن المطاوعة في اليمن لا يمزحون " ، بحسب قوله

في يناير الماضي ، حذرت رابطة العالم الإسلامي من النشاط الواسع الذي تقوم به جهات تنصيرية في اليمن ، مشيرة إلى أن المنظمات التبشيرية نجحت في الأشهر القليلة الماضية في تنصير 120 يمنيا ينتمون إلى محافظة حضرموت ، إضافة إلى أعداد أخرى من اللاجئين الصوماليين والإريتريين في المعسكرات المقامة بجنوب اليمن .

وأعادت رابطة العالم الإسلامي أسباب نجاح جهود التنصير في اليمن إلى إهمال المسلمين مساعدة ورعاية إخوانهم وانتشار الفقر والبطالة والجهل والأمية والحروب ووقوع ظلم وتمييز عنصري وقبلي في بعض المناطق، ومتاجرة بعض المتحدثين باسم الإسلام بالإسلام، وتجميع ثروات من ذلك، والتطرف والعنف والقتل والمذابح التي ترتكب من قبل جماعات إسلامية، والفساد في الدول الإسلامية الذي قالت انه يحرم بسببه كثير من الناس من حقوقهم .

وبحسب تقارير إعلامية فإن التنصير في اليمن ينشط عن طريق الجمعيات الدولية ذات الاهتمام الإنساني والمهتمة بالأمومة والطفولة والمعوقين والبيئة والسياحة ، إضافة إلى المدارس الخاصة ومراكز تعليم اللغات والابتعاث الدراسي .

وتشير التقارير الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى إن عدد الجمعيات والمنظمات الأهلية العاملة في اليمن يصل إلى أكثر من 4800 جمعية ومنظمة تنشط على مستوى الجمهورية.

حديث مع مسيحي يمني :

يقول ابن صنعاء الذي تزوج من مسيحية عربية ويعمل في دولة غربية " اعتنقت المسيحية وأنا في اليمن وتعمدته أيضا في اليمن " موضحا أن التعميد هو أن "تشهد باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد ".

ويضيف أن السبب في تركه للإسلام هو خطبة الجمعة المليئة بعبارات القتل والإرهاب التي كان يضطر أن يسمعها مرة كل سبعة أيام ، معتبرا أن الدعاة المسيحيون لا يمكن أن يحرضوا على قتل الغير كما يفعل خطباء المساجد في بلاد المسلمين ، على حد قوله.

وأشار إلى أنه يعود إلى اليمن كل عام لقضاء إجازته السنوية ، منوها بأن أهله على علم باعتناقه المسيحية " وأنهم حاولوا إقناعي بالعودة إلى الإسلام لكني رفضت لدرجة أنهم قاطعوني سنة كاملة ، إلا أنهم في النهاية تقبلوا الأمر الواقع ".

 

ويؤكد ابن صنعاء وهو في العشرينات من عمره أن عدد المسحيين اليمنيين يصل إلى 2500 شخص وأن هناك 700 مسيحي خارج اليمن ، ويقول :" هناك عائلات يمنية مسحية في اليمن وأولادهم ولدوا مسحيين ونحن نتواصل فيما بيننا باستمرار سواء عبر الهاتف أو الانترنت".

ويشير إلى أن المسيحيين يمارسون شعائرهم الدينية كمجموعات "كل أسبوع في بيت احد المؤمنين المسحيين سؤ كان يمني أو أجنبي", كما أنهم "أي المسيحيون" يسعون لنشر دينهم عن طريق التبشير بين أوساط الشباب والنساء فيقول :" هناك مبشرين يمنيين ومبشرات يمنيات مؤهلين لنشر كلمة المسيح والمبشرات ينشرن الدين في الأوساط النسائية والمبشرون ينشرونه بين الرجال والشباب ".

ويعتبر المسيحي ابن صنعاء الذي يقول أنه من صنعاء القديمة وأحد أبناء الأسر المشهورة ، أن أبناء دينه مضطهدون في اليمن بسبب ملاحقة الأجهزة الأمنية لهم ومنعهم من التبشير للمسيحية ويقول :" لا تسمح الشرطة اليمنية لنا بممارسة شعائرنا الدينية جهرا أو بناء كنيسة خاصة وهذا كله بسبب حكم الردة في الإسلام".

ويستدرك قائلا :" صعب أن نغير القوانين اليمنية لأن الأكثرية مسلمة ، ونحن ليس لدينا أي طموح سياسي ، لأننا نهتم بملكوت الرب والحياة الآخرة "، مشيرا إلى أنه واثنين من أصدقائه صمموا موقعا في الانترنت على الرابط www.yemen4jesus.com  شعاره "اليمن من أجل المسيح ".

وأوضح أن الهدف من إنشاء موقعا على شبكة الانترنت هو تعريف أهل اليمن بالديانة المسيحية " وانقاذهم من الموت الروحي ، ونأمل أن نرى بيت الرب على ارض الواقع في اليمن".

وحول طلبي حضور إحدى الشعائر الدينية لمواطنين يمنيين ، قال :" شعائرنا الدينية مقدسة وليست مسرحية للفرجة ، كما أننا حذرون ومحافظون علي إخوتنا اليمنيين المسحيين من أي مشاكل قد تعرقل الطريق الذي نحن ماشين فيه ، ونحن لنا سنوات طويلة نحاول بناء مجتمعنا ، لذلك صعب جدا أن نهدم كل شي في لحظة غباء ، سوف نصلي من أجلك حتى يعطينا الرب إشارة ومن ثم سوف نرحب بك ".

حملات تنصير في صنعاء القديمة :

عبده الخولاني مواطن وصاحب محل فضيات في مدينة صنعاء القديمة يقول أن التبشير بالمسيحية أمر مألوف في صنعاء القديمة خاصة مع وجود الكثير من الأجانب الذين يفضلون السكن في مباني المدينة التراثية.

ويضيف الخولاني إن السكان الأجانب يقومون بتوزيع الكتاب المقدس "الإنجيل" على المواطنين إضافة إلى الكثير من المنشورات الدينية التي تحفز على اعتناق المسيحية وترك الإسلام ، منوها بأن هذا الأمر يلقى استجابة من قبل بعض الشباب اليمني خاصة المحتاج والمتمرد .

عبده الخولاني الذي استطاع إجادة الإنجليزية والفرنسية والايطالية "بدرجة مقبولة" من خلاله اختلاطه المستمر مع أصدقائه الأجانب قال إن هناك علامة استفهام حول الثراء السريع لبض الشباب وامتلاكهم منازل وسيارات وسفريات ، منوها بأن هؤلاء الشباب على علاقة مستمرة مع الأجانب.

وأضاف :" حاول بعض الأجانب إقناعي باعتناق المسيحية لكني رفضت وأجريت مناقشات كثيرة معهم حول الدين الإسلامي ، ومع ذلك لا زلت صديقا لهم ".

وفيما أشار الخولاني إلى استمرار النصير في صنعاء القديمة ، قال عدنان البليلي أحد أبناء المدينة أن سعي الأجانب لتنصير أكبر قدر من المواطنين "أمر معروف وملاحظ ".

 

وأضاف أن هؤلاء الأجانب يقومون بتوزيع نسخا من الإنجيل على المواطنين كمدخل "لتعريفهم مبادئ الدين المسيحي" ، وأعطاني نسخة من الكتاب المسيحي حصل عليه من "جاره المسيحي الأجنبي" .

وأكد البليلي أنه يعرف شابا يمنيا ترك الإسلام واعتنق المسيحية وسافر إلى دولة أفريقية ، منوها بأن دافعه هو المال والعيش الرغيد .

.. وأخرى في المدارس والجامعات :

مصادر محلية تحدثت عن شائعة أثيرت مؤخرا حول تنًصر ثلاث فتيات في مدرسة خاصة بمنطقة الجراف بأمانة العاصمة .

وأشارت تلك المصادر إلى صعوبة التأكد من حقيقة شائعة التنصير في المدرسة التي تقدم تسهيلات كبيرة لطلاب وأولياء الأمور "لدرجة تثير الشكوك خاصة وأن مديرة المدرسة مرتبطة برجل يحمل الجنسية البريطانية".

وحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن عدد المدارس الخاصة في اليمن يبلغ 234 مدرسة يرتادها ما يقارب 74 ألف طالب وطالبة، في حين يبلغ عدد المدرسين الأجانب في المدارسة الخاصة 258 من أصل 4189 مدرس.

مترجم يعمل في مؤسسة رسمية أكد أنه تعرض قبل ثلاث سنوات وأثناء دراسته الجامعية لمحاولة تنصيره عن طريق إغرائه بالأموال والدراسة في الخارج .

وقال ( م ع ) الذي طلب عدم الكشف عن هويته :" أن محاولات تنصيريه لم تكن بواسطة مبشرين مسيحيين أجانب وإنما من شباب وبنات يمنيات مسيحيات".

ويقول :" كان لدي أصدقاء تعرفت عليهم في الجامعة ، وقد توثقت علاقتي بهم وأصبحت قوية لدرجة أني كنت أشاركهم حفلات ترفيهية مختلطة "، ويضيف :" في إحدى الحفلات عرضوا علي صراحة ترك الدين الإسلامي واعتناق المسيحية وأغروني بالأموال والسفريات والنساء ".

ويؤكد ( م ع ) أن صعوبة وضعه المادي في تلك الأيام وحاجته الشديدة للتأهيل العملي والمهني ، دعته للتفكير قليلا في هذا العرض "المغري" إلا أنه في اللحظة الأخيرة رفض عرضهم وقطع صلته كليا معهم.

كما رفض ( م ع ) السماح لي بمقابلة أصدقائه القدامى، قائلا أنه لا يعرف عنهم شيء وأن السنوات الأربع الماضية كفيلة بتغيير أماكنهم وعناوينهم .

المرتد في الشريعة الإسلامية .. جدل واسع وآراء مختلفة ....

مدير عام الإرشاد في وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حمود السعيدي قال إن حكم الردة في الإسلام هو القتل مستدلا بالحديث النبوي " من بدل دينه فاقتلوه" ، منوها في الوقت نفسه بأن الردة إذا كانت خوفا من القتل فلا حكم على المرتد "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ".

وأضاف الشيخ السعيدي :" أما من ارتد بسبب مال أو زوجه أو منصب أو دراسة فحكمه القتل بعد أن يسأل ويستتاب"، مؤكدا ضرورة سؤال المرتد عن سبب ارتداده " لأنه قد يرتد جهلا بتعاليم الإسلام".

وحول اختلاف العلماء حول حكم الردة، قال مدير عام الإرشاد :" أجمع علماء الإسلام على حكم الردة ولم يخرج عن هذا الإجماع إلا القليل منهم الدكتور حسن الترابي الذي نفى مؤخرا حكم الردة ".

 

ويثير حكم الردة حاليا خلافا بين الفقهاء والمفكرين الإسلاميين ، حيث يعتبر البعض مسألة قتل المرتد أمرا غير مقبول لأن فقهاء الإسلام لم يجمعوا عليها كما أنه يتعارض مع المبادئ والقيم التي أقرها القانون الدولي ووافقت عليه معظم الدول العربية والإسلامية ، على حد قولهم.

ففيما قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب تطبيق حكم الردة وقتل المرتد ، منوها بأن السماح للأفراد باعتناق الإسلام ثم الارتداد عن الإيمان به مفسدة للمجتمع الإسلامي ، اعتبر الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن عقوبة الردة "تكون تعزيرا لا حدا "، مضيفا أن الآيات القرآنية "لا تشير من قريب أو من بعيد إلى أن ثمة عقوبة دنيوية يأمر بها القرآن لتوقّع على المرتد عن الإسلام، وإنما يتواتر في تلك الآيات التهديد المستمر بعذاب شديد في الآخرة".

وكان مفتي مصر الشيخ علي جمعة أثار جدلا فقهيا واسعا بين علماء المسلمين أواخر الشهر الماضي عندما أفتى بحرية المسلم في ترك دينه والانتقال إلى دين آخر .

وقال مفتي مصر في مقال نشر على موقع المنتدى المشترك لصحيفة واشنطن بوست ومجلة نيوزويك على شبكة الانترنت يوم 24 يوليو الماضي "إن تخلي الشخص عن دينه إثم يعاقب عليه الله يوم القيامة، وإذا كان الأمر يتعلق بشخص يرفض الإيمان فحسب فانه ليس هناك عقاب دنيوي".

وفيما نفت دار الإفتاء المصرية إن يكون الشيخ جمعة أفتى بحرية المسلم في تغيير دينه، جدد مفتي مصر في 27 يوليو الماضي "التأكيد على حق كل إنسان في اختيار دينه"، معتبرا "أن العقوبة الدنيوية للرِّدة لم تُطبق على مدار التاريخ الإسلامي إلا على هؤلاء المرتدين، الذين لم يكتفوا بردَّتهم، وإنما سعوا إلى تخريب أسس المجتمع وتدميرها".

وقال جمعة في بيان نقلته وسائل الإعلام :" إن الله قد كفل للبشرية جمعاء حق اختيار دينهم دونَ إكراه أو ضغط خارجي، والاختيار يعني الحرية والحرية تشمل الحق في ارتكاب الأخطاء والذنوب طالما أن ضررها لا يمتد إلى الآخرين".

....وعقوبة واحدة في القانون اليمني :

المدير التنفيذي لمنظمة هود المحامي خالد الآنسي يقول أن عقوبة المرتد في القانون اليمني هي الإعدام "وبالتالي فإن التبشير بالمسيحية يعد تحريضا على الردة ، وعليه فإن عقوبة المبشر هي نفس عقوبة المرتد".

وحول موقف منظمة هود الحقوقية من إدعاء بعض الشباب المسيحي في اليمن تعرضهم لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية وخوفهم المستمر من تطبيق حكم الردة عليهم ، قال المحامي الآنسي :" منظمة هود لم تتعامل من قبل مع هذا النوع من القضايا ، ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع ".

أما في القانون المصري فإنه لا يوجد أي نص يتحدث عن الردة أو يجرمها . وحسب وكالة الصحافة الفرنسية إن نائب رئيس محكمة النقض المصرية المستشار احمد مكي قال "ليس هناك نص في القانون المصري يجرم الردة أو يشير إليها"، مضيفا أن "حد الردة ذاته مختلف عليه بين الفقهاء".

ويقول مكي :" يذهب عدد من الفقهاء إلى انه ليس هناك حد اسمه حد الردة لأنه لم يرد نص بهذا الخصوص في القران ويفسرون الحديث النبوي الذي يشير إلى قتل المرتد بان المقصود منه هو عقاب سياسي على الخيانة وليس عقابا على المعتقد".

aq1980@gmail.com