القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
مأرب برس – خاص
عمت الجلبة أرجاء المكان وبدأت علامات الكآبة والحزن تتلاشى من الوجوه، وارتسمت الابتسامة بحياء على الشفاه المتشققة، فيما حاول الأمل أن يجد مكاناً داخل قلوب مجدبة قفراء كالأرض العطشى.
ولاح بريق غريب تموقع بحذر فوق سواد العيون. وتوالت اللحظات واشتدت الجلبة وتعالى صراخ الصغار ممتزجا بقهقهاتهم البريئة، فيما ظلت أعناق الرجال على حالها من التطلع برجاء إلى الأفق الممتد.
وتسكن الريح فيزداد خفقان القلوب، وتبلع الحلوق ما لم يجف من ريقها كأنها لم تعد تخشى التبذير، واستعد الأطفال على طريقتهم الاحتفالية الخاصة فبادر أغلبهم إلى التخلص من الأسمال البالية التي التصقت بأجسادهم ثم عادوا يتقافزون كأنهم ولدول الساعة.
وترادفت جموع النسوة وتزاحمن حتى ضاق بهن السهل، فنصبن القدور وأعددن الأواني وسرّحن مجاري المياه، وعادت البهجة إلى محياهن بعد أن نسينها منذ أمد، وصدحت حناجر الصبايا بأهازيج الربيع وأخذن يرددن مواويل الفرح المرتقب.
وبدت لأول وهلة مثقلة، غنية بالخير والنماء، تتهادى من مكان إلى آخر في برود عجيب، فيما الرؤوس مشرئبة تحتها ما انفكت تتابعها بأمل وتترقب لحظة سكونها وتفجر خيراتها. "لم تعرف الأرض جفافاً كجفاف هذا العام " .. قالها أحدهم وهو يرطب شفته بلسانه، فيما علّق آخر دون أن يحول بصره عنها :" هيه.. لقد هلك الزرع والضرع .. وأرى الرحمة قادمة".
وأرخى الصمت سدوله فجأة وضجّ المكان بالهدوء حتى اقشعرت جلود الصغار من هيبة المكان وسكونه، وتحولت العيون الهلعة من السماء الصافية وسرت همهمة سرعان ما خفتت بظهوره..
أقبل متوكئاً على عصاته الغليظة فلا تدري من منهما ينوء بحمل الآخر، وجه كالح أكل عليه الدهر وشرب، ولحية بيضاء رقيقة توزعت على ذقنه بانتظام، بينما سيطرت على فضاء قسماته التجاعيد، وشعّ من ملامحه حزم وحزن عميقين، وإشفاق أطل من مآقيه دون مواربة.
تسمرت عينا الشيخ لحظات طويلة في الفضاء المترامي قبل أن يحني رأسه ثم يجول ببصره بين الجمع الحائر أمامه، فسكت الهواء كأنه ينصت له وتدحرجت الكلمات من فمه وئيدة متثاقلة : " كيف فاتكم يا أبنائي أن تدركوا أنها لم تكن سوى .. سحابة صيف؟ ".
خبير إعلامي ومدرب
n.sumairi@gmail.com