مليشيا الحوثي تجبر قبائل إب على رفع اعتصامهم في دار سلم بعد تهديدات بفضه بالقوة أبرز المواقع والمناطق التي سيطرة عليها فصائل المعارضة السورية في حلب وإدلب ما انعكاس ما يحدث في سوريا على اليمن.. هل تعود صنعاء كما عادت حلب؟ تفاصيل مروعة عن جريمة قتل فتاة في صنعاء 18شهيدا بغزة والاحتلال ينسف منازل بشمال القطاع وجنوبه ندوة حقوقية في مأرب تسلط الضوء على أوضاع المرأة اليمنية بعد انقلاب الحوثيين تحقيق 42 ألف مستفيد من خدمات الوحدة الصحية في القطاع العاشر بمخيم الجفينة تفاصيل حصيلة 3 أيام من الحرب و الاشتباكات في سوريا الكشف عن أكبر منجم جديد للذهب في العالم قد يقلب الموازين ويغير التاريخ عاجل: المليشيات الحوثية وتهدد بإعتقال مشائخ ووجهاء محافظة إب المعتصمين بدار سلم وتفرض حصارا بالاطقم المسلحة على مخيمات المعتصمين
المنافسات بين مرشح الحزب الجمهوري ومرشح الحزب الديموقراطي على رئاسة الولايات المتحدة، أشبه ما تكون بمزاد علني، أيهما يدفع أكثر لخدمة الكيان الصهيوني.. أيهما يرفع سقف طموحاته أعلى لصالح تحقيق الأحلام الإسرائيلية.. تلك هي بوابة العبور لمن يرغب في حيازة مقعده في البيت الأبيض.
الرئيس الديموقراطي الحالي جو بايدن، رغم استبداله بمرشحة الحزب كامالا هاريس، لضعف لياقته الصحية، إلا أنه يقدم خلال الفترة المتبقية من رئاسته، الدعم الكامل للكيان الإسرائيلي. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وسيط أساس في المفاوضات بين حماس وحكومة نتنياهو، إلا أن إدارة بايدن تأبى أن تمارس أي ضغوط على نتنياهو للقبول بالمقترح الأمريكي، الذي وافقت عليه حماس، وتغطي دائما على مناوراته الرامية إلى إفشال المفاوضات، وتقاسمه المماطلة لمنحه مزيدًا من الوقت للقتل والحرق في القطاع، لتحقيق أهدافه.
ولم يبخل بايدن على حليفه الإسرائيلي قط بالقنابل والصواريخ، التي يذبح بها أهل غزة، ولو ألقاها الاحتلال على خيام النازحين ومدارس الإيواء في الأماكن، التي يزعم أنها آمنة. وهو الرجل الذي صرح بأنه صهيوني، وأنه لو لم تكن هناك إسرائيل لعمل على إيجادها.
وأما المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، الذي بات هو الأقرب للعودة إلى منصبه السابق في البيت الأبيض، فهو بمثابة رجل الأحلام الصهيونية، لا يضاهيه مرشح آخر في رعاية طموحات الصهاينة والعمل على تحقيقها.
خلال فترة رئاسته الماضية، قام ترامب بالدهس على كل الشعارات المعلنة، التي قدمت أمريكا باعتبارها وسيطا نزيها لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة منذ اتفاقية أوسلو، فأعلن في السادس من ديسمبر 2017م، اعترافه الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة بلاده إليها، في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية وللمحيط العربي، الذي يعلق آمالا على حل الدولتين.
بعد أن هيمن اليمين الإسرائيلي المتشدد بزعامة نتنياهو على المشهد الإسرائيلي، وارتفع سقف أحلامه للقضاء على حل الدولتين، وإعدام الحق الفلسطيني، كان لزامًا أن يأتي الرجل الأمريكي الذي يناسب هذه الطموحات الإسرائيلية، ويحقق أحلام الكيان المحتل، فمن لها غير ترامب.
بينما كان ترامب يزايد على بايدن – قبل استبداله بكاميلا هاريس- في دعم الاحتلال، ويتهمه بالتقصير تجاه الكيان، ها هو في الوقت الراهن وبعد إعلان ترشح هاريس عن الديموقراطيين، يواكب أحلام نتنياهو بوضوح تام، دون مواربة، بل ويعد بتحقيق مزيد منها، ظهر ذلك في تصريحات الأخيرة.
فنتنياهو الذي أجهض كل محاولات التفاوض لوقف الحرب، قد بدا أن هدفه هو إنهاء القضية الفلسطينية، والقضاء على المقاومة نهائيًا، وإحالة القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، فجاءت تصريحات ترامب لتعزز من أهداف نتنياهو وبقوة، إذ انتقد خلال فعالية عن محاربة معاداة السامية، دعوات بايدن والمرشحة الحالية هاريس لوقف إطلاق النار، واعتبر ذلك تكبيلا ليد إسرائيل خلف ظهرها.
أكد ترامب أن نتنياهو يعرف ما يفعل، وقال: شجعته على إنهاء ذلك (أي حرب غزة)، يجب أن ينتهي بسرعة، لكن بانتصار، حقق انتصارك وأنهِ المسألة».
ترامب يرغب في الحصول على بطاقة التأهل، بضرب الجهود الرامية إلى وقف الحرب عرض الحائط.. يريد أن ينهيها على طريقة نتنياهو ولو طال أمد الحرب، في تطابق كامل مع رؤية اليمين الإسرائيلي الحاكم. وأعلن دعمه لنتنياهو في تحقيق هذا الهدف، فقال: «سأقدم لإسرائيل الدعم الذي تحتاجه للانتصار، لكنني أريدهم أن ينتصروا بسرعة».
لم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل وصف المناصرين للحق الفلسطيني، الذين يطالبون بإنهاء الدعم الأمريكي للاحتلال في حربه ضد غزة، بأنهم بلطجية من أنصار حماس ومتعاطفون مع التطرف، متوعدًا باعتقالهم وترحيلهم من بلاده حال وصوله إلى مقعد الرئاسة.
قام ترامب برفع سقف الطموحات والأحلام الإسرائيلية، فأتى بما لم يسبقه إليه أحد من رؤساء الولايات المتحدة، إذ تحدث عن مساحة إسرائيل الصغيرة على الخارطة، وأنه كثيرا ما فكر في كيفية توسيعها.
والدلالة واضحة، في أنه سوف يعمل على ضم الضفة الغربية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتوافق أو يعد استجابة لتصريحات سابقة للمليارديرة الإسرائيلية الأمريكية اليمينية المتطرفة ميريام أديلسون، طالبت فيها نتنياهو بالالتزام مسبقا بدعم ضم الضفة الغربية إلى الاحتلال الإسرائيلي مقابل تمويلها لحملته الانتخابية.
إذن تلك هي العقلية، التي سيتعامل معها المحيط العربي في القضية الفلسطينية، عقلية رجل جاء بوعد التمكين الكامل للكيان الصهيوني في فلسطين، وإنهاء الحق الفلسطيني، ودهس حل الدولتين، الذي يأمل العرب أن يضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقد لا نذهب بعيدًا إن قلنا بأن حديث ترامب عن ضرورة توسيع مساحة إسرائيل، وعدٌ بدعمها في تحقيق حلمها ومشروعها الكبير، وهو إسرائيل من النيل إلى الفرات، فهذا الهدف لم يُدرك بالتكهنات، بل هو ما يصرح به زعماء الصهاينة أنفسهم، فلا مجال للشك فيه، وليس ذلك ببعيد أيضا عن توجهات السياسة الأمريكية، التي توجه دفتها الصهيونية المسيحية داخل أمريكا، إضافة إلى اللوبي الصهيوني المتنفذ.
بات من الواضح أن المرحلة المقبلة سوف تسدل الستار على مفاوضات السلام، إذ لا سلام إلا ما يحقق المصالح الصهيونية الأمريكية الخالصة، ومن هنا ندرك أن بقاء المقاومة هو العامل الوحيد، الذي يحول بين الصهيونية وبين ابتلاع فلسطين كلها، بل وبين تمدد الكيان المحتل جغرافيًا لتحقيق حلمه المنشود.. فمن يطالب بنزع سلاح المقاومة يفسح الطريق أمام هذا العدو الغاشم للهيمنة على الأمة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.